في وقت تتواصل فيه المعاناة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، في ظل نقص المستلزمات الأساسية بما في ذلك الأغطية والملابس وسط الأجواء الماطرة والباردة، ومخاوف من انهيار الأبنية المتضررة من القصف على رؤوس ساكنيها، يواصل الجيش الصهيوني خروقاته العسكرية، حيث استهدف أمس خان يونس ورفح وتوغل نحو مخيم جباليا.
قال مصدر في الإسعاف والطوارئ إنّ فلسطينيا استشهد بنيران جيش الاحتلال الصهيوني أمس، داخل مناطق انتشاره في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وأفاد مراسلون بأنّ قصفا مدفعيا صهيونيا وإطلاق نار مكثفا من طائرات مروحية استهدف مناطق انتشار الاحتلال غربي مدينة رفح. كما استهدفت غارات صهيونية مناطق انتشار الاحتلال شرقي مدينتي خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، أمس الاثنين، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الإبادة التي بدأتها القوات الصهيونية في أكتوبر 2023 واستمرت عامين إلى “70 ألفا و937 شهيدا و171 ألفا و192 مصابا”.
وقالت الوزارة في بيان إحصائي، إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 48 ساعة مضت “12 شهيدا، بينهم 4 جدد، و8 تم انتشالهم من تحت الأنقاض، إضافة إلى 7 مصابين”. كما أفادت الوزارة أن قوات الاحتلال قتلت ضمن خروقاتها للاتفاق منذ 11 أكتوبر نحو 405 فلسطينيين، وأصابت ألفا و115 آخرين.
وأشارت إلى ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين لقوا مصرعهم جراء انهيار مبانٍ متضررة من قصف صهيوني سابق، إلى 15، بفعل تأثيرات المنخفضات الجوية.
ويلجأ الفلسطينيون مضطرين إلى السكن في مبان متصدعة آيلة للسقوط نظرا لانعدام الخيارات وسط تدمير الاحتلال معظم المباني في القطاع، ومنعه إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار، متنصلا من التزاماته التي نص عليها اتفاق وقف النار.
وإلى جانب الشهداء، خلّفت الإبادة دمارا هائلا طال 90 بالمائة من البنى التحتية في القطاع، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.
تحذيرات ومخاوف
إنسانيا، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أنّ أكثر من 100 ألف طفل و37 ألف حامل ومرضع في غزة قد يعانون من سوء تغذية حاد بحلول أبريل 2026، مؤكدا أن التقدم المحرز في مكافحة المجاعة بالقطاع لا يزال هشًا للغاية.
وجاءت تصريحات غيبريسوس تعليقًا على تقرير أممي للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أفاد بأن ما لا يقل عن 1.6 مليون شخص في غزة يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى منتصف أبريل المقبل، محذرا من أن تجدد القتال أو توقف المساعدات قد يدفع القطاع بأكمله نحو المجاعة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أنّ نصف المرافق الصحية فقط تعمل جزئيا، وسط نقص حاد في الإمدادات والمعدات الطبية، داعيا إلى السماح العاجل بدخول المساعدات الطبية لتوسيع نطاق الخدمات المنقذة للحياة في غزة.
تجدر الإشارة إلى أنّ عدد سكان غزة تراجع إلى 2 مليون و114 ألفا و301 نسمة، وفق تقرير أعده الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للسكان في 11 جويلية الماضي.
وقبل بدء حرب الإبادة الجماعية التي شنتها القوات الصهيونية على غزة، كان عدد سكان القطاع نحو مليونين و226 ألفا و544 نسمة، وفق الإحصاء الفلسطيني.
ويعاني مئات الآلاف من النازحين في القطاع من ظروف معيشية قاسية، بعد تدمير منازلهم ونزوحهم القسري، وسط نقص حاد في الأغطية ووسائل التدفئة، وتدهور واسع في الأوضاع الإنسانية مع دخول فصل الشتاء.
وتأتي المعاناة وسط تنصّل سلطات الاحتلال من الوفاء بالتزاماتها التي نص عليها وقف إطلاق النار وبروتوكوله الإنساني، بما فيه إدخال مواد إيواء و300 ألف خيمة وبيت متنقل، وفق ما أكده مرارا المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.




