باشرت ولاية قسنطينة تنفيذ مشروع واسع لإعادة تأهيل المدينة القديمة، من خلال تخصيص غلاف مالي يقدّر بـ122 مليار سنتيم، يهدف إلى ترميم الأنسجة الحضرية المتضررة، واسترجاع البعد التاريخي والمعماري للمعالم والمساكن العتيقة.
وأعلن والي الولاية، خلال إشرافه على تنصيب ورشة إنجاز المستشفى الجامعي الجديد، عن انطلاق العملية التي تشمل في مرحلتها الأولى ترميم 50 مسكنًا من المنتظر استلامها، خلال الأسبوع الجاري، على أن تتوسع الأشغال في المراحل القادمة لتشمل 180 مسكنًا إضافيًا، في إطار برنامج يمتد إلى غاية سنة 2025.
وأكد المسؤول التنفيذي الأول أن المشروع يندرج ضمن إستراتيجية شاملة للحفاظ على التراث العمراني وتحسين الإطار المعيشي للسكان، مشيرًا إلى أن عملية الترميم ستشمل أزيد من 1080 مسكنًا ومعلما تقليديًا، مع احترام الخصوصيات الهندسية والمعمارية التي تميز المدينة القديمة المصنفة ضمن النسيج المحفوظ.
وأوضح المتحدث أن العملية تتم بالتنسيق بين مختلف المصالح التقنية، على غرار مديرية السكن والتعمير، والمصالح البلدية، والديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، مع الحرص على المتابعة الدقيقة لأشغال الورشات لضمان جودة الترميم.
وفي سياق متصل، كشف الوالي عن تقدم ملحوظ في مشروع إنجاز المستشفى الجامعي الجديد، الذي يشكل أحد أبرز الهياكل الصحية المنتظرة بالولاية، بعد تجاوز العراقيل التقنية والإدارية التي عطّلت الأشغال في وقت سابق. ويُرتقب أن تُحدث هذه المشاريع الحيوية نقلة نوعية في التنمية الحضرية بالولاية، عبر دمج مقومات الحداثة بالهوية التاريخية، بما يعزز مكانة قسنطينة كقطب ثقافي وسياحي متكامل.
