حقّق المنتخب الوطني مسيرة دون خطأ بعد مرور جولتين من الدور الأول لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، بعدما تمكّن من الفوز على منتخب السودان بثلاثية نظيفة، وبعده منتخب بوركينافاسو بهدف دون ردّ، ليضمن بذلك التأهّل رسميا إلى الدور ثمن النهائي.
تجاوز المنتخب الوطني عقدة الدور الأول، هو الذي عجز عن العبور إلى ثمن نهائي “الكان” خلال نسختي الكاميرون 2021 وكوت ديفوار 2023، ليتمكّن خلال النسخة الجارية من بلوغ الدور ثمن النهائي مبكّرا، قبل نهاية الدور الأول بجولة.
بلغ الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش ثاني هدف مسطّر في عقده، الأول كان بلوغ نهائيات كأس العالم 2026 بعد غياب عن النسختين الماضيتين وتحقّق خلال تربّص شهر أكتوبر المنصرم، بعد الفوز على منتخب الصومال بملعب ميلود هدفي بوهران بثلاثية نظيفة، والثاني كان التأهّل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 وتجاوز الدور الأول على الأقل، وهو ما تحقّق، سهرة الأحد المنصرم، أمام منتخب بوركينافاسو.
أكّد فلاديمير بيتكوفيتش بأنه مدرّب من طينة الكبار، هو الذي يحضّر مبارياته جيّدا ويقف على كل صغيرة وكبيرة بنقاط قوة وضعف المنافسين، حيث تمكّن من تحقيق فوزين وتحقيق تأهّل مهم من الناحية المعنوية للاعبين، عن طريق خوض المواجهة بثلاثة خطط تكتيكية مختلفة خلال التسعين دقيقة.
بدأ بيتكوفيتش المواجهة بخطة (4 – 4 – 2) الكلاسيكية، أين قام بإجراء ثلاثة تغييرات على التشكيلة الأساسية مقارنة بمواجهة منتخب السودان خلال الجولة الأولى، حيث اعتمد على الظهيرين سمير شرقي وجوان حجام على الرواقين، وأعتمد على متوسط الميدان المتعدّد المناصب إبراهيم مازة، وأعاد الظهير الأيمن رفيق بلغالي، ومتوسّط الميدان فارس شعايبي، والمهاجم الحرّ بغداد بونجاح إلى دكة الاحتياط.
تعرّض الظهير الأيسر جوان حجام لإصابة بالتواء في الكاحل التي جعلته يغادر أرضية الميدان مصابا في (د 13)، عجّلت بالقيام بتغيير في الخطة واللاعب بإشراك بغداد بونجاح، وإعادة ريان آيت نوري ظهيرا أيسر بعدما دخل اللّقاء متوّسط ميدان يساري، واللعب بخطة (4 – 3 – 3)، وهي الخطة التي مكّنت المنتخب الوطني من بلوغ الثلث الأخير من الملعب بأكثر سهولة، ليأتي هدف السبق بعد تعرّض ريان آيت نوري لعرقلة داخل منطقة العمليات، أعلن على إثرها الحكم ضربة جزاء نفذها رياض محرز بنجاح، مسجّلا هدفه الثالث في الدورة مرسّما نفسه هدّافا لها.
اضطر الناخب الوطني لتغيير خطة اللّعب من جديد، بعد مغادرة سمير شرقي أرضية الميدان مصابا هو الآخر، بعد احتكاك قوي مع المهاجم بيير لاندي كابوري في هجمة معاكسة، الأمر الذي أجبر بيتكوفيتش على القيام بتغييرين بإقحام رفيق بلغالي ظهيرا أيمن، وزين الدين بلعيد كمدافع محوري ثالث، وتحويل خطة اللعب إلى (5 – 3 – 2) والاعتماد على الهجمات المعاكسة، بعدما رمى منتخب بوركينافاسو بكامل ثقله في الهجوم، لمحاولة تعديل نتيجة المباراة.
التنوّع التكتيكي الذي ظهر به فلاديمير بيتكوفيتش خلال مواجهة منتخب بوركينافاسو، أنذر بها منافسي “الخضر” خلال المواجهات المقبلة، هو الذي استعمل 4 أساليب تكتيكية منذ انطلاق منافسة كأس أمم إفريقيا 2025، في مواجهتين بعد اعتماده على خطة (4 – 2 – 3 – 1) أمام منتخب السودان، الأمر الذي يؤكّد بأنه يقرأ المنافسين جيّدا قبل أي مواجهة، ويجد الحلول المناسبة في أي لقاء بالمرحلة الثانية، مثلما عوّدنا على ذلك منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية لـ “الخضر” شهر فبراير 2024.
استعمل الناخب الوطني خلال مواجهتين 19 لاعبا من أصل 28 لاعبا، قام باصطحابه معه لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، الأمر الذي يوضّح بأنّ أغلبية اللاعبين سيتحصّلون على فرصة اللعب خلال نهائيات “الكان” الجارية، وسيتمكّن عدد أكبر من الظهور بداية من المواجهة المقبلة أمام منتخب غينيا الاستوائية، لحساب الجولة الثالثة من الدور الأول، أين سيجري بيتكوفيتش بعض التغييرات لإراحة بعض اللاعبين وتجنيبهم الإرهاق.
يرتقب أن يمنح الناخب الوطني فرصة الظهور لأول مرة في “الكان” للظهير الأيسر مهدي دورفال والظهير الأيمن يوسف عطال، والمدافع المحوري محمد أمين توقاي، رفقة متوسّط الميدان آدم زرقان، والمهاجمين منصف بقرار ورضوان بركان، حيث سيعتمد على البعض أساسيا في نهجه التكتيكي فيما سيُقحم البقية بدلاء.
أعرب الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش عن سعادته بضمان تأشيرة العبور إلى ثمن نهائي “الكان”، موضّحا بأنّ المباراة لم تكن في المتناول، بل كانت لقاءً صعبا بمستوى عالٍ جدا، وقال: “تنافس المنتخبان خلال تسعين دقيقة على كل سنتيمتر فوق أرضية الميدان بلقاء محتدم الصراع”.
وأضاف خلال المؤتمر الصّحفي الذي نشّطه عقب مواجهة بوركينافاسو: “كانت لدينا أفضلية طفيفة وتمكّنا من الفوز باللقاء، أهنّئ المنتخب البوركينابي وطاقمه الفني على الأداء المقدّم، سيحقّقون الكثير من النتائج الإيجابية، إن واصلوا اللعب بهذه الطريقة”. وتابع: “أهنّئ أشبالي على مردودهم القوي ورغم الصعوبات تجاوزناها، خلال المرحلة الثانية خلقنا العديد من الفرص السانحة، لكن فشلنا في تحويلها إلى أهداف”. وختم: “سعيدون بالتأهّل وآمل ألا تكون إصابة جوان حجام خطيرة، لدينا ثلاثة أيام للتحضير والاسترجاع”.
أعجب بيتكوفيتش بأداء منتخب بوركينافاسو الذي أكّد بأنه لعب بأداء أقوى ممّا توقّعه، موضّحا بأنه في بعض فترات اللقاء جعل “الخضر” يجدون بعض الصعوبات في اللعب، وقال بهذا الشأن: “الصعوبات لم تكن من الجانب البدني فقط، بل بطريقة لعبهم وتمركزهم فوق أرضية الميدان”.
وعلّل بخصوص تفضيل اللّعب بخطة دفاعية في المرحلة الثانية: “عند تراجعنا للخلف، حاولنا تسيير الوضعية وتغيير أسلوب اللعب لاستغلال الفراغات التي تركها المنافس في الخلف”.
واستطرد: “حتى عندما لعبنا متجمّعين في الخلف، خلقنا عددا أكبر من الفرص السانحة للتهديف، مقارنة بمنافسنا الذي كان يلعب بخطة هجومية”.
وعن تفسيره لاستبدال القائد رياض محرز في (د 60)، هو الذي كان من بين أفضل العناصر فوق أرضية الميدان، أفاد: “كنت أواجه صعوبات بعد تغيرين اضطراريّين، لم تبقى لدي الكثير من الحلول، لذا فضّلت إخراج محرز وتغيير الخطة وترك بعض الحلول لباقي دقائق اللعب لمراقبة الوضع”. وأضاف: “نجحنا في خطّتنا، وحافظنا على التقدّم، واستفدنا من إراحة بعض العناصر”.
تحدث المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، عن المواجهة الثالثة عن الدور الأول أمام منتخب غينيا الاستوائية، حيث أكّد بأنه سيجري بعض التغييرات، وصرّح “سأقيّم وضعية كل لاعب، هناك من يحتاج إلى الراحة لتفادي الإصابة، ولكن رغم التغييرات سنخوض كل المواجهات بهدف واحد وهو الفوز لا غير”.
وكشف الناخب الوطني قائلا: “ننافس من أجل نيل الكأس، سعيدون بأن نكون أول منتخب يتأهّل في مجموعتنا، والآن سنركّز على باقي مشوار البطولة للذهاب بعيدا”.
عاد بيتكوفيتش للحديث عن تغيير صيغة نهائيات كأس أمم إفريقيا بتنظيمها كل 4 سنوات، وقال: “أمر إيجابي تغيير صيغة “الكان”، وسيقضي على التكرار والملل ويخلق منافسة حقيقية”.
وبخصوص مستوى المنتخبات الإفريقية المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا، تحدّث: “مستوى المنتخبات الإفريقية عالٍ جدّا، وهو ما يخلق جوّا تنافسيا كبيرا بينها”.
تجدر الإشارة أنّ المنتخب الوطني سيخوض مواجهة الجولة الثالثة من الدور الأول عن المجموعة الخامسة، أمام منتخب غينيا الاستوائية يوم الأربعاء القادم بداية من الساعة 17:00.






