واضح: الإصلاحات رسّخت ترشيد الدعم وضمان ديمومة المشاريع
شايب: تعبئة كفاءات الجالية لدعم مسار التنمية الصناعية بالجزائر
وقعت الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية «ناسدا»، على مجموعة من الاتفاقيات مع هيئات ومؤسسات اقتصادية، في إطار مساعيها لدعم المناولة كرافعة للنمو.
وجرى التوقيع تحت إشراف وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، نور الدين واضح، وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، على هامش الملتقى الوطني الذي نظمته وكالة «ناسدا» حول التوطين والمناولة، أمس الأول، تحت شعار «بناء جسور الإدماج الاقتصادي».
وتجمع الاتفاقية الأولى وكالة «ناسدا» NESDA مع البورصة الجزائرية للمناولة والشراكة BASTP، حيث توضح إطار التعاون بين الجانبين بغرض توحيد الجهود لتعزيز استخدام المحتوى المحلي بشكل مستدام.
كما ترمي هذه الاتفاقية التي وقع عليها مدير الوكالة، بلال عشاشة، ورئيس البورصة الجزائرية للمناولة والشراكة، كمال اكسوس، إلى إدماج أفضل المؤسسات المصغرة الوطنية في سلاسل القيم الصناعية.
أما الاتفاقية الثانية، فجمعت وكالة «ناسدا» ووكالة تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الابتكار ADPMEPI. وترمي هذه الاتفاقية التي وقعها مديرا الوكالتين، بلال عشاشة، وعبد العزيز ربيعي، على التوالي، إلى التعاون من أجل مرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما يسمح بتوظيف أفضل للخزان الوطني لهذه المؤسسات في تقليص الواردات، من خلال ربطها بالمؤسسات الاقتصادية الكبرى التي تستورد مدخلاتها المستخدمة في الإنتاج.
ووقعت وكالة «ناسدا» اتفاقية أخرى مع شركة «بومار»، بهدف تعزيز التعاون من أجل ترقية المناولة وتسهيل الإدماج المستدام للمؤسسات المصغرة الوطنية في المجالات الصناعية، بالأخص في شعبة الالكترونيك وتكنولوجيات الإعلام والاتصال.
وشهد الملتقى كذلك توقيع اتفاقيات شراكة مباشرة بين متعاملين اقتصاديين ومؤسسات مصغرة، في إطار البرنامجين الذين أطلقتهما الوكالة مؤخرا «التوطين» و»سمول بيزنس هوب».
ويستهدف برنامج «التوطين» Al Tawteen المتعاملين الاقتصاديين الراغبين في استبدال مدخلات الإنتاج المستوردة ببدائل وطنية، من خلال التعبير عن حاجيتهم عبر منصة الكترونية، بينما يهدف برنامج «سمول بيزنس هوب» Small Business Hub إلى ربط المؤسسات المصغرة بمؤسسات القطاعين العام والخاص في إطار المناولة.
وخلال هذا الملتقى الذي عرف كذلك حضور الأمين العام بوزارة الصناعة، خير الدين بن عيسى، وممثلين عن عدة قطاعات وزارية أخرى، ومدراء مؤسسات اقتصادية وفاعلين في مجال المؤسسات الناشئة، تم إبراز أهمية هذين البرنامجين مع التركيز على آليات الإدماج الوطني، واستراتيجيات التوطين والمناولة، ومساهمة الجالية الوطنية في الخارج في نقل الخبرات ودعم التنمية الصناعية في البلاد.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة على ضرورة الانخراط «القوي والفعلي» من المؤسسات والهيئات الاقتصادية والفاعلين في مجال المقاولاتية لإنجاح هذا المسعى الذي سيمسح بتحسين الإدماج المحلي والرفع من ديمومة المشاريع وترشيد آليات الدعم.
وأضاف بأن وكالة «ناسدا» ستلعب من خلال البرنامجين الجديدين دور منسق للطلب الوطني وهو ما سيسمح لها بالارتقاء لتصبح «واجهة ثقة بين المؤسسات الكبرى وحاملي المشاريع».
ويأتي ذلك بفضل الإصلاحات العميقة التي عرفتها الوكالة في السنوات الأخيرة، من خلال اعتماد «مقاربة اقتصادية محضة» انعكست في طريقة حوكمتها وتنظيمها، حسب واضح.
من جهته، أبرز شايب أهمية إيلاء الأهمية اللازمة لتعبئة الإمكانات المعرفية والمهنية التي تحوزها الجالية الوطنية في الخارج لفائدة الاقتصاد الوطني، مؤكدا أن برنامج «التوطين» و»سمال بزنس هوب» سيكونان أداة تسهل إشراكها في هذا المسار.
وثمن – في هذا السياق – الجهود المبذولة بالتنسيق مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة للترويج لدى أفراد الجالية في الخارج لمختلف المزايا والتحفيزات الممنوحة في الجزائر.
من جانبه، أكد الأمين العام لوزارة الصناعة في مداخلته على أهمية الرقمنة في تعزيز التواصل بين مختلف القطاعات والشركاء والفاعلين في المجال الاقتصادي، مؤكدا أنها ستسمح فعليا بإعطاء رؤية حقيقة حول قدرات السوق المحلي لتلبية حاجيات المصنعين.
وعلى هامش الملتقى، قام كل من وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، رفقة الأمين العام لوزارة الصناعة والمسؤولين الحاضرين، بزيارة معرض المؤسسات المصغرة والناشئة الناشطة في مجال المناولة في الصناعة الميكانيكية الذي نظمته «ناسدا» بالمناسبة.خلال هذا المعرض الذي ضم 25 مؤسسة متخصصة من مختلف ولايات البلاد، قدم المشاركون شروحا حول أنشطتهم وإسهاماتهم في دعم النسيج الصناعي الوطني كما استعرضوا جملة من الانشغالات بغرض تعزيز هذه المساهمة مستقبلا.



