مرتبـة أولى في الذّكاء الاصطناعـي والتحـام بالمحيــط الاقتصـادي
ابتكــارات علمية وأبحــاث أكاديميــة لخدمـة الهندسة الخضـراء
تحرص جامعة محمد البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج على مواكبة التحولات الاقتصادية المحلية والاجتماعية، في العديد من التظاهرات والمناسبات العلمية والثقافية خلال السنوات الأخيرة، فقد تمكّنت من إبرام أزيد من 64 اتفاقية مع مؤسسات اقتصادية محلية ووطنية، مع التأكيد على بلوغ مراتب مشرفة في مجال الأبحاث العلمية، لاسيما في عدد براءات الاختراع، وتبوّئها المرتبة الأولى وطنيا في الذكاء الاصطناعي والبرمجيات، مع الحصول على أول وسم مشروع مبتكر لطلبة الليسانس مؤخرا.
تسعى جامعة العلاّمة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج إلى مواكبة السياسات الاقتصادية الجديدة، وتعزيز انخراطها في إستراتيجية التعاون الجديدة للدولة بين قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والقطاع الاقتصادي، من خلال مركز دعم المقاولاتية ومكتب ربط الجامعة بالمحيط الاقتصادي، الذي يهدف إلى تعزيز الفكر المقاولاتي لدى الطلبة والشباب، ومساعدتهم على تجسيد أفكارهم إلى مشاريع ومؤسسات مصغرة، تساهم بحسب القائمين على جامعة برج بوعريريج في تطوير الاقتصاد المحلي، وجعله قادرا على استقطاب اليد العاملة المؤهلة، مساهمة في التصنيع المحلي وحتى الوطني.
وأكّد مدير جامعة محمد البشير الإبراهيمي لـ “الشعب”، الدور الكبير الذي تكتسيه مراكز ربط الجامعة مع محيطها الاقتصادي، لما تتضمنه من خطط وبرامج تجسد لشراكة حقيقية وتعاون بين الجامعة والشركاء الاقتصاديين والمؤسسات الاقتصادية المتواجدة على مستوى ولاية برج بوعريريج.
وتسعى الجامعة إلى إقامة تظاهرات علمية بالتنسيق مع الشركاء الاقتصاديين بهدف تقريب هذه المؤسسات من الناشئة والطلبة، حتى يستفيد الطالب من هذه الخبرات التي توفّرها الجامعة من تكوين أكاديمي لفائدة الطلبة حاملي أفكار المشاريع وتجسيده في مؤسسات مصغرة، باعتبار أنّ الرهان المستقبلي مبني على الطالب، وكيف يقوم الطالب اليوم بإيجاد حلول وابتكارات لتطوير اقتصاد وطنه، وتحقيق أبرز الأهداف المنشودة وهي القضاء على مشكل البطالة، للوصول إلى اقتصاد متطور ومزدهر، انطلاقا من التوجيهات القيّمة والسّديدة للسيد رئيس الجمهورية.
ارتباط بالمحيط الاقتصادي
ويعد مكتب ربط الجامعة بالمحيط الاقتصادي الذي يعود تأسيسه لأكثر من عام بمقر الجامعة، أحد أبرز الواجهات التي تتولى مهمة ربط الجامعة بالمؤسسات الاقتصادية، ويتجلى دوره في تجسيد عملية الربط بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية، فضلا عن توليه مهمة التنسيق الداخلي مع مختلف الواجهات الأخرى على غرار مركز الدعم المقاولاتي، بهدف خلق فضاء لتكوين الطلبة بالوسط المهني يسهل من عملية ربط المؤسسات الاقتصادية بالمجتمع الجامعي، من خلال حلحلة المشاكل وتقديم رؤى مستقبلية تقوم على أسس ابتكارية تساهم في تحقيق التميز والانفتاح على الاقتصاد العالمي.
وفي المقام، نوّه المسؤول عن مكتب الربط بين الجامعة والمحيط الاقتصادي، البروفيسور عبد السلام عقون، بالدور الكبير الذي يلعبه المكتب في تجسيد الرؤية المستقبلية في مجال ربط الجامعة بمحيطها الاقتصادي.
ويعد المركز شريكا حقيقيا لمعظم الهيئات والمؤسسات الاقتصادية في الولاية، لما يقدم من نشاطات توعوية وتظاهرات مواكبة التحولات الاقتصادية المحلية والاجتماعية، إذ يحاول طرحها في العديد من المناسبات على غرار مشكلة الدراسات التكنولوجية الخاصة بالمشاريع الاقتصادية ودورها في استدامة هذه المشاريع وتنافسيتها من حيث التجارة الخارجية، وهي مشاريع - يقول محدثنا - تحتاج إلى دراسات مستقبلية من حيث توافقها مع الإقليم، ومع القوانين ومتطلبات المحافظة على البيئة، فضلا عن دراسات مرتبطة بالمحافظة على الموارد النادرة، وغيرها من الدراسات التي يجب طرحها قبل انطلاق المشاريع من أجل رسم صورة مستقبلية استشرافية حول هذا المشروع.
مؤسّســات مصغـّرة تسايــر الإقتصاد المحلـي
بالمقابل، تشهد جامعة محمد البشير الإبراهيمي خلال السنوات الأخيرة ديناميكية متنامية في عدد المشاريع المبتكرة المرتبطة بتحويل مذكرات التخرج إلى مؤسسات ناشئة ومشاريع مبتكرة مسايرة للاقتصاد المحلي والوطني تطبيقا للقرار الوزاري رقم 12-75، فضلا عن إبرامها أزيد من 64 اتفاقية مع مختلف المؤسسات الاقتصادية والصناعية، وأزيد من 24 براءة اختراع، تضاف إليها أعداد الطلبة حاملي المشاريع، التي يشرف مركز دعم المقاولاتية على تكوينهم عبر دورات تكوينية.
وتهدف هذه الاتفاقيات بحسب مسؤولي الجامعة، إلى زيادة فرص التكوين والتربص التطبيقي المتخصّص لدى المؤسسات الاقتصادية المتواجدة بالمناطق الصناعية لولاية برج بوعريريج، ما يضاعف من حظوظ المتخرّجين من الجامعة في التشغيل على مستوى هذه المؤسسات الاقتصادية، لاسيما الشعب الالكترونية والاقتصادية، ما يعكس حرص الجامعة على تجسيد تلك الديناميكية المنشودة، الرامية إلى خلق تكامل حقيقي بين الجامعة وسوق الشغل على المستوى المحلي، وتفعيل تلك العلاقة التكاملية بين المصنعين والمؤسسات الاقتصادية من جهة، وضمان التواصل بين المنظومة الجامعية ومحيطها الاقتصادي والاجتماعي.
مرتبة أولى في الذّكاء الاصطناعي
في السياق، كشف مدير جامعة محمد البشير الإبراهيمي، افتكاك الجامعة للمرتبة الأولى وطنيا في مجالي الذكاء الاصطناعي والبرمجيات، والتي جاءت كثمرة لجهود جماعية وتوجيهات رشيدة من القيادة الجامعية مكّنت من هذا التتويج المستحق، ما يفتح الباب أمام الطلبة لتطوير مواهبهم ومواكبة التطورات العالمية والتكنولوجية، بما يخدم الجزائر ويعزّز مكانتها في الثورة الرقمية التي نعيش.
أوّل مشروع مبتكر لطلبة ليسانس
وكشفت حاضنة الأعمال بجامعة محمد البشير الإبراهيمي، مؤخرا عن تسجيل أول وسم خاص بالمشروع المبتكر برقم 12 الأول، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الجامعة لطلبة الليسانس، تمّ منحه لطالبة خضور أسماء، من كلية الرياضيات والإعلام الآلي بجامعة محمد البشير الإبراهيمي، تندرج ضمن إطار فعاليات السنة الجامعية 2024–2025، وهو ما يمثّل إنجازا علميا نوعيا يبرز روح الابتكار في صفوف الجامعة، لاقترانها بالسنوات الأولى من التكوين الجامعي.
ويمثّل وسم “مشروع مبتكر”، أحد أبرز الآليات التي تتبنّاها هذه اللجنة لتحقيق أهدافها، وهو ما يعزّز مكانة الجامعة العلمية والبحثية بحسب القائمين على مركز حاضنة الأعمال، في مسايرة المشاريع البحثية في العديد من المناسبات، ودعمها للطلبة وأصحاب المشاريع الإبداعية في تجسيد مشاريعهم في مؤسسات ناشئة ومصغرة تستطيع توفير الحلول العلمية مسايرة للتطورات الحاصلة في مجال الاقتصاد.
خدمـة الهندسـة الخضـراء المستدامــة
أضحت جامعة برج بوعريريج فضاءاً رحباً يحتضن في العديد من المناسبات العلمية والتكنولوجية، يعرض خلالها الخبراء والباحثون حلولا وابتكارات علمية مسايرة للتوجهات الجديدة للدولة الجزائرية في مجال الاقتصاد، التكنولوجيا، والتحول الطاقوي، مرتبطة بخلق مشاريع صديقة للبيئة مساهمة في التنمية المستدامة، آخرها التظاهرة الدولية حول الهندسة الخضراء بكلية العلوم والتكنولوجيا ببرج بوعريريج.
وأكّد نائب مدير الجامعة الأستاذ أسامة كسال لـ “الشعب”، الجهود الكبيرة التي تبذلها الجامعة من أجل استقطاب الكفاءات والباحثين ورجال الأعمال والصناعيين، من فاعلين في الهندسة والبيئة، من داخل الوطن وخارجه، ما يسمح بتبادل الأفكار وانتقال الخبرات، من أجل الترسيخ لثقافة الهندسة الخضراء لدى الباحثين والأوساط الأكاديمية، لاسيما في ظل تحديات البيئة التي نعيشها اليوم وفي مقدمتها التغير المناخي، وندرة الموارد المائية، وهنا ينبثق دور الهندسة الخضراء كمحور استراتيجي، في إيجاد حلول مستدامة تراعي الكفاءة والاقتصاد من خلال عرض حول بحوث وابتكارات في مجال الصناعات النظيفة والتصميم المستدام.
كما تحرص الجامعة على إيجاد حلول علمية مبتكرة وذكية، تتماشى مع التوجهات الجديدة للدولة الجزائرية، الرامية إلى تشجيع التنمية المستدامة الخلاّقة للثروة بالاعتماد على مشاريع ابتكاريه تخدم هذا المشروع الرائد والطموح، لاسيما في ظل التغيرات المناخية التي نعيشها وكثرة النفايات، واستخدام طرق غير صديقة للبيئة في العمليات الصناعية التي تؤدي في الغالب إلى آثار جسيمة على البيئة والطبيعة، أبرزها الاحتباس الحراري.
قطب جامعي جديد..قريبا
تدعّمت جامعة برج بوعريريج بعدد من المشاريع الاستراتيجية الهامة، يرتقب استلامها مع الدخول الجامعي المقبل، بعد موافقة الوزارة الوصية على إنشاء مدرسة عليا للأساتذة في مختلف الأطوار التعليمية، وإنشاء معهد متخصّص في الإلكترونيك، مع استحداث قطب جامعي جديد يستجيب للتوسعات المستقبلية.
ويتعلق الأمر بحسب مدير الجامعة، بمشاريع إستراتيجية استفادت منها جامعة محمد البشير الإبراهيمي مؤخرا، من المقرر تدشينها مع الدخول الجامعي المقبل 2025-2026، بعد إعطاء الضوء الأخضر لإنشاء مدرسة عليا للأساتذة من طرف الوزارة الوصية، من شأنها مسايرة الرؤية المستقبلية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتنسيق مع وزارة التربية.
ولضمان التكوين الأكاديمي والتأهيل العلمي للأساتذة في مختلف الأطوار التعليمية الذي يجمع بين التكوين النظري والتطبيقي لتلبية متطلبات سوق العمل التربوي، تضم تخصصات عديدة في مختلف المواد والشعب التعليمية الموجودة في الطور الابتدائي المتوسط والثانوي، بما يغطّي احتياجات الوزارة في مختلف التخصصات على غرار العربية والفرنسية والانجليزية والتخصصات العلمية والتقنية في مجال العلوم الطبيعية والدقيقة، وكذا العلوم الإنسانية.
إلى جانب ذلك، تدعّمت جامعة برج بوعريريج بمشروع آخر لا يقل أهمية عن تلك المشاريع السابقة في مجال الدعم الصناعي والاقتصادي بالولاية، يتعلق بإنشاء معهد متخصص في الإلكترونيك يرتقب استلامه قريبا، يتماشى مع مكانة الولاية الصناعية في مجال الصناعات الالكترونية بضمان جودة التكوين المتخصص، بعد موافقة الوزارة الوصية على إنشاء هذا المعهد المتخصص، مع الشروع في إجراءات استحداث قطب جامعي جديد سيساهم حسبه في توسيع القدرة الاستيعابية للطلبة من داخل الولاية وخارجها، بعد إبداء مسؤول الجهاز التنفيذي بالولاية الموافقة على تخصيص قطعة أرض لغرس هذا المشروع الهام لتجسيد كليات جديدة وتخصّصات يكثر عليها الطلب من طرف الطلبة.
صـرح إعلامي وثقافـي لصقـل المـواهب
وبادرت جامعة محمد البشير الإبراهيمي مؤخرا بتدشين أوّل صرح إعلامي وثقافي لصقل المواهب وتطويرها في مجال الإعلام والاتصال بالجامعة، يتمثل في استوديو خاص بقسم علوم الإعلام والاتصال مجهّز بأحدث المعدّات من شأنه أن يكون فضاء تطبيقيا ملائما لدى الطلبة وأبناء المنطقة ليكون وسيلة للدفاع عن الوطن، والدفاع عن السيادة الوطنية عبر إنجاز الحصص التاريخية، بما يساهم في تعزيز فرص الخريجين في الحصول على وظائف، فضلا عن مساهمته الإعلامية في تغطية نشاطاتها العلمية والثقافية للجامعة.