مع اقتراب عام 2026، يستقبل أهل غزّة عاما جديدا مثقلا بالخوف والحرمان بلا مقوّمات حياة ولا أفق أمان، بعدما علّق كثيرون آمالهم على وقف إطلاق النار ليكون نهاية لمعاناتهم.
أجمع أهل غزّة على أنّ أبسط أحلامهم للعام الجديد لا تتجاوز استعادة أساسيات الحياة: صحة وتعليم وكهرباء وماء وأمن وإزالة الرّكام وإعادة إعمار تسمح لهم بالعيش بكرامة. لكنّ هذه الأمنيات تصطدم بواقع حرب لم تنته، وخطر يومي يلاحق الناس داخل ما تبقى من بيوتهم.
يقول أحد المسنّين للصّحافة، إنهم يدخلون عاما جديدا بينما كان الأمل أن يكون الأبناء في المدارس وأن تبدأ ورش الإعمار، لكن ما جرى خلال عامين هو إبادة ودمار شامل.وأشار إلى أنّ الخطر لا يزال قائما، وأنّ أصوات انهيار المنازل باتت جزءًا من ليل غزّة، لافتا أنّ بيوتا انهارت فوق ساكنيها، في مشهد يومي يعمّق الإحساس بانعدام الأمان.
وروى آخر، وقد بلغ 65 من عمره، حجم الفقد والمعاناة اليومية، بعد مقت استشهاد 6 أشخاص في منزل انهار مؤخّرا، مؤكّدا أنّ ما يعيشه الغزيون لم يُشهد له مثيل حتى في روايات الحروب والنكبات السابقة.
وكشف أنّ حلمه لم يعد كبيرا، إذ يتلخّص في العيش فقط وأداء فريضة الحجّ، لكنه محاصر داخل غزّة وممنوع من السفر والعمل والبناء، ويكافح يوميا للحصول على الماء.ويصف أحدهم ارتجافه من البرد، في وقت يعيش جاره تحت ركام يهدّده بالموت في أي لحظة، متسائلا “إلى أين نذهب؟”.
وتحمل شهادات الغزيّين ألم الفقد العميق، فهناك من فقد ابنته وأحفاده المتفوّقين في مدارسهم، بعد أن تحولت بيوت بُنيت على مدى عقود إلى حجارة.
كما تحدثت زوجة أسير عن عام جديد بلا أمل، مؤكّدة أنّ الحياة بالنسبة لها ولأطفالها “توقّفت”، وأنّ الأمان لا يزال غائبا عن غزة.
وبينما يتساءل آخرون عمّا سيحمله عام 2026، يؤكّد كثيرون أنهم لا ينتظرون معجزات بل الحق في العيش بأمان على أرضهم، رافضين الرحيل ومطالبين فقط بمقومات البقاء وأن تنتهي رحلة التهجير الطويلة.
وتواصل القوات الصّهيونية خروقاتها لوقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية منذ 10 أكتوبر الماضي، وارتكبت نحو 875 خرقا، وقتلت أكثر من 411 فلسطينيا، وفق أحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة.



