يتصاعد خطر انهيار المنازل المتداعية في قطاع غزّة على رؤوس النازحين، الذين لا يجدون سواها ملجأ من البرد، فيما تواصل قوات الاحتلال خرقها الفاضح لوقف إطلاق النار في مناطق شتى.
استشهد، أمس الأحد، فلسطيني ثانٍ بقنبلة ألقتها مسيّرة صهيونية على مجموعة من المواطنين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، داخل منطقة انسحب منها جيش الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.
وأفاد مصدر طبي، بوصول فلسطيني ثانٍ إلى مستشفى المعمداني، وهو «علي جندية» حيث استشهد إثر قنبلة أطلقتها مسيّرة صهيونية شرقي غزة.
وقال شهود عيان بأنّ الشهيد الثاني كان ملقى على الأرض في منطقة الاستهداف، حيث تعذّر سحبه في حينه لخطورة الوضع الأمني.
وفي وقت سابق، قال المصدر الطبي، إنّ «جثمان الفلسطيني ياسر جندية وصل إلى مستشفى المعمداني شرقي غزة، إثر استهداف مجموعة مواطنين بقنبلة من طائرة كواد كابتر صهيونية، في شارع المنصورة بالشجاعية».
ووفق شهود عيان، فإنّ هذا الاستهداف تمّ في المناطق التي انسحب منها الجيش الصّهيوني ويسمح للفلسطينيّين بالتنقل والحركة فيها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفجر أمس الأحد، أطلق الجيش الصّهيوني نيرانه الكثيفة على مناطق متفرّقة شرقي قطاع غزة، ضمن مناطق سيطرته بموجب الاتفاق.
انهيار منزل على سكانه
انتشلت طواقم الدفاع المدني، أمس، جثماني طفلتين من أصل 4 أشخاص فُقدوا إثر انهيار جزئي لمبنى متضرّر من حرب الإبادة الصّهيونية، على ساكنيه، في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
وليلة السبت، انهار مبنى بشكل جزئي على ساكنيه حيث تمّ إنقاذ 5 فلسطينيّين في حينه، وفقدان 4 حتى صباح الأحد قبيل انتشال جثتي الطفلتين.
وفي بيان، قال الدفاع المدني إنّ طواقمه تمكّنت من انتشال جثتي طفلتين من تحت أنقاض منزل يعود لعائلة لبد، وذلك عقب انهيار جزئي للمنزل على سكانه في منطقة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
وأوضح أنّ فلسطينيّين اثنين وهما الأب والأم، ما زالا مفقودين تحت أنقاض المنزل، في ظلّ استمرار جهود طواقم الدفاع المدني لانتشالهما.
وصباح أمس، قال الدفاع المدني في بيان، إنه أنقذ 5 فلسطينيّين بينهم طفل وسيّدتان، بعدما انتشلهم إثر انهيار جزئي لمنزل يعود لعائلة لبد، في حي الشيخ رضوان. وأشار في بيانه، إلى وجود 3 مفقودين تحت أنقاض المنزل المنهار، ليتبين لاحقا أنهم 4 مفقودين.
ووفق الدفاع المدني، فإنّ عملية الإنقاذ ليلة السبت، استمرّت لمدة 7 ساعات، فيما حالت الظروف الصعبة ونقص المعدات دون انتشال المفقودين.
فخّ المباني الآيلة للسّقوط
شهد قطاع غزّة مؤخّرا حوادث انهيار لعدة منازل وبنايات سكنية متضرّرة سابقا من القصف الصّهيوني، بفعل تأثير الأمطار والرّياح الشديدة، ما أدى لمصرع وإصابة عدد من الفلسطينيّين، وفق مصادر حكومية.
ويلجأ الفلسطينيّون مضطرين إلى السكن في المباني المتصدّعة والآيلة للسّقوط نظرا لانعدام الخيارات وسط تدمير الاحتلال معظم المباني في القطاع، ومنعه إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار، رغم مرور أكثر من شهرين على اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر الماضي.
وخلال عامي الإبادة، فقد الدفاع المدني غالبية معداته وآلياته الثقيلة بسبب القصف الصّهيوني المتعمد لها ولمقرّاته، ما اضطره للعمل بأدوات بسيطة وبدائية في إنقاذ الأشخاص من تحت الأنقاض.
نداء لإدخال المنازل المؤقتة
حذّرت وزارة الداخلية في غزّة، بعد ارتفاع ضحايا انهيار 46 مبنى في قطاع غزّة، منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار إلى 18 شهيداً، من اتّساع نطاق الكارثة، مع استمرار منع الإعمار وعدم إدخال المنازل الجاهزة، قائلة: «تزداد الخطورة بسبب دخول فصل الشتاء، الذي يزيد من احتمالية انهيار المباني الآيلة للسقوط والمتضرّرة من حرب الإبادة الصّهيونية».
وناشدت الوزارة، المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل والعمل على إدخال مواد الإعمار والمنازل المؤقتة لإيواء النازحين المشرّدين بشكل آمن، مشدّدة على أنّ كلّ مماطلة أو تأخير يفاقم من خطورة الواقع الإنساني، ويعرّض حياة مئات الآلاف لخطر الموت المباشر، حيث أُجبر المواطنون على اللّجوء للسكن في مبانٍ آيلة للسّقوط هرباً من قسوة العيش في الخيام، التي لم تعد حلاّ ولا توفّر لهم الحماية.

