طموحات واعدة لتعميم الطاقة الشمسية بالمسيلة

الأولوية للمؤسسات التربوية بالمناطق النائية

المسيلـــة: عامـر ناجـــــح

تسعى السلطات الولائية بالمسيلة، جاهدة إلى تعميم استعمال الطاقة الشمسية على مختلف الهياكل والمؤسسات التربوية الواقعة بمناطق الظل، وخاصة تلك التي يتعذر ربطها بالكهرباء أو الغاز لأسباب لا يمكن تجاوزها في الوقت الحالي، قصد تحسين الإطار المعيشي للمواطن وبالأخص تحسين ظروف التمدرس بهدف تحقيق مردود دراسي جيد.

تولي السلطات الولائية بالمسيلة بالتنسيق مع مختلف القطاعات، أهمية قصوى للنهوض بمناطق الظل، سيما ما تعلق بتحسين ظروف تمدرس تلاميذ المناطق النائية، من خلال تجسيد برامج ربط العديد من المؤسسات التربوية بالطاقة النظيفة أو ما يعرف بالطاقة الشمسية عبر 47 بلدية تقع بتراب الولاية، من خلال تخصيص أغلفة مالية معتبرة وتجسيد البرامج القطاعية وبرامج الهضاب العليا.
ويبدأ تجسيد هذه البرامج انطلاقا من تركيب سخان مياه واحد يعمل بالطاقة الشمسية بكل مطعم مدرسي عن كل بلدية بالمؤسسات التربوية الواقعة بالمناطق النائية، التي تمتاز ببرودة الطقس شتاء وخاصة تلك المتاخمة للمناطق الجبلية التي يصعب ربطها بالكهرباء لوقوعها بمناطق بعيدة عن توصيلات الكهرباء والغاز، وتتطلب أغلفة مالية كبيرة جدا يمكن استغلالها في مشاريع أخرى في ظل تواجد تعداد سكاني قليل بتلك المناطق.

المـدارس.. المستفيــد الأول

تعتبر الطاقة المتجددة أو البديلة وعلى رأسها الطاقة الشمسية، من بين أهم مرتكزات العصر الحديث لإمكانية استعمالها للتدفئة والإضاءة وتوليد الكهرباء في ظل انخفاض تكاليفها المالية، مقارنة بما تستهلكه فواتير الغاز والكهرباء والماء من أغلفة مالية كبيرة. ارتفاع التكاليف والفواتير دفع السلطات العليا في البلاد إلى التوجه نحو استخدام الطاقة الشمسية في مختلف مناحي الحياة، انطلاقا من المؤسسات التربوية.
 وللحديث عن الموضوع تحدثت «الشعب» إلى مدير البرمجة بمديرية التربية للولاية زرواق عبد الناصر، والذي أكد أن السلطات جسّدت وبشكل كلّي مشروع سخان مائي يعمل بالطاقة الشمسية بمطعم مدرسي واحد بكل بلدية من بلديات الولاية الـ47 من تمويل مديرية البيئة كمرحلة أولى. وبالتنسيق مع مديرية التربية تم إعطاء الأولوية لتركيب ألواح الطاقة الشمسية بالمدارس الابتدائية الواقعة بالمناطق النائية التي يتعذر ربطها بالغاز والكهرباء، بهدف تحسين ظروف تمدرس تلاميذ مناطق الظل.
وبحسب زرواق تم برمجة 21 عملية تركيب ألواح الطاقة الشمسية بالعديد من المدارس خلال سنة 2019، و06  تركيبات أخرى من تمويل الإدارة المحلية تمت خلال 2020، و04 تركيبات تمت أيضا سنة 2020 في إطار برنامج الهضاب العليا.
وأشار مدير البرمجة بمديرية التربية للولاية، إلى أن تركيب الألواح الشمسية بالمدارس الابتدائية الـ 21 التي تم الانتهاء من إنجازها، وكلّفت أكثر من 03 مليار سنتيم، بكلفة تتراوح ما بين 190 مليون سنتيم إلى 200 مليون سنتيم للسخّان المائي الواحد، وهي تكلفة ضئيلة مقارنة بما يتم دفعه من فواتير الكهرباء والغاز. وأشار المتحدث أن استعمال الطاقات المتجددة يعتبر الاستخدام الأمثل لتحسين ظروف التمدرس من خلال توفير المياه الساخنة للتلاميذ في المطاعم المدرسية، وكذا توفير الإنارة بالأقسام الدراسية في حال انقطاع التيار الكهربائي أو بالنسبة للمؤسسات غير الموصولة بالكهرباء والغاز، خاصة وأن هناك مؤسسات تربوية يستحيل ربطها بالكهرباء.
وطالب زرواق بضرورة توفير الأغلفة المالية اللازمة لمواصلة البرنامج من أجل التكفل بأكبر عدد ممكن من المؤسسات التربوية عبر مختلف الأطوار التعليمية لمواصلة الأبناء دراستهم في أحسن الظروف للحصول على مردود تعليمي جيد يرقى بالولاية إلى المراتب الأولى.
من جانبه، المكلف بالإعلام بولاية المسيلة محمد قادري بوزيدي، أكد أن الطاقة الشمسية تكتسي أهمية بالغة جدا بالنسبة للمؤسسات التربوية المتواجدة بالمناطق النائية، مشيرا إلى أن السلطات الولائية بالمسيلة تسعى جاهدة لتعميمها على مختلف المؤسسات في القريب العاجل.
وأوضح بوزيدي أنه تم برمجة تجهيز 38 مؤسسة تربوية بالطاقة الشمسية عبر تراب الولاية، منها 09 مؤسسات تمت عملية تجهيزها بالطاقة الشمسية من ميزانية الولاية، و21 مؤسسة تمت عملية تجهيزها بالطاقة الشمسية ودخلت حيز الخدمة، بتكلفة إجمالية قدرت بـ 12 مليار سنتيم، موزعة على المجمعات المدرسية الكبيرة التي تطلبت - بحسبه - مبلغا ماليا قدره 450 مليون للمجمع المدرسي الواحد، والمقدر عددها بـ 10 مجمعات مدرسية، والمؤسسات التربوية الصغيرة المقدر عددها بـ 28 مؤسسة تربوية صغيرة كلفت عملية تجهيزها بالطاقة الشمسية مبلغا ماليا يقدربـ 250 مليون سنتيم.
وأشار المتحدث إلى أن من بين إيجابيات الطاقة الشمسية سهولة تركيبها بالمناطق المعزولة التي لم تصلها الكهرباء، خاصة وأنها داخل المدن الحضرية تعتبر طاقة نظيفة وصديقة للبيئة، وتوفر تكاليف فواتير كبيرة مقارنة بما يتم استهلاكه من الكهرباء والغاز بانخفاض يتجاوز 70 بالمائة، ولأجل هذا أعطت السلطات العليا في البلاد تعليمات بضرورة توجه الجماعات المحلية لاستعمال الطاقة الشمسية عبر مختلف البلديات لتخفيض التكاليف.

مدرســـة رزيـق إبراهيـم..  نمــــوذج

تعد المدرسة الابتدائية «رزيق إبراهيم» الواقعة بالمدخل الغربي لبلدية برهوم من بين المدارس التي استفادت من الطاقة الشمسية مجسّدة في سخّان مائي وضع حيز الخدمة بالمطعم المدرسي، وتم تدشينه مؤخرا من قبل والي المسيلة عبد القادر جلاوي، ولقي استحسان أولياء التلاميذ وإدارة المدرسة.
وأكد مدير المدرسة رفيق زهير أن تجهيز المدرسة بالطاقة الشمسية له عدة فوائد خاصة وأن الكهرباء الخاصة بها ثابتة ومستقرة ولا تنقطع في أحلك الظروف الطبيعية وإنارتها جيّدة مقارنة بالإنارة الكهربائية وتعد طاقة نظيفة، وساهمت بشكل كبير في تحسين تمدرس التلاميذ، كما ساهمت بشكل آخر في تخفيض فواتير الكهرباء، التي تعد من أكبر أعباء المؤسسات التربوية.
وأشار المدير إلى أن تركيب السخان المائي الذي يعمل بالطاقة الشمسية وفّر الكثير من الجهد ومن استعمال الكهرباء خاصة في توفير الماء الساخن للتلاميذ وحتى لعملية الطبخ وتحضير الوجبات الساخنة.
من جانبه، اعتبر رئيس جمعية أولياء تلاميذ بمدرسة رزيق إبراهيم قيد الاعتماد عنتر عامر عملية تجهيز المدرسة بألواح الطاقة الشمسية جد إيجابية خاصة وأنها ساهمت بشكل كبير في توفير الطاقة الكهربائية للمدرسة.
وعبّر المتحدّث عن أمله في تعميم عملية تجهيز المدارس الإبتدائية بالطاقة البديلة سيما مع وجود العديد من المدارس لا يمكن ربطها بالغاز والكهرباء، مثمنا توجه السلطات العليا في البلاد لتعميم استعمالات الطاقات البديلة وعلى رأسها الطاقة الشمسية التي توفر بحسبه التكلفة والجهد والعمل.
وذكّر عامر بالإمكانيات التي تمتلكها الجزائر لإنتاج واستخدام الطاقة المتجددة والنظيفة في العالم، بالإضافة إلى بروز الكثير من اليد العاملة المتخصصة في تركيب ألواح الطاقة الشمسية، ناهيك عن برمجة تكوينات خاصة بالطاقة الشمسية خاصة على مستوى مراكز التكوين المهني والمعاهد والجامعات.
وأشار المتحدث إلى أن جامعة المسيلة بادرت خلال العام المنقضي إلى إدراج تخصص ماستر تخصص طاقات متجددة عززها – حسبه - توفر المادة الأولية التي تدخل في صناعة الألواح الشمسية وزيادة الطلب عليها من قبل الخواص لما توفره من امتيازات إيجابية.
صادر عن مجلة «الشعب» التنمية المحلية

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024