تأهّل فريق مولودية الجزائر إلى الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الجمهورية، على حساب ضيفه فريق اتحاد خنشلة، بعدما تغلب عليه بنتيجة (2 – 1)، حين استقبله بملعب علي عمار المدعو علي لابوانت بالدويرة، وسط حضور جماهيري كبير.
أبعد فريق مولودية الجزائر ضيفه اتحاد خنشلة سهرة السبت من منافسة كأس الجمهورية، ليصبح الاتحاد بذلك ثاني فريق من بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم، يبعده العميد من طريقه بعد مولودية البيض في الدور الـ 32.
أجرى مدرب فريق مولودية الجزائر، رولاني موكوينا 7 تغييرات كاملة على التشكيلة الأساسية، مقارنة بالفريق الذي خاض الداربي أمام شباب بلوزداد الاثنين المنصرم، حيث أراح كل من الحارس أليكسيس قندوز الذي غادر أرضية الميدان مصابا أمام شباب بلوزداد، متأثرا بإصابة أبعدته عن المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، الى جانب استبدال القائد أيوب عبد اللاوي مرغما، بعدما غادر مواجهة الشباب بالبطاقة الحمراء، بالإضافة إلى استبدال كل من (بوقرة، بن خماسة، ثابتي، فرحات، نعيجي)، حيث يعاني البعض من إصابات خفيفة، في حين أنّ البعض الآخر متعب جراء كثافة البرمجة.
التغييرات التي قام بها الجهاز الفني لم تؤثر على المردود العام للفريق، وأتاحت الفرصة لبعض اللاعبين الشباب من أجل أخذ فرصتهم كاملة في المواجهة، على غرار المدافع المحوري رستم دنداوي والظهير الأيمن يعقوب قاسي، وكذا المهاجم مسلم أناتوف الذي خاض النصف ساعة الأخير من عمر اللقاء بديلا. إشراك اللاعبين الشباب في النهج التكتيكي للمدرب موكوينا أمام اتحاد خنشلة، مكنته من التخلص من مهمة إقحام اللاعبين الشباب في مباريات الفريق، خلال مرحلة الذهاب بمدة 450 دقيقة لعب، للسماح لإدارة النادي بانتداب لاعبين خلال سوق التحويلات الشتوية، حيث بلغت المولودية 570 دقيقة لعب للشباب في الرابطة المحترفة وكأس الجمهورية.
دخل فريق مولودية الجزائر بلاعبين متعطّشين للعب، أين شارك الشابان رستم دنداوي ويعقوب قاسي في الخط الخلفي، إضافة إلى العائد من الإصابة محمد زوغرانا الذي خاض أول مقابلة أساسية له منذ تاريخ 27 سبتمبر المنصرم، بسبب معاناته من إصابة على مستوى الركبة تعرض لها رفقة منتخب بلاده بوركينافاسو، كما أشرك كيبري زينون أساسيا رفقة أمين مسوسة على الأروقة، هما اللذان تحولا في الفترة الأخيرة إلى دكة الاحتياط.
بداية العميد في المواجهة كانت قوية، حيث تمكّن محمد أمين مسوسة من افتتاح مجال التهديف في (د 6)، بعد عمل جماعي منسّق ليراوغ كيبري لاعبين ويخترق الدفاع، ويمنح الكرة في منطقة العمليات لخريج مدرسة ليل الفرنسية، الذي راوغ ثلاثة لاعبين بطريقة فنية رائعة، وأسكن الكرة في شباك الحارس أسامة ليتيم بتسديدة في الزاوية البعيدة، ليأتي رد الزوار سريعا بعدما خطف خريج مدرسة مولودية الجزائر حميد جاوشي، الكرة من الشاب رستم دنداوي في وسط الميدان، وانطلق في هجمة معاكسة سريعة في (د 11)، ليجد نفسه وجها لوجه مع الحارس عبد اللطيف رمضان، الذي لم يتمكن من صد الكرة التي جاء منها هدف التعديل. وعند انطلاق المرحلة الثانية أجرى موكوينا تغييرا، بإقحام المدافع عبد القادر منزلة العائد من الإصابة، في منصب الظهير الأيسر مكان مروان خليف المتعب، وواصل بذلك المغامرة بلاعبين شباب وآخرين تنقصهم المنافسة الرسمية، وتمكّنوا من مواصلة الضغط على المنافس إلى أن جاء الهدف الثاني، بعد هجمة معاكسة قادها محمد أمين مسوسة، وفي الوقت الذي كان ينتظر منه الجميع التسديد باتجاه المرمى، قدّم تمريرة على طبق لزميله بايزيد الذي أسكنها الشباك بروعة في (د 49)، مسجلا هدفه الخامس في جميع المنافسات.
اغتنم المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمولودية تقدم فريقه في المواجهة، وتعب بعض اللاعبين لإجراء 4 تغييرات جديدة، ليواصل المغامرة في هذا اللقاء، حيث أقحم كل من (بوشريط، بوصوف، محمد ساليو بانغورا، أناتوف) مكان كل من (بن حوى، بايزيد، مسوسة، الحسن بانغورا)، وهو ما سمح له بمنح أغلبية اللاعبين الاحتياطين في الفريق فرصة اللعب، وتخفيف العبء عن اللاعبين الأساسيين.
وسيستقبل العميد في مواجهة الدور ثمن النهائي للمرة الثالثة على التوالي خلال منافسة كأس الجمهورية، حيث سيكون في مواجهة النادي الثالث من الرابطة المحترفة الأولى، هذه المرة يتعلق الأمر بنجم بن عكنون.
رولانـي موكوينا: نحن بحاجـة للحفاظ على كامـل أهدافنا للموسـم
هنّأ المدرب رولاني موكوينا لاعبيه على الأداء المقدم خلال مواجهة اتحاد خنشلة، وأكّد بأنه فوز مستحق أمام منافس عنيد، وأن الفريق حقق أحد أهدافه في منافسة كأس الجمهورية بمواصلة المغامرة، موضحا بأن مقابلة اتحاد خنشلة أعطته الفرصة ليمنح دقائق لعب للاعبين الذين لا يظهرون بانتظام. وقال موكوينا بخصوص هذه النقطة، خلال المؤتمر الصحفي الذي نشطه، “أن تفوز فهذا عملنا، لكن أن تحقق ذلك وفي نفس الوقت تمنح الفرصة لكل المجموعة فهذا أمر مهم للغاية”.
وأضاف: “سعيد لمشاهدة الحارس رمضان أساسيا، والشاب قاسي الذي خاض أول لقاء أساسيا بألوان الأكابر، حيث أدى مواجهة كبيرة دفاعيا، وقدم إضافة للخط الأمامي وهو مستقبل الفريق، يحتاج لتطوير أدائه في التموقع وطلب الكرة، ليصل بسهولة أكبر للثلث الأخير من الملعب ويكون أكثر فعالية هجوميا، وسنساعده على ذلك”. وتابع: “سعيد لدخول أناتوف وبوشريط وزوغرانا ومنحهم دقائق لعب رفقة محمد ساليو بانغورا وعبد القادر منزلة، كنا سنقحم بوقرة مكان خليف لكن أردنا أن نعتمد على منزلة ليكسب وقت لعب، ويستعيد الثقة في النفس وقوته البدنية، كونه لاعب مهم بالنسبة لنا، ونحن بحاجة إليه مستقبلا”. وختم فكرته: “أريد أن أهنّئ جميع اللاعبين على هذا الفوز، وعلى الأداء المقدم في هذه المواجهة التي لم تكن سهلة كما توقعها البعض”.
تحدّث موكوينا عن سبب التغييرات وقام بربطها مع الفترة القادمة التي ستكون مكثفة، كون الفريق خلال شهر من الزمن سيخوض 9 مباريات كاملة، وسيواجه نادي لوبوبو الكونغولي في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وصرّح: “نحن بحاجة للحفاظ على كامل أهدافنا للموسم، وحتى نحقق ذلك علينا بالقيام بالتدوير، لأننا نحتاج لجميع اللاعبين”.
واستطرد قائلا: “لهذا أنا سعيد بالأداء الذي قدمه اللاعبون البدلاء والشباب، والحلول التي منحوني إياها في قادم المباريات، دنداوي رغم الخطأ الفادح الذي قام به، إلا أنه خاض مواجهة كبيرة للغاية، حيث كان في صراع مع أحد أقوى مهاجمي البطولة، وهذه هي الضريبة التي يدفعها لكي يتعلم”. وذهب إلى أبعد من ذلك، حين قال: “منذ شهر ليس لدينا الكثير من الوقت للتدرب، نحن نكتفي بإجراء حصة للاسترجاع وحصة أو اثنين قبل كل مباراة، ونطالب اللاعبين بالاسترجاع وشرب الكثير من الماء والنوم كثيرا، بالإضافة إلى العمل المطول لتحليل المنافسين عبر الفيديو”.
وللإشارة، في بقية المباريات التي جرت أول أمس السبت، تمكن فريق نجم بن عكنون (الرابطة المحترفة الأولى) من الفوز أمام ضيفه فرفوس بئر العاتر (الجهوي الأول) بنتيجة 2-0، فيما حجز كل من ترجي مستغانم وشبيبة الساورة بطاقة التأهل الى الدور ثمن النهائي على حساب رائد شباب الأربعاء (الرابطة الثانية ) 1-0، وجمعية الخروب (الرابطة الثانية) 2-0، على التوالي بعد معاناة كبيرة.







