نحو استقطاب 3 ملايين زائر والبقية تأتي

السياحة الصحراوية.. ثروة الجزائر المُتجدّدة

زهراء ب.

 دينامية غير مسبوقة وحركية نحو الأفضل

كنز  لا يفنى..وبديل آخر للبترول

تعزيز الحظيرة الفندقية وتنويع العروض لتلبية الطلب

خط جوّي دوليّ مباشر يسهّل تنقّل السيّاح الأجانب أسبوعيًا

تراهن الجزائر على استقطاب نحو 3 ملايين سائح، وقد اتخذت السلطات العمومية من أجل تحقيق هذا الهدف، إجراءات جديدة تتماشى وتطلعات أصحاب الوكالات والمتعاملين السياحيين، في موسم سياحي واعد، ينتظر فيه تسجيل أرقاما قياسية للسياح الأجانب، بالنظر للتسهيلات الممنوحة، في التنقل والإقامة.
وضعت السلطات العمومية، قطاع السياحة، ضمن القطاعات المساهمة في مخطط الإنعاش الاقتصادي، باعتباره منتجا هاما لثروة تقدر بملايير الدولارات، بفضل مقدراته، وإمكاناته الطبيعية.
وبعد التعافي من جائحة كوفيد، والتحرر من قيود فرضتها في التنقل والسفر، صارت الحاجة ملحة، لإعادة تدوير عجلة هذا القطاع، وتفعيل جميع المسارات السياحية، خاصة السياحة الصحراوية، كمقصد جذب هام، لما يزخر به من مقوّمات طبيعية، تنعش فرص الاستثمار المتاحة، وتنمي النشاطات الاقتصادية المرتبطة بها، بما يعود بالنفع على التنمية المحلية والوطنية.
ومن أجل إعطاء الدفع لهذا القطاع الاستراتيجي، رصدت الدولة أغلفة مالية، واعتمادات الدفع لمشاريع الاستثمار والعمليات الجديدة، قدرت رخصة الالتزام الإجمالية بـ74 مليون دينار جزائري، حسبما جاء في عرض قدمه وزير السياحة والصناعة التقليدية ياسين حمادي، أمام لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني.
وتراهن الجزائر على قطاع السياحة، للمساهمة في رفع الإيرادات العامة لميزانية الدولة، وقد تم مؤخرا تدشين عدة مرافق وهياكل سياحية، منها مراكز سياحية وفنادق أضحت قبلة للسياح، إلى جانب فتح مجال الاستثمار للقطاع الخاص، للنهوض بهذا القطاع؛ فهذه مسؤولية تحتم تضافر جهود الجميع، كل بحسب موقعه، للترويج للوجهات السياحية التي تزخر بها الجزائر.

أرقام مشجّعة
بعد تجربة موسم الاصطياف، والتوافد الكبير على الشريط الساحلي الجزائري، من الداخل والخارج، حيث عرف تدفقا لآلاف السياح العرب والأجانب، بلغ أرقاما لافتة، بدأت ولايات الجنوب تستقبل زوارها، والسياح الشغوفين بمواقعها وتضاريسها ورمالها الذهبية.
وشهد النشاط السياحي في الموسم الماضي انتعاشا مبهرا، حيث سجل، بالنسبة لنشاط السياحة الصحراوية، أكثر من 1.2 مليون سائح جزائري وأجنبي، لتتجاوز بذلك نفقات الاستهلاك المترتبة على هذا التدفق مبلغ 30 مليار دينار.
ولأن البرنامج المتعلق بالسياحة يهدف أساسا إلى تثمين المقصد السياحي الجزائري دوليًا، ورفع وتحسين مستوى النشاط السياحي لفائدة المواطنين من خلال ترقية الوجهة السياحية للجزائر، حددت وزارة السياحة هدف بلوغ 3 ملايين سائح في الموسم السياحي 2022-2023، أما في إطار إعادة بعث مخطط جودة السياحة الجزائرية، فقد حددت هدف الوصول إلى 600 منخرط مع تحسين أداء جهاز التكوين، إلى جانب تطوير السياحة الداخلية للاستجابة لطلبات المواطنين عبر تعزيز الحظيرة الفندقية وتنويع العرض السياحي.
وتعد الصحراء الجزائرية، إحدى الوجهات السياحية التي تحظى بشعبية لدى الأجانب، فقد أسرت رمالها الذهبية، ونقوشها الصخرية، وجبالها، العديد من الزوار، وجعلتهم يشدّون الرحال إليها في كل مرة للتمتع بسحرها، في مجموعات بدأت ترتفع أعدادها بفضل تسهيلات في التنقل والإقامة.

استراتيجية تسويق دولية
يتضمن مخطط تحسين وجهة الجزائر السياحية، إنجاز عدة عمليات ومشاريع، وقد تم في هذا الإطار، إطلاق دراسة حول استراتيجية التسويق لوجهة الجزائر، بتمويل من برنامج الأمم المتحدة للتنمية، كما تمّ تنظيم رحلات استكشافية لصالح وسائل الإعلام، والمتعاملين السياحيين الأجانب، وبرمجة رحلات أخرى، وإطلاق العديد من عمليات الاتصال والإعلام لصالح الملحقين الاقتصاديين لعدة ممثليات دبلوماسية وقنصلية، للمساهمة في ترقية الوجهة السياحية للجزائر، مع العمل على تشجيع بروز أقطاب امتياز سياحية، تستوفي المقاييس الدولية، خاصة منها ما هو ذا طابع ثقافي وديني على مستوى مناطق الجنوب.
وتحت اسم “جيل سياحة”، تم إطلاق مشروع في إطار التعاون مع الاتحاد الأوروبي، يتم تمويله المشترك في حدود 10.5 مليون أورو، يهدف هذا البرنامج الذي يمتد على فترة ثلاث سنوات، إلى تفعيل القدرات السياحية لأربع ولايات نموذجية هي تيميمون، وجانت، وسطيف وتلمسان. لاسيما عبر تعبئة الشباب حاملي المشاريع، الجمعيات والمقاولين.
ومع إعادة إطلاق مخطط النوعية السياحية في الجزائر، سُجل انضمام 13 متعاملا وتصنيف 39 فندقا، كما تمت إعادة فتح ملحقات المعهد الوطني للفندقة والسياحة في كل من تلمسان وورقلة.

تأشيرة سهلة.. وخط جوّي مباشر جانت-باريس
تحسين وجهة الجزائر السياحية، لا يكتمل دون مخطط نقل وطني ودولي، يسهل عملية تنقل السياح الراغبين في قضاء العطلة الشتوية، أو أعياد نهاية السنة، أو القيام برحلات استكشافية طول أيام العام.
ومن أجل تأمين الرحلات إلى الجنوب، تم بجانت، بمناسبة افتتاح الموسم السياحي الصحراوي، إمضاء اتفاقية تعاون ثلاثية بين كل من الديوان الوطني الجزائري للسياحة، شركة الخطوط الجوية الجزائرية والمتعامل العالمي في مجال السياحة Point Afrique، وتقضي هذه الاتفاقية بإطلاق خط جوي سياحي مباشر يربط العاصمة باريس بجانت، بداية من 17 ديسمبر المقبل.
وستنظم بالمناسبة، رحلة مباشرة منتظمة كل يوم سبت، أي مرة واحدة في الأسبوع، وإلى غاية نهاية شهر مارس2023، وهو ما سيسمح بنقل السياح، واستعادة تألق السياحة في جانت.
ولقد أكد وزير السياحة ياسين حمادي، اهتمام الدولة بترقية السياحة من خلال تطبيق إجراءات جديدة تتماشى وتطلعات أصحاب الوكالات والمتعاملين السياحيين، ضمن استراتيجية تطوير السياحة المنبثقة من برنامج رئيس الجمهورية، الرامية إلى استغلال كل مقوّمات الجذب السياحي الهائلة، خاصة تلك المنتشرة في الصحراء الجزائرية، باعتبارها ركيزة خطّة عمل الحكومة الهادفة إلى إعطاء السياحة المكانة التي تستحقها كقطاع اقتصادي حيوي واستراتيجي، يحتاج إلى توفير كافة الوسائل والتسهيلات للمتعاملين السياحيين من أجل تشجيعهم على جذب السياح من داخل وخارج الجزائر، خاصة وأن السياحة الصحراوية أثبتت جدواها في الرّقيّ بالسياحة الداخلية وتطويرها، لاسيما في السنوات الأخيرة، عندما استقبلت عدة مدن في الجنوب آلاف السياح من مختلف الفئات، والمدن الجزائرية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024