إرادتنـا فلاذيـة لـن تثنيها الصعوبــات ولا مقاومة التغيـير ولا التشويــش
الإصلاحات لن تتوقف وسـوف تستمـر علـى كـل الجبهات والقطاعــات
السلطـة التشريعيــة أثبتـت مكانتها كإحـدى ركائـــز الدولــة الجزائريــة
التكفــل بالحاجيـات الاجتماعيــــة للمواطنــــين وكافــــة مجــالات النشـاط الاقتصـادي
تكريس النجاعـــة والشفافيـــة وقواعــد الحوكمـــة مــن أجـل «الشعـــب وبالشعـب»
تجنب التقاعس واللامبالاة..مواصلة محاربة الفساد والعدالة ستكون بالمرصاد
بلادنا محسـودة ويريــدون تطويقهــا..ولا ينكــر المكتسبـــات إلا جاحـــد أو حاســد
اطمئنـوا.. حماية كل إطارات ومستخدمي الدولة النزهاء
أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، التزامه بإطلاق حوار سياسي «بناء» مع الأحزاب السياسية، وجدد عزمه على مواصلة خدمة الشعب الجزائري والدفاع عن مصالح الوطن، مشددا على بلوغ الأهداف المسطرة وعلى رأسها الارتقاء إلى مستوى الدول الناشئة، مهما بلغت الصعوبات ومهما تعددت مقاومات التغيير والتشويش.
ألقى الرئيس تبون، أمام نواب البرلمان بغرفتيه، خطابا هاما موجها للأمة، في إطار تكريسه لهذا التقليد السنوي، الذي بدأ قبل 3 سنوات، وبات مناسبة تتجاوز تقديم الحصيلة الرئاسية، إلى إبراز توجهات الإرادة السياسية والمواقف الثابتة للدولة الجزائرية.
تحدث رئيس الجمهورية، لساعتين ونصف من الزمن، أمام أعضاء مجلس الأمة ونواب المجلس الشعبي الوطني، المجتمعين في دورة برلمانية غير عادية، كان في جدول أعمالها، «خطاب الرئيس الموجه للأمة».
صراحـة ومكاشفــة معهــودة
هذا الخطاب، أكد الرئيس تبون، في مستهله، أنه سيكون «جياشا»، أي أنه نابع من القلب وبذات الصراحة والمكاشفة المعهودة، ليعبر عن أهمية اللقاء المتجدد والذي بات «تكريسا عرفيا وتقليدا سياسيا.
ونوه الرئيس في السياق، بالحركية التي طبعت عمل البرلمان في الآونة الأخيرة، ما مكن من إضفاء فعالية السلطة التشريعية في إثبات مكانتها كإحدى «ركائز الدولة الجزائرية»، كما أشار إلى ممارستها لحق المبادرة بالتشريع، مؤخرا، عبر تقديم مقترحي قانونين، يتعلقان بتجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر، وتعديل قانون الجنسية.
لا محيد عنها في التجسيـد الصــارم للالتزامــات
الرئيس تبون، أكد أنه لازال عند التزامه، بمخاطبة الشعب الجزائري، عبر البرلمان، بما يعبر حسبه «عن الإرادة السياسية التي لا محيد عنها في التجسيد الصارم للالتزامات التي قطعتها منذ أن تشرفت بثقة الشعب الجزائري».
وجدد الرئيس في الوقت ذاته، التزامه بالحوار السياسي، الذي أعلن عنه العام الماضي، في ذات الخطاب، وقال: «لا زلت ملتزما بهذا الحوار، مثلما شرحته وأوضحته لقادة بعض الأحزاب السياسية التي تشرفت باستقبالها».
كـــل ما نتفــق عليــه مــع الأحــزاب سنطبقــــه
وأكد أن الحوار سينطلق مع كافة الأحزاب السياسية، ريثما يصادق البرلمان، على مشروع القانون العضوي للأحزاب السياسية، مشيرا إلى أنه سوف «يكون حوارا بنّاء» و»كل ما نتفق عليه مع الأحزاب سنطبقه».
وكان مجلس الوزراء المنعقد الأحد، قد صادق على مشروع قانون عضوي يتعلق بالأحزاب السياسية، وهنأ رئيس الجمهورية، الأحزاب، بمضامينه، على اعتبار أنها ساهمت بقوة في صياغة مجمل مقترحاته.
وعلى صعيد الالتزامات، دائما، شدد رئيس الجمهورية، على أنه لازال «يحمل نفس العزيمة على خدمة الشعب الجزائري والدفاع عن مصالح الوطن»، وقال إنه لن تثنيه عن هذه الإرادة «الصعوبات ولا مقاومة التغيير ولا التشويش من الداخل أو الخارج».
وبالنسبة للرئيس تبون، فإن الإصلاحات ليست مرتبطة بتوقيت، ولن تتوقف «وسوف تستمر على كل الجبهات والقطاعات المعنية وكذا برامج التنمية قصد التكفل بالحاجيات الاجتماعية للمواطنين وكافة مجالات النشاط الاقتصادي».
مـــن أجـل «الشعـب وبالشعـــب»
وأوضح الرئيس، عن عملية الإصلاح التي ستستمر، وستخضع لخاصيتي «النجاعة والشفافية» وتكريس قواعد الحوكمة من أجل «الشعب وبالشعب»، إلى جانب مواصلة محاربة الفساد وتجنب التقاعس واللامبالاة.
وجدد رئيس الجمهورية، التأكيد على أن العدالة سوف تكون بالمرصاد «لكل فساد وكل أنواع الإخلال بالواجب المهني في أداء المسؤوليات»، مطمئنا في المقابل، حماية كل إطارات ومستخدمي الدولة النزهاء.
ولفت الرئيس في هذا الشق، إلى العناية التي يوليها لرجال ونساء سلك القضاء، وذلك من خلال مراجعة القانون الأساسي للقضاء والذي صادق عليه المجلس الشعبي الوطني قبل أيام قليلة، ويضمن صيانة كرامة وشرف هذه المهنة «النبيلة».
وعلى الصعيد السياسي دائما، أكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر سوف تصل إلى وجهتها وإلى بر الدول الناشئة، بعد أن تعبر كافة العراقيل والمطبات والدسائس، التي تحاك ضدها. وقال «إن بلادنا محسودة، ويريدون تطويقها»، مضيفا أنه لا ينكر المكتسبات المحققة في الجزائر الجديدة إلا جاحد أو حاسد.
وأوضح في السياق، أن الجزائر، وبإصرارها على تعزيز اقتصادها وكل مقومات السيادة لديها، وكأنها تقول للدول المتخلفة «أنتم أيضا تستطيعون الخروج من التخلف، إذا قررتم العمل وبذل الجهد اللازم».



