واصل الجيش الصهيوني إبادته للفلسطينيين، من خلال قصف المباني وحرق الخيام وإرغام الناجين من الموت على إخلاء مناطقهم واستئناف رحلة النزوح التي مارسوها عشرات المرات منذ بدء العدوان الغاشم على قطاع غزّة قبل سنتين.
هاجم سلاح الجو الصهيوني أكثر من 140 هدفا في مختلف أنحاء قطاع غزّة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. كما استهدف مبانٍ استراتيجية بزعم أن عناصر من حركة حماس تستخدمها كمراكز لنشاطاتها.
ومن بين هذه المباني، تمّ، أمس، نسف برج سكني ومحيطه في حي الرمال الشمالي غرب مدينة غزّة. ويتعلق الأمر ببرج “المجمع الإيطالي” المكون من 15 طابقا، في منطقة النصر غرب المدينة.
وكان الجيش الصهيوني استهدف ذات البرج بغارات عنيفة، خلال الحرب التي شنها على القطاع في 2014 ودمر أجزاء واسعة منه، فيما تم الانتهاء من إعادة إعماره قبل أشهر من اندلاع الإبادة الجماعية.
وقبل وصول آليات الجيش الصهيوني الثلاثاء إلى منطقة النصر، كان البرج يؤوي مئات العائلات الفلسطينية التي نزحت مع التوغل البري إلى مناطق الرمال وميناء غزّة أو إلى جنوب القطاع.
إخلاء وشهداء
وجدّد الجيش الصهيوني، إنذاره للفلسطينيين بإخلاء مدينة غزّة والتوجه نحو ما يزعم أنها “منطقة إنسانية” في المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وتشهد منطقة المواصي استهدافات صهيونية متكررة أسفرت عن ارتقاء وإصابة مئات الفلسطينيين، فيما يعيش النازحون هناك ظروفا قاسية جراء انعدام مقومات الحياة خاصة الطعام والمياه. وخلال الأسابيع الماضية، نسف الجيش الصهيوني عشرات الأبراج ومئات المباني السكنية في مناطق مختلفة من مدينة غزّة في سياسة تهدف لتهجير الفلسطينيين وإفراغ المدينة لاحتلالها بالكامل. في الأثناء، أفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزّة باستشهاد أكثر من 48 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال، صباح أمس، بينهم 11 من طالبي المساعدات و16 في مدينة غزّة، فيما أعلن مسؤول أممي أن المجاعة تأكدت في القطاع.
أطفال غزّة جائعون
من ناحية ثانية، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أمس الجمعة، إن طفلا واحدا من كل 3 أطفال في قطاع غزّة لم يتناول أي طعام خلال 24 ساعة جراء انعدام المواد الغذائية بسبب الحصار الصهيوني.
ويقوم الاحتلال بتجويع الفلسطينيين ضمن إبادة جماعية يرتكبها بحقهم منذ عامين ما تسبب بإزهاق أرواح 442 فلسطينيا، ضمن 65 ألفا و502 شهيدا و167 ألفا و376 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ارتقوا في هجمات دامية.
وأضافت الأونروا في بيان مقتضب أن “الثمن الذي يدفعه الأطفال وطفولتهم بغزّة لا يُطاق”.
وجدّدت الوكالة الأممية مطالبتها بضرورة وقف فوري لإطلاق النار، قائلة: “أطفال غزّة بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن”.
والأربعاء، قالت لجنة الإنقاذ الدولية في بيان إن “واحدا من كل 3 أطفال أمضى يوما كاملا دون طعام في 24 الساعة الماضية، و70 بالمائة من الأطفال يعانون من مشاكل في النوم، وواحد من كل 5 أطفال منعزل أو صامت”.
من جهة أخرى، حذر كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن المجاعة تأكدت في قطاع غزّة، وأن الأطفال الفلسطينيين يموتون جوعا في ظروف معيشية مريعة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
كما حذر مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية من توقف المستشفى عن العمل إذا نفذ الجيش الصهيوني تهديداته باقتحامه.
وقال إن عددا كبيرا من المصابين والمرضى غادروا المستشفى تحسبا لهذا الاقتحام.
وكانت وزارة الصحة بغزّة وجهت، الأربعاء، مناشدةً لجميع الجهات الدولية لإنقاذ ما تبقى من نظام صحي يتداعى أمام استمرار العدوان الصهيوني وخروج بعض المستشفيات عن الخدمة بالكامل.




