نجح المنتخب الوطني للّاعبين المحليّين، في كسب الرّهان والتأهّل إلى البطولة الإفريقية المقبلة، التي ستجري في تنزانيا وأوغندا وكينيا، بعدما تجاوز عقبة نظيره الغامبي عن جدارة وإستحقاق، حيث سيكون الرّهان الأكبر بالنسبة لبوقرة، هو تكوين منتخب تنافسي من أجل الظهور بشكل جيّد في “الشان”، والتي ستكون محطة تحضيرية مهمة قبل الدفاع عن اللقب، في كأس العرب التي ستجري في قطر قبل نهاية السنة.

كما كان منتظرا بلغ المنتخب الوطني للمحليّين، بطولة إفريقيا للّاعبين المحليّين، وذلك عقب تجاوزه عقبة المنتخب الغامبي بثلاثية نظيفة، ورغم الصعوبات التي واجهها المنتخب في هذه المباراة، إلّا أنه في الأخير كان في الموعد، وظفر بتأشيرة التأهّل إلى البطولة، التي ستجري في كل من كينيا، أوغندا وتنزانيا.
وضعت عملية القرعة المنتخب في مجموعة صعبة، مع صاحب الأرض منتخب أوغندا، إضافة إلى جنوب إفريقيا والنيجر وغينيا، وهي المنتخبات التي تتمتع بمستوى جيد في هذه المنافسة، وتسعى لقول كلمتها فيها، وهو الأمر الذي سيصعب كثيرا من مهمة المنتخب في تحقيق الهدف المنشود، وهو بلوغ النهائي لثاني مرة على التوالي.
بالنظر إلى القرعة التي وضعت المنتخب في هذه المجموعة الصعبة، سيتوجّب على بوقرة وضع برنامج تحضيري على أعلى مستوى، من أجل تجهيز التشكيلة لتكون في الموعد خلال النسخة المقبلة من “الشان”، وهذا من خلال الرفع من تنافسية المجموعة، والتركيز على الجانب البدني، بحكم أنّ المنافسة ستجري قبل إنطلاق الموسم الجديد.
سيكون التنسيق بين بوقرة والإتحادية، إضافة إلى الرابطة المحترفة لوضع برنامج التحضير، بما أنّ كل اللّاعبين من البطولة الوطنية،حيث سيتم وضع رزنامة على مستوى البطولة، تخدم تحضيرات المنتخب الوطني للموعد المقبل.
رهان بوقرة الأساسي خلال البطولة المقبلة، هو تكوين فريق تنافسي، والرفع من درجة الإنسجام والتكامل بين اللاعبين، خاصة أنه منتخب حديث النشأة، ولم يتم تكوينه إلاّ فترة قليلة قبل الذهاب إلى غامبيا، كما أنه لم يلعب أي مواجهة ودية، قبل مواجهة هذا الأخير في لقاء الذهاب.
المجموعة التي تواجد فيها المنتخب الوطني للاّعبين المحليّين، ليست سهلة حيث ضمت كل من أوغندا، وغينيا إضافة إلى النيجر وجنوب إفريقيا، وهي مجموعة ليست سهلة بل معقدة، والتأهل من خلالها إلى الدور المقبل، سيكون أمرا جيّدا لأشبال بوقرة لعدة أسباب، تجعل من تحقيق هذا الهدف إنجازا في حد ذاته.
التواجد مع منتخبات، هي في الأصل تركّز كثيرا على اللّاعب المحلي، حتى خلال مشاركاتها في تصفيات المونديال وكأس إفريقيا للأمم، يصعّب من المأمورية.
المنتخب الوطني للاّعبين المحليّين، نجح في بلوغ النهائي خلال النسخة الأخيرة، ولكن الظروف التي جرت فيها تلك المنافسة، مختلفة تماما عن الظروف التي ستجري فيها المنافسة المقبلة، سواء ما تعلق الأمر بالمناخ أو الظروف المحيطة بالمباريات، وهو ما يصعب كثيرا من الرهان، ويجعل الناخب بوقرة أمام تحدّ صعب.
من أقوى المنتخبات في المجموعة، وحتى البطولة نجد منتخب جنوب إفريقيا، الذي يتكون من لاعبي صن داونز الذي أطاح بالأهلي المصري، وبلغ نهائي رابطة أبطال إفريقيا، إضافة إلى فريق أورلاندو بيراتس الذي وصل إلى نصف النهائي، وهو ما يعكس مستوى المنتخب الجنوب إفريقي، الذي يبقى المرشح الأبرز للظفر باللقب.
مباريات المجموعة ستجري في أوغندا، بحكم أن هذا الأخير يحتضن المنافسة، ويتواجد مع المنتخب الوطني في نفس المجموعة، وسيكون مدعوما بالآلاف من أنصاره، وهو عامل آخر يصعب من مأمورية أشبال بوقرة، دون نسيان منتخبي غينيا والنيجر، اللّذان يتوفّران هما أيضا على مجموعة جيدة من اللاعبين.
تسيير المباريات بذكاء ضروري، من أجل تجاوز عقبة الدور الأول، الذي سيكون صعبا ومليئا بالتحديات بالنسبة لبوقرة وأشباله، وهو ما يستدعي الحيطة والحذر خلال المباريات لتفادي تحقيق نتائج سلبية، تؤثر على معنويات اللاعبين، وتربك حسابات الجهاز الفني، من أجل الخروج بأفضل طريقة ممكنة وبلوغ الدور الثاني.
من أهم العوامل السلبية، التي قد تعيق تحضيرات المنتخب الوطني “للشان” المقبل، هو إمكانية رحيل بعض العناصر المهمة، من خلال إحترافها في أوروبا، أو على مستوى بعض الدوريات الخليجية، على غرار الإنتقال إلى البطولة القطرية أو السعودية، وهو ما يجعل المنتخب الوطني للّاعبين المحليّين يفتقد خدماتها.
إبقاء بولبينة في الاحتياط خلال المواجهة الماضية من طرف بوقرة كان مقصودا، لأنه يدرك أنه قد لا يستطيع الإعتماد على هذا اللّاعب خلال “الشان” المقبل، بسبب العروض الكثيرة التي وصلته من أوروبا، واللاّعب سيحزم أمتعته مباشرة بعد نهاية البطولة، من أجل الإنتقال إلى أحد الأندية التي تريده.
قيمة بولبينة الفنية كبيرة، والدليل أنه رجح كفة المنتخب مباشرة بعد دخوله، وسجّل هدفين أراحا بوقرة كثيرا، خاصة بعد نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي، كما أنّ هناك عناصر أخرى مرشّحة لمغادرة المجموعة، والإنتقال إلى فرق خليجية تريد التعاقد معها، ويتواجد على رأسها قائد شباب قسنطينة براهيم ذيب.
سيكون على بوقرة التعامل مع هذه التغييرات بالطريقة المثلى، لتفادي تراجع المستوى بالنسبة للمنتخب الوطني، وهذا من خلال وضع البدائل المتاحة من قبل على الطاولة، والمراهنة عليها خلال التحضيرات، لتفادي أي طارئ قد يحدث ويعرقل السير الحسن للتحضيرات، تحسّبا للنسخة المقبلة من البطولة.
يتمنى بوقرة أن لا يرحل عدد كبير من لاعبي المنتخب للإحتراف عقب نهاية الموسم، خاصة أنّ هذا الأمر سيخلط حساباته بخصوص ضمان أفضل تحضير قبل إنطلاق البطولة.
الرهان الأول بالنسبة للناخب الوطني مجيد بوقرة، سيكون كأس إفريقيا للاعبين المحليّين، أما الرّهان الثاني فسيكون الدفاع عن اللقب المحقّق في كأس العرب، خلال النسخة الثانية من البطولة التي ستجري في قطر قبل نهاية السنة، وهو الرهان الذي سيعمل بوقرة على التحضير له خلال “الشان “المقبل.

اختيـار أفضـل العناصر

 بالموازاة مع مباريات “الشان”، سيعمل بوقرة على إختيار أفضل العناصر التي ستبرز مع المنتخب في هذه المنافسة، من أجل أخذها معه إلى الدوحة للدفاع عن اللقب في كأس العرب المقبلة، التي ستجري في ديسمبر من العام الجاري، والأمور فيها ستكون مختلفة بما أنّ قاعدة الخيارات ستتوسّع.
الأمور مختلفة في كأس العرب وبوقرة بإمكانه دعوة اللّاعبين الذين ينشطون في البطولات العربية، وغير المعنيّين بالمشاركة في كأس إفريقيا المقبلة وهم كثر، وهو الأمر الذي سيرفع من المستوى الفني للمنتخب ويجعله يظهر بمستوى أفضل، بحكم أن المستوى الفني في كأس العرب مرتفع.
بطولة إفريقيا للاعبين المحليّين، ستساعد بوقرة كثيرا على حسم خياراته الفنية قبل فترة طويلة عن إنطلاق كأس العرب، لأنه سيكتشف المناصب التي تحتاج إلى تدعيم على مستوى المنتخب، دون نسيان تقييم جودة العناصر الأخرى والمقارنة بينها وبين اللاعبين الذين ينشطون في البطولات العربية.
النسخة المقبلة “للشان” تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لبوقرة، الذي سيكون على موعد مع سنة مفصلية في مسيرته التدريبية، وهذا من خلال خوض تحديان صعبان، وهما كأس إفريقيا للّاعبين المحليين إضافة إلى كأس العرب.