شهدت عدة مدن مغربية من بينها العاصمة الرباط، أمس الخميس، وقفات شعبية تزامنا مع الذكرى 77 للنكبة الفلسطينية، جدّد خلالها المحتجون المطالبة بإسقاط كافة أشكال التطبيع المخزي مع الكيان الصّهيوني، الذي يمعن في إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، مشدّدين على دعمهم له أمام استمرار الحصار المفروض وسياسية التجويع الممنهجة.
وفي الرباط، ردّد المشاركون في وقفة احتجاجية دعت إليها “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، شعارات مناهضة للتطبيع وداعمة للقضية الفلسطينية على غرار: “التطبيع خيانة، المقاومة أمانة”، “لا لا ثم لا للتطبيع والهرولة”، “الشّعب يريد تجريم التطبيع”، و«غزّة غزّة رمز العزّة”.
وفي السياق، أكّد المنسّق الوطني لـ«الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، محمد الغفري، أنّ الوقفات التي دعت إليها الجبهة، “تأتي في سياق اليوم الوطني الاحتجاجي 23 الذي صادف الذكرى 77 للنكبة، احتجاجا على استمرار التطبيع المخزني-الصّهيوني، وتضامنا مع الشّعب الفلسطيني”.
وأضاف الغفري أنّ تخليد هذه الذكرى، “يعبر عن مواصلة الشّعب المغربي رفضه للتطبيع الذي يفرضه عليه النظام المخزني بالقوة، مع كيان مجرم يواصل ارتكاب جرائمه بحق الشّعب الفلسطيني بقطاع غزّة”.
من جهته، أوضح عضو الأمانة الوطنية لذات “الجبهة”، أبو الشتاء مساعف، أنّ تخليد ذكرى النكبة 77: “يأتي تأكيدا على تضامن الشّعب المغربي مع القضية الفلسطينية ولتجديد مطالبة السلطات المغربية بقطع علاقاتها مع الكيان الصّهيوني الغاصب، وللتنديد بالجرائم اليومية التي يذهب ضحيتها أطفال ونساء فلسطين”.
إلى جانب الرباط، شهدت العديد من المدن وقفات احتجاجية بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية، من بينها القنيطرة والجديدة وبني ملال وطنجة، ووجدة.
وقفة شعبية مماثلة شهدتها مدينة سلا، شارك فيها عشرات المغاربة استجابة لدعوة “المبادرة المغربية للدعم والنصرة” للتنديد بالإبادة الجماعية، التي يرتكبها الاحتلال الصّهيوني في قطاع غزّة، حاملين شعارات تعبر عن تضامنهم مع فلسطين وتطالب بوقف “اتفاقيات العار”.
رفض مطلق للتطبيع الأكاديمي
هذا، وشهد محيط وزارة التعليم العالي بالمغرب، مظاهرة طلابية احتجاجا على التطبيع الأكاديمي مع الاحتلال الصّهيوني، تزامنا مع الذكرى 77 للنكبة الفلسطينية، وسط تحذيرات من الاختراق الصّهيوني للجامعات المغربية.
ورفع المتظاهرون خلال الوقفة التي دعا إليها الملتقى الطلابي الشبابي لمناهضة التطبيع ودعم ومساندة المقاومة الفلسطينية، الأعلام الفلسطينية ولافتات داعمة للقضية، كما هتفوا بشعارات تطالب بإسقاط التطبيع وأخرى تساند المقاومة من قبيل “ما في حل إلّا برحيل المحتل”. وشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية فصيل طلبة اليسار الديمقراطي، الجهة القائمة على الملتقى، إلى جانب كل من شبيبة النهج الديمقراطي العمالي وشبيبة اليسار الديمقراطي وحركة “بي.دي.اس”-المغرب.
وفي تصريحات صحفية، قال المنسّق الوطني لفصيل طلبة اليسار التقدمي، عماد دخمو، أنه بالإضافة إلى تزامنها مع ذكرى النكبة، جاءت الوقفة في سياق ملتقى للفصيل في جامعة “محمد الخامس”، للتعبير عن موقف واضح ضد التطبيع الأكاديمي مع الجامعات الصّهيونية، مشيرا إلى أنه “تمت ملاحظة عودة هذا الأخير، بشكل تدريجي، داخل عدد من المعاهد والجامعات المغربية”.
كما أوضح أنّ الهدف من تنظيم الوقفة هو إيصال رسائل عدة، من بينها “إدانة التطبيع واستنكار محاولات تمريره داخل الجامعات المغربية”، مذكّرا بمنع أنشطة داعمة للقضية الفلسطينية، مثل ما حدث مؤخّرا من إغلاق أبواب بعض الجامعات في وجه الطلبة والنشطاء.
وشدد المتحدث على أن منع الأنشطة الطلابية المتضامنة مع القضية الفلسطينية والمناهضة للتطبيع الأكاديمي يدخل ضمن ممارسات تهدف إلى “فرض هذا النوع من التطبيع داخل الجامعات المغربية وإسكات أو محاصرة أي صوت طلابي يعارضه”.
وطالب المحتجون بـ«إنهاء مظاهر التطبيع الأكاديمي في الجامعات المغربية”، كما ندّدوا بـ«التضييق على الأصوات المناهضة للتطبيع، التي تعمل على التصدي للاختراق الصّهيوني للجامعات المغربية”. وشدّد الطلبة على موقفهم “الرافض لكل أشكال التطبيع”، مؤكّدين ضرورة النضال من أجل إيقافه.
كما ندّدوا بـ«استمرار حرب الإبادة الجماعية في حقّ الشّعب الفلسطيني بدعم من الدول الغربية وعملائها”، معربين عن استعدادهم لمواصلة التصدي لمحاولات “الاختراق الصّهيوني”، محذّرين منه، في ظل استمرار مسلسل التطبيع الأكاديمي من طرف الحكومة المخزنية.