تمتلك احتياطات مائية جوفية ضخمة وسهلة الإستغلال

ورمـــاس.. الرمــال المعجــزة في إِدْرار البطاطــس

سفيان حشيفة

رئيس بلدية ورماس:
 نُخطّط لإنجاز محيطات فلاحية جديدة 

عرفت بلدية ورماس الواقعة على بعد 20 كلم غرب مدينة الوادي، طفرة فلاحية ضخمة في العقدين الماضيين، وتخصّص في إنتاج مادة البطاطس وخضروات مختلفة الصنوف، جعل منها محل اهتمام وطني ودولي وزيارات وزراء، وحتى خبراء وممثليات دبلوماسية أجنبية عاينوا المسار التقني الزراعي المتميز والناجح بهذا القطب الصحراوي.

 رمال ورماس الذهبية الممتدة لحدود ولاية المغير الإدارية، تحوّلت بفضل مجهودات السلطات العمومية وسواعد الفلاحين المحليين إلى «جنان» خضراء خصبة وجذابة للاستثمار الزراعي، لاسيما إنتاج البطاطس ذات الجودة العالية بنوعيها الحمراء والبيضاء، نظير ما تمتلكه من احتياطيات مائية جوفية هامة أقل ملوحة من باقي المناطق والمحيطات الفلاحية بالولاية، وكذا طبقة رملية سطحية ناعمة وهشّة مناسبة لزراعة هاته المادة الأساسية واسعة الإستهلاك.

البدايات الأولى
ظهرت أولى بوادر زراعة البطاطس بشكلها التقني الحالي في بلدية ورماس، حسب المعطيات، مع حلول الألفية الجديدة (2000 ميلادي)، بالتزامن مع إطلاق خطط فلاحية ودعم ضخم وجهته السلطات للقطاع الزراعي، حيث تناغمت الإرادة الوطنية في تطوير القطاع مع طموحات الفلاحين المحليين حينها، فحوّلت بالفعل المنطقة إلى جنة خضراء تنتج أفضل وأجود أنواع الخضروات الموجهة للاستهلاك الوطني والتصدير إلى الخارج.
«الشعب» استطلعت زيارة عدد من حقول وبساتين بلدية ورماس، التي يجري فيها حصاد البطاطس الموسمية منذ شهر، بعد الانتهاء من الجني غير الموسمي منتصف شهر أفريل الماضي، لكن الحملة الحالية الجارية عادة ما تكون أقل حجما من الأولى، بحسب الفلاحين، ويُوَجّه جزء من منتوجها لعمليات تكثيف البذور محليا وليس للاستهلاك.
ويشرع فلاحو المنطقة في زراعة محصول البطاطس غير الموسمي بداية شهر أوت من كل عام، لينطلق حصاده خلال شهر نوفمبر ويتواصل شتويا إلى غاية منتصف أفريل كأقصى تقدير، ثم تأتي جولة الجني الثانية الموسمية للمحصول إلى نهاية شهر جوان، في دورة زراعية إنتاجية متميزة تتكرّر مرتين في سنة واحدة.

تكثيف محلي للبذور
 أوضح عدد من منتجي مادة البطاطس ببلدية ورماس، وجود أسباب اضطرت الفلاحين لتحويل جزء من المنتوج الموسمي الحالي إلى بذور محلية التكثيف، منها الخشية من ارتفاع البذور المستوردة خلال مرحلة الصيف القادم أثناء التحضير لزراعة المحصول غير الموسمي الذي ينطلق في شهر أوت، كما تكون في بعض الأحيان البذور مفقودة وغير متوفرة بالأسواق بالشكل المناسب.
وأضاف هؤلاء المنتجين، بأن تكثيف بذور البطاطس المحلي غالبا ما يكون أقل جودة ومردود إنتاجي من نظيرتها المستوردة من الخارج التي تصلهم بأسعار باهظة جدا، ويستدركون وضعية الاعتماد عليها تقنيا بزيادة مقدار وحجم البذور المحلية المزروعة في الهكتار الواحد، وكذا تحفيز النمو بمدها بالأسمدة الزراعية الحديثة وكل العناصر الأساسية الغذائية للنبات.
في هذا الصدد، أبرز منتجون وقوع خسائر في المحصول الحالي جاري الجني، بسبب موجة العواصف الشديدة الذي اجتاحت المنطقة على مدار شهري مارس وأفريل الماضيَيْن، نتج عنها زحف الرمال على المساحات المزروعة، وانتشار الآفات الزراعية مثل مرض العناكب «البوفروة»، الذي يتشكل ويتكاثر ويتطوّر نتيجة تمدّد الغبار واستقراره على سطح النباتات.   

موقع استراتيجي بين الشمال والجنوب
أكد رئيس المجلس الشعبي لبلدية ورماس أحمودة نصر الدين، أن البلدية تتميز بطابع ريفي وفلاحي، وتتربع على مساحة فلاحية إجمالية مقدرة بـ 19594 هكتار، وتحتوي على مختلف النشاطات الفلاحية خصوصا إنتاج مادة البطاطس.
قال أحمودة في تصريح لـ»الشعب»، أن زراعة البطاطس في البلدية تطوّرت بسرعة وحقّقت نتائج هامة بوّأتها المراتب الأولى وطنيا من حيث الإنتاج، نظير توفرها على بيئة ملائمة ومناسبة لهذا النشاط الزراعي، بالإضافة إلى توفر ولاية الوادي على قدرات طبيعية هائلة، وموقع استراتيجي بين الشمال والجنوب ساعد على تسويق المنتوج بشكل أنسب.
وبخصوص بدايات الفلاحة في بلدية ورماس، كما يقول المتحدث، كانت بالطرق التقليدية وبعدد محتشم من المنخرطين في هذا المجال، إلا أن جهود البلدية والسلطات المعنية ووجود رغبة حقيقية في صفوف المواطنين لولوج الزراعة، أسهم في تخصيص محيطات فلاحية وتشجيع الٌإقبال على النشاط منذ سنة 2005، مشيرا لتخصيص مُحِيطيْن فلاحيَيْن منذ البداية لاستقطاب المنتجين هما محيط جنوب طريق الهدهودي، ومحيط شمال طريق الهدهدوي.
وأضاف بأن نجاح زراعة مادة البطاطس لقي استحسانا كبيرا لدى الفلاحين والمواطنين المحليين، نظير ما تدره من وفرة ونوعية، في حين واصلت البلدية مواكبة هذه الطفرة الزراعية بإنشاء محيطات فلاحية جديدة منذ سنة 2009 إلى غاية اليوم، بهدف توفير مناخ زراعي ملائم للمنتجين، والدفع نحو توسيع المساحات وتحقيق إنتاج يُلبي حاجة الأسواق المحلية والوطنية، ومنه توفير مناصب شغل كبيرة مباشرة وغير مباشرة على نطاق واسع.

تقديرات وعراقيل
كشف رئيس بلدية ورماس نصر الدين أحموده، عن تواصل تَوسّع رقعة زراعة البطاطس غير الموسمية وبلوغها 5000 هكتار الموسم الفارط، أما توقعات مساحة البطاطس الموسمية التي يتمّ جنيُها عادةً خلال فصل الصيف فتتجاوز 4000 هكتار، منوّها لإرتفاع نسب الفلاحين المقبلين على إنتاج هاته الشعبة وباقي الشعب الزراعية بالبلدية.
ورغم نمو زراعة البطاطس، أشار أحمودة، لوجود بعض العراقيل التي تواجه الفلاحين ومسار تطوّر القطاع عموما في البلدية، مثل مشكل تداخل حدود البلديات المجاورة الذي أثر على تسوية الكثير من القطع والمحيطات الفلاحية، وعدم وصول المسالك والكهرباء الفلاحيَيْن لجميع المساحات المستصلحة الموزعة، بالإضافة لعدم حصول بعض المستفيدين من قطع الامتياز الفلاحي على عقودهم بسبب مشاكل تداخل الأقاليم الحدودية بين البلديات وغيرها من المسائل الإدارية التي لا تزال تبحث عن تسويات.

إنجاز 9 محيطات فلاحية
بالحديث عن الإمكانيات التي توفرها بلدية ورماس للمجال الفلاحي، أوضح نصر الدين أحمودة، إيلاء أهمية بالغة للقطاع عبر جملة من التدابير كإنشاء محيطات فلاحية جديدة من أجل إتاحة ثروة مائية سهلة الاستغلال وتسوية للأراضي الموجهة للاستغلال الزراعي، تشجيع الفلاحين ومنح التسهيلات اللازمة لهم حتى يتمكنوا من تخطي الصعوبات التي تواجههم، وكذا توفير الشروط الضرورية للنشاط والإنتاج وتحقيق تنمية مستدامة في هذا القطاع الإستراتيجي.
وبحسب أحمودة تحتوي بلدية ورماس على 9 محيطات فلاحية، منها 3 عن طريق الامتياز، تتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 7003 هكتار، وينشط على مستواها 1534 مستفيد فلاحي، فضلا عن كتلة المنتجين النشطين خارج المحيطات.
وفي ما تعلّق بالمخططات المستقبلية لتنمية القطاع الفلاحي بالبلدية لا سيما إنجاز محيطات جديدة وعمليات الربط بالكهرباء والمسالك الفلاحيَيْن، وضعت البلدية برنامجا لزيادة إنتاج مختلف المحاصيل الزراعية، يترجمه مسعى إنشاء محيطات فلاحية وتغطيتها بالمسالك والكهرباء وغيرها من شروط النشاط، يضيف المتحدث.

قاعدة إنتاجية متنوّعة
اعتبر رئيس بلدية ورماس أحمودة نصر الدين، دور المحيطات الفلاحية جد مهم في مسار تطوير القطاع، ومن شأنها استقطاب فلاحين جدد لاحتوائها على مقومات النشاط الزراعي مثل الكهرباء ومنح العقود، وهو ما يجري العمل عليه هذه الأيام قصد توسيع المساحات بالبلدية، وكذا تشجيع المنتجين على إنشاء تعاونيات فلاحية لتنظيم عملية الإنتاج وترقيتها.
وأردف المتحدث، بأن المنتجات الفلاحية بورماس، أصبحت تلقى رواجا وقبولا في عدّة ولايات خلال السنوات الأخيرة، إذ لا يقصر ذلك على مادة البطاطس، وإنما يوجد قاعدة إنتاجية هامة لأصناف أخرى من الخضروات والحبوب المنتجة بمحيطات المنطقة.
وعلاوة على إنتاج مادة البطاطس التي تعرف انتشارا كبيرا في أوساط الفلاحين في بلدية ورماس بالنظر لمردودها المادي الإيجابي العائد على منتجيها، تعرف المنطقة أيضا إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية الأخرى كالفول السوداني «الكوكاو»، البصل، الثوم، الزيتون، الطماطم الحقلية، الفلفل، الخص، الخيار، الجزر، البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر، بالإضافة إلى إنتاج معتبر جدا من التمور مختلفة الأصناف وغيرها من المنتجات الزراعية واسعة الاستهلاك، وذلك بفضل الإرادة التي تحلى بها الفلاحون في مجابهة الصّعاب والمنغصات والعراقيل المرتبطة باستصلاح الأراضي الرملية، وطبيعة المناخ القاسي شتاءً وصيفاً، يقول رئيس مجلس بلدية ورماس أحمودة نصر الدين.


100.000 طن غير موسمية
أوضح رئيس الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين بالوادي العربي بليمة في تصريح لـ»الشعب»، تَرَبّع بلدية ورماس على مساحة إجمالية تفوق 40.000 هكتار منها 6000 هكتار مستغلة في إنتاج شتى الشُعب الفلاحية.
 وبحسب بليمة تكتسح شعبة البطاطس غير الموسمية بالبلدية مساحة تفوق 5000 هكتار، في حين تستحوذ الفترة الموسمية على 4000 هكتار، أما حجم الإنتاج المتوقع غير الموسمي فيبلغ حوالي 100.000 طن من المحصول.
في هذا الإطار، أبرز المهندس الزراعي، تراوح المردود الإنتاجي التقريبي للهكتار الواحد بين 200 و220 قنطار، وتتحكّم فيه عدة عوامل طبيعية وتقنية كلما تحققت شروطها الإنتاجية ارتفع المردود كَمّا ونوعا في الهكتار الواحد.


انتشار الآفات الفلاحية
وقد نَغّص تفشّي الآفات الفلاحية في منطقة ورماس وباقي المحيطات الزراعية بالولاية، من قدرات ومعنويات المنتجين المحليين، وشَكّلت لهم هاجسا حقيقيا مرَدّه ارتفاع تكاليف المبيدات الفطرية والكيمائية، ومحدودية فعاليتها في مكافحة عدد من تلك الأمراض والحشرات، وعدم كبح تكاثرها نهائيا.
في السياق، أوضح المهندس العربي بليمة، أن بلدية ورماس تُحصي مساحة كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة،  شجّعت فلاحي المنطقة على استغلالها في إنتاج مادة البطاطس، لكنها معرضة كغيرها من المنتجات الزراعية لعدة آفات وأمراض فطرية مثل «البياض الزغبي» و»الالترناريا»، عادةً ما تظهر في الفترة من ستين إلى سبعين يوما من عمر النبات.
وفي جانب الآفات الحشرية، أشار بليمة، لإنتشار الفراشة البيضاء، وتوتا ابسلوتا التي تفضل التكاثر في منتوج الطماطم، وتصيب أيضاً البطاطس لأنهما من نفس العائلة النباتية، كما تتوفر لها أنواع من المبيدات للمكافحة تتراوح نسب فعاليتها من آفة لأخرى، ويُمكن للفلاح التحكم في بعضها والحد من أضرارها سواء بالمعالجة وقائيا، أو عند ظهور الأعراض في المحصول.
أما الآفات الأخطر على مستثمرات البطاطس، أبرز المهندس الزراعي، وجود تمدد لآفة «النيماتودا» التي تصيب درنات البطاطس وجذورها، وتسمى عند الفلاحين المحليين بـ»البقعة».


الدورة الزراعية
يرى رئيس مكتب الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين بالوادي العربي بليمة، بأن مكافحة الآفات الفلاحية بنوعيْها الفطري والحشري يتطلّب جهدا تقنيا مدروسا من الفلاحين، يكون مبنيا على أسس علمية ليُؤتي أكُله، ويُحقق نجاعة في الوقاية من كل الأمراض وتقويض انتشارها.
وبحسبه، لاحظ خلال نشاطه في المجال واحتكاكه المباشر مع فلاحي بلدية ورماس، دور مهم للمكافحة التقنية الوقائية في حماية المحصول من الأمراض، مثل حجر الأرض حديثة الجني لفترة معينة، وتركها من دون استغلال حتى تنتهي بها دورة الآفات التكاثرية بجفاف التربة أو ظروف الطقس المختلفة.
كما يُساهم تجسيد الفلاحين للدورة الزراعية بين المواسم، في التقليل من انتشار الآفات وتكاثرها، فضلاً عن المعالجة الكيميائية للتربة ضد مرض «النيماتودا» في حال ثبوت أعراضها بالمبيدات المصرّح بها، بالإضافة إلى تعقيم آلات الحرث وعجلات الجرار لكي لا تنتقل العدوى بين المحاصيل في نفس الحقل، أو من مستثمرة لأخرى، ملثما أضاف المهندس الزراعي.


تخصّص مناطقي للزراعات
تَشّكل بولاية وادي سوف الأعوام الماضية، تخصص مناطقي للزراعات، فرضته عوامل الطبيعة والتربة وقرب المياه من الطبقة السطحية، ففي حين تخصّصت ورماس في زراعة البطاطس ولائيا نتيجة تمتع رملها بنعومة مناسبة، تُسَجّل بلدية المقرن إنتاج قياسي سنوي في محصول الطماطم الحقلية ضمن الفترة غير الموسمية الشتوية لاحتوائها تربتها على طبقة سطحية كِلسيّة تتميز بالملوحة والقساوة.
أما بلدية بن قشة الحدودية الواقعة على بعد 120 كلم شمال مدينة الوادي، تخصّصت في إنتاج الحبوب كالقمح والشعير والذرة، والسلجم الزيتي والترتيكتال بأقل حجم وتجري عمليات توسيع مساحات زراعتهما، تربتها طينية ومياهها أكثر غورا في الطبقات السفلى الأرضية مقارنة بباقي المناطق في الولاية.


تَوسّع زراعات البيوت المحمية
من جهتها، بلدية حاسي خليفة انتشرت فيها زراعات البصل والثوم على نطاق واسع خلال المواسم الفلاحية المنصرمة، مع ملاحظة إقبال كثير من الفلاحين عليهما لتجسيد الدورة الزراعية وتخصيب التربة وتجديدها، فضلا عن اضطرار كثير من المنتجين لهاته الزراعات تجنبا لإنتاج البطاطس باهظة التكاليف ومضطربة التسويق من سنة إلى أخرى.
الزراعات المحمية - البيوت البلاستيكية -، أخذت بدورها سياقا تخصصيا لبعض البلديات، مثل الدبيلة والطريفاوي والمقرن، مسجلة المواسم التالية إقبالا متزايدا من الفلاحين والمستثمرين على زراعتها في شعب الطماطم، الفلفل، البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر، الفراولة، وبعض الحبوب التي نجحت زراعتها مؤخرا في المنطقة كالفاصوليا الحمراء، فضلا عن وجود تخصص لبلدية قمار في زراعات الخس، الجزر واليقطين وغيرها من الخضروات الموسمية الاستهلاكية.
ويَتطلّع المنتجون الزراعيون بوادي سوف، إلى تثمين الطفرة الإنتاجية المتحققة، المترتب عنها فوائض في المحاصيل بين موسم فلاحي وآخر، سواء في محصول البطاطس أو باقي المنتجات، وذلك بتوفير تسويق لائق بحجم المحصول يرفع من معنويات ومجهودات الفلاحين ويدفع بهم لتوسيع مساحاتهم مستقبلا، وكذا تسهيل إجراءات التصدير للمنتجين والتعاونيات المحلية خصوصا نحو دولة ليبيا المجاورة، التي سبق وأن طلب تجارها ومستورديها تزويدهم بالمحاصيل الزراعية المحلية.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024