جيشنـا لــه مكانتــه كمؤسســة محوريـة تحمي استقــرار الدولة وسيادتها
أكد المحلل السياسي رابح زاوي، أن الجزائر تواجه اليوم موجة متصاعدة من الحملات الإعلامية والدعائية التي تستهدف ركائز الدولة الأساسية، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية والوحدة الترابية، مشيرا إلى أن هذه الحملات تحولت إلى عمليات ممنهجة تهدف إلى إرباك الداخل الجزائري.
وأوضح زاوي، في تصريح لـ«الشعب” أن الاستهداف لا يقتصر على الداخل الجزائري فحسب، بل يسعى إلى إضعاف مصداقية الدولة على المستوى الدولي، وهو ما يعكس مدى تعمق التخطيط لهذه الحملات التي تسعى لتشويه صورة الجيش الوطني الشعبي وتقويض الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، مع محاولة إظهار الجزائر كدولة غير مستقرة، وهو هدف استراتيجي بعيد المدى، وأضاف المحلل أن هذه الحملات الإعلامية تستهدف أيضا الوحدة الترابية للجزائر، عبر خطاب انفصالي يروّج له بعض الإرهابيين، وأكد المحلل السياسي – في السياق – أن الجيش الوطني الشعبي يمثل الهدف الأول للهجمات الإعلامية، نظرا لمكانته كمؤسسة محورية تحمي استقرار الدولة وسيادتها الوطنية.
وأوضح زاوي أن هذه الحملات المعادية تعتمد على ابتكار اتهامات ملفقة، تحوير الحقائق ونشر أخبار مضللة عبر منصات رقمية مأجورة، في محاولة لإضعاف الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
ويحكم زاوي بفشل كل هذه المحاولات والدسائس مثلما حصل دائما، قائلا إن قوة الجيش الوطني الشعبي تكمن في تاريخه الطويل من التضحية والنضال، وقدرته على مواجهة الإرهاب وحماية البلاد من كل المخاطر الداخلية والخارجية، و«أي محاولة لتشويه صورته أو النيل من سمعته محكوم عليها بالفشل بفضل الثقة الشعبية التي يتمتع بها الجيش والسمعة التي بنتها المؤسسة العسكرية عبر عقود من النضال والتضحيات”.
كما أشار محدثنا إلى أن الحملات الإعلامية المعادية تحاول إيهام الرأي العام بأن الجيش جزء من صراعات خارجية أو يعمل بطرق سرية، بينما الواقع يثبت أن الجيش الوطني الشعبي مؤسسة دستورية ملتزمة بحماية الوطن وتحقيق الأمن والاستقرار الداخلي، وأن أي تضليل إعلامي على هذا الصعيد، يصطدم بتجربة المواطنين المباشرة ومشاهدتهم الواقعية لجهود الجيش في حماية البلاد.
ضرب الوحدة الترابية.. أضغاث أحلام
في سياق آخر، أكد المحلل السياسي رابح زاوي، أن تنظيم “ماك الإرهابي” يعيش عزلة وبات منبوذا بسبب الخيانة والعمالة الواضحة لجهات خارجية، معتبرا أن إيهام البعض بوجود مشروع انفصالي، مجرد وهم يدحضه الواقع التاريخي والسياسي اللذان يثبتان وحدة التراب الوطني والتفاف جميع المكونات حول الدولة.
ويرى زاوي أن محاولة اختزال منطقة نضالية وتاريخية في مشروع انفصالي معزول تمثل إساءة لتاريخها ونضال أبنائها قبل أن تكون تهديدا للوحدة الوطنية، موضحا أن وعي المجتمع الجزائري وتماسكه يشكل خط الدفاع الأول ضد أي محاولة لتفتيت البلاد، وهو ما يفسر العزلة الداخلية التي تعيشها الحركة الإرهابية.
مواجهة التحديات الإعلامية
وأشار الأستاذ زاوي إلى أن الجزائر تواجه اليوم تحديات كبيرة تجمع بين استهداف مؤسساتها السيادية ومحاولات تقسيم البلاد، لكنها تمتلك القدرة على مواجهتها بفضل الاحترافية العالية للجيش الوطني الشعبي، وتماسك مؤسسات الدولة، ووعي الشعب الجزائري.
وأكد زاوي أن الاستراتيجية الدفاعية المبنية على الوعي التاريخي والتجربة الشعبية تجعل كل الحملات الإعلامية المعادية عاجزة عن تحقيق أهدافها، مؤكدا أن السلطات العليا للبلاد لا تكتفي بالنفي أو الرد المباشر، بل تعتمد على السجل التاريخي الموثق للجيش والدولة، ما يجعل أي حملة مضللة تفشل قبل أن تحقق تأثيرا حقيقيا.
ووفق زاوي، تعمل الجزائر على حماية ركائزها الأساسية من كل محاولات الاستهداف الداخلية والخارجية، والحفاظ على ثقة المواطنين بوحدتها الوطنية ومؤسساتها السيادية، ما يعكس استراتيجية طويلة الأمد قائمة على الثبات والوضوح والاعتماد على الحقائق التاريخية.
وأشار الأستاذ إلى أن تاريخ الجزائر الطويل وتجربة مؤسساتها ووعي شعبها يمثل خط الدفاع الحقيقي ضد كل محاولات الاستهداف، سواء عبر الهجمات الإعلامية أو المناورات الانفصالية، مؤكدا أن هذه الاستراتيجية تجعل الجزائر دولة صامدة، قادرة على حماية سيادتها واستقرارها الداخلي.





