محيط السقي «ملاتة» في وهران تحت مجهر «الشعب»

«سيور» تصفها بـالاضطرارية و «أونيد» تعلن نفاذ المخزون

براهمية مسعودة

الأعطال المتكرّرة تربك المستثمرين

تراهن الجزائر، كباقي الدول ذات المناخ الجاف أو شبه الجاف، على التوسّع في مجال استصلاح المياه المستعملة، كوسيلة وغاية لتعزيز القدرة على الصمود والتكيّف مع التغيرات المناخية والآثار المحتملة
على الزراعة وتربية الماشية، باعتبارهما العمود الفقري، ليس فقط للاقتصاد، إنما للمجتمع بأسره.
وتُصنّف عاصمة الغرب الجزائري، وهران، ضمن المدن الأكثر استفادة من مشاريع معالجة المياه، الموجهة للسقي، ولعلّ أهمها: ربط محطة التصفية «الكرمة» بمحيط سهل «ملاتة»، الذي دخل حيز
الاستغلال في أواخر عام 2018 على مساحة 6286 هكتار من الأراضي المجهزة للري.


المزارعون: الإنتاج ما يزال رهين الظروف المناخية

ورغم الجهود المبذولة لتجسيد هذا المشروع الكبير والطموح، المنجز والمسير من طرف الديوان الوطني للسقي وصرف المياه «أونيد»، ما يزال حتى الآن مزارعو سهل ملاتة بين بلديتي وادي تليلات وطافراوي يعانون من شحّ المياه؛ وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات عدة.
وقد اشتكى العديد من المزارعين ومهنيي قطاع الحبوب (كعينة)، الانقطاعات المتكرّرة والتذبذب في توزيع المياه المعالجة، الموجهة لسقي محيط ملاتة؛ مما يؤثر سلبا على الإنتاجية، ويتسبب في خسائر فادحة للفلاح.
 واستدلوا على ذلك بالخسائر التي تكبدها مزارعو «الذرة العلفي»، إثر وقف عملية التزويد بهذا النوع من المياه المعالجة، طيلة الفترة الصيفية المنقضية، والمتزامنة مع موعد زراعة الأعلاف الخضراء، على حدّ قولهم.
 وأكدوا أن الانقطاعات تتكرّر أكثر من مرة شهريا، مما تسبب في خيبة أمل وحطم معنوياتهم، كما قال عدد منهم، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة إيلاء أهمية قصوى للقطاع الزراعي في وهران، الذي لا يزال رهين الظروف المناخية، رغم الملايير المرصودة له.
«الشعب» اتصلت بجميع أطراف القضية من الجهات المسؤولة على قطاع السقي عن طريق المياه المعالجة بوهران، بما فيهم مديرية الموارد المائية، شركة المياه والتطهير «سيور»، ديوان السقي وصرف المياه «أونيد»، وكل من مديرية المصالح الفلاحية والغرفة.

الغرفة الفلاحية.. تخوفات من تكرار سيناريو الصيف

بداية، أكد رئيس الغرفة الفلاحية، رزوقة سعيد، على الدور الفعّال الذي تلعبه الغرفة، خاصة في مجال تمثيل ومرافقة الفلاح، الذي يعاني من عدة عراقيل، أبرزها نقص المياه، وفق قوله.
وكشف رزوقة عن عقد عديد اللقاءات والاجتماعات مع مديرية الهيدروليك وشركة المياه والتطهير سيور وديوان السقي وصرف المياه، كاجتهاد من الغرفة لإيجاد حلول سريعة لمختلف المشاكل المطروحة على مستوى محيط «ملاتة».

ودعا رئيس الغرفة، والي وهران، سعيد سعيود، إلى ضرورة التدخل العاجل، لتجنب المزيد من الأضرار، المترتبة عن التذبذب والانقطاعات في تزويد المحيط بمياه السقي، المعالجة بمحطة الكرمة، في إشارة منه إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدها مزارعو الذرة العلفي، الصيف المنصرم.
وصرّح الأمين العام لنفس الغرفة، زدام الهواري، أن «معنويات المستثمرين في مجال الأعلاف الخضراء، تدهورت بشدة، جراء ضعف المياه وعدم وصولها لكامل الأراضي، المجهزة على مساحة تفوق 6200 هكتار، مثلما كان منتظرا من قبل الأسرة الفلاحية».
واعتبر المتحدث ذاته أن «المشكل الكبير، يتمثل في طول «مدة التدخّل لمعالجة الأعطال من قبل الجهات المعنية، وعلى رأسهم ديوان السقي وتصريف المياه، باعتباره الجهة المكلفة بتسيير كامل المحيط، المقسم إلى ثلاث طوابق: السفلي، المتوسط والعلوي».
وفي الختام، عاد زدام ليذكر بالتأخر الكبير في إنجاز مشروع تهيئة محيط ملاتة، الذي دخل حيز الاستغلال الفعلي في نهاية عام 2018 وبداية 2019، فيما كان مقررا الانتهاء منه في 2014-2015، لمباشرة مرحلة التوسعة.

مديرية المصالح الفلاحية: خسائر متوقّعة لمزارعي المحاصيل الكبرى

من جانبه، أبرز مدير المصالح الفلاحية، رحايمية رشيد، أهمية مشروع تهيئة سهل ملاتة، الذي يشكل فرصة لتوسيع المساحات المسقية في إطار الجهود المبذولة للنهوض بالإنتاج وتحسين جودته (المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية).
وعبّر المسؤول الأول على القطاع الفلاحي بالولاية عن تخوفه الشديد من تأثير الأعطال المتكرّرة على موسم الحرث والبذر والحصاد 2022 ـ 2023، سيما بعد تسجيل كسر ثاني على مستوى القناة (1800 ملم)، التابعة لمحطة الضخ بحي الضاية، المعنية بجمع ونقل المياه المستعلمة إلى محطة المعالجة بالكرمة، يضيف المتحدث.
 وهو أيضا، أكد تراجع مردودية الأعلاف الخضراء، بسبب توقف إمدادات المياه في الفترة من 3 جوان وحتى 21 أوت للعام الجاري، خاص وأن وهران تتميز بكونها في سنة واحدة تزرع الحبوب وتحصدها، ثم تباشر زراعة الأعلاف الخضراء في نهاية شهر جوان وجنيها في أكتوبر، ليقوم الفلاح بعملية حرث وبذر الشعير والقمح.
 وقد انخفضت المساحة المزروعة من الذرة العلفي من 500 و600 هكتار إلى حدود 378 هكتار، وسط توقعات بجني 145 ألف هكتار في حملة الحصاد الجديدة، حسبما أبرزه رئيس مصلحة الإنتاج والدعم التقني، مصابيح محمد أمين.

سيور تعلن عن توقف محطة الضخّ من جديد

وفي الموضوع، أوضح مدير شركة المياه والتطهير»سيور»، أسامة هلايلي، أن علاقتهم الوحيدة في هذا المجال، «تنحصر في ديوان سقي وصرف المياه؛ الجهة الوحيدة، المعنية بتوصيل المياه لكامل محيط سهل ملاتة».
وأرجع هلايلي، انقطاع تزويد المساحات المستهدفة، خلال الفترة الممتدة من 3 جوان إلى21 أوت ـ كما سبق وأشرنا ـ إلى التوقف المؤقت لمحطة الضخ بحي الضاية «البحيرة الصغيرة» سابقا، باعتبارها الممون الرئيسي لمحطة تصفية المياه القذرة بالكرمة».
ووصف توقف محطة الضاية لضخ المياه المستعملة لمجمع وهران الحضري (وهران، بئر الجير، السانية)، بـ»الإضطاري»، جراء الإنسداد الشبه كامل للقناة (1800 ملم) بالنفايات، كالبلاستيك والحجارة والرمال والمعادن والحشائش والأتربة...

مواصلة أشغال تنقية القناة 1800 ملم

أبرز المسؤول ذاته أن: «أشغال الصيانة وتنقية هذه القناة الخرسانية التي تنقل المياه إلى الحوض، شملت خلال الفترة المذكورة سابقا 100 م³ خطي من أصل 380 م³ معنية بالعملية، وتحديدا بمدخل المحطة، لكونها تستغرق أشهر؛ وهو ما لم يهضمه المزارعون الذي احتجوا بشده على الانقطاع، وهذا ما دفع إلى وقف الأشغال مؤقتا.»

استبدال 13م من القناة الرئيسية الممونة لمحطة التصفية

 وأضاف أن «هذا النوع من العمليات، تتسم بكونها معقدة وتستغرق وقتا، حيث إن التدخلات تكون على عمق 14 مترا تحت الأرض، وداخل قناة بقطر 1800 ملم، من خلال تجنيد فرق خاصة، تدعى فرق التدخل في الأماكن المغلقة، تعمل 4 ساعات فقط في اليوم وخلال الفترة الليلية، مع انخفاض حجم مياه الصرف الصحي، وفقا لقانون وقواعد الصحة والوقاية».
وقد أعيد تشغيل المحطة، التي تشرف «سيور» على تسييرها، ابتداء من يوم 21 أوت وإلى غاية 2 أكتوبر 2022؛ قبل أن يتوقف التزويد بالمياه مرة أخرى، بسبب كسر على مستوى القناة (بي آر في، ذات القطر 1800 ملم)، التي تربط محطة الضخ بمحطة التصفية، وبالضبط على بعد نحو 3 كلم عن مخرج محطة الضخ (منطقة النشاطات)، وفق ما أشير إليه.
 وفي هذا الصدد، أوضح مدير شركة المياه والتطهير «سيور»، أنه «خلال الفترة من 21 أوت وإلى غاية 2 أكتوبر المنصرم؛ تمّ تشغيل المحطة بدون توقف؛ حتى يتمكن ديوان السقي وتصريف المياه من تأمين الطلب وتعزيز المخزون».
وأكد استكمال جميع الإجراءات الإدارية للانطلاق في أشغال تغيير القناة 1800 ملم على طول 13 م (المكسورة)، بعدما كلف إصلاحها في مارس المنصرم 1 مليار سنتيم، وذلك في انتظار التقييم المالي للعملية الثانية التي لا تقل هي الأخرى عن 10 ملايين دج، كما قال.

تركيب 5 مضخات جديدة وخزانات كهربائية

وكشف عن مشروع آخر بـ200 مليون دج لاقتناء وتركيب خمس (05) مضخات جديدة مع الخزانات الكهربائية، بهدف حماية المحطة ورفع كمية الضخ من 30 و40 ألف متر مكعب حاليا إلى أكثر من 200 ألف متر مكعب (يوميا)، يضيف المصدر ذاته.
وعاد ليؤكد بأن «أشغال الصيانة وإعادة التأهيل إجبارية، لتفادي التوقف التام للمحطة»، معلنا في الوقت نفسه عن برمجة توقفات تقنية إلى غاية استكمال أشغال التنظيف وتغيير القناة المكسورة، إضافة تركيب المضخات الخمسة والخزانات الكهربائية.
ويذكر هنا أن هذه المحطة، لم تخضع لأية عملية تنظيف منذ عام 2014، فيما أن المعايير التقنية للهيدروليك، تنص على مرة كل سنة، سواء تعلق الأمر بالبالوعات ومجاري الصرف الصحي أو محطات الضخ وغيرها، حسبما أكدته مديرية الموارد المائية.

إمدادات «سيور» لم تتوقّف من 21 أوت إلى 2 أكتوبر..
 
 وبالعودة إلى المعطيات أعلاه، والتي تؤكد أن شركة «سيور» باشرت الضخّ دون توقف من 21 أوت إلى غاية 2 أكتوبر، نجد أن وزارة الموارد المائية، نشرت على صفحتها بـ»فايسبوك» بيانا إعلاميا بتاريخ 14 سبتمبر 2022، جاء فيه: «قام أعوان وحدة ملاتة للديوان الوطني للسقي وصرف المياه باستبدال قناة السقي التي تعرّضت للكسر من نوع الإسمنت المطوق ذات قطر 1500 ملم بأخرى من الفولاذ، والتي تربط محطة الضخ «آس بي» التابعة لهم بالخزان السفلي «آر بي»، وذلك تحسبا لتزويد الفلاحين بمياه السقي».
 تلاه منشور ثان بتاريخ 15 سبتمبر، ورد فيه: «تمت عملية ملء الخزان السفلي «آر بي» ذو سعة 25 ألف م³، تحسبا للشروع في عملية السقي بمحيط ملاتة من قبل أعوان وحدة الاستغلال ملاتة، التابعة للمديرية الجهوية لوهران.»، وهو ما يؤكد أن ديوان السقي، المسؤول على عملية التوزيع، كان يعاني مشاكل داخلية.

ديوان السقي وصرف المياه: تراجع كمية المياه الموزعة إلى 17 ألف م³

وفي سؤال لـ»الشعب» حول احتياطي ديوان السقي وصرف المياه، أكد المدير الجهوي بوهران، صوافي أحمد، أن «طاقة التخزين تقدر بـ1مليون و500 م³، إلا أن المخزون نفذ، جراء الأعطاب المتكرّرة، والتي أدت إلى تراجع كمية المياه الموزعة في اليوم من 30 و 40ألف م³ إلى 17 ألف م³».
واعتبر السيد صوافي، في تصريح هاتفي أن «الوصول إلى المساحة المستهدفة في محيط السقي «ملاتة»، والمقدرة بـ5600 هكتار، تتطلّب يوميا ما بين 70 إلى 80 ألف م³ من المياه المعالحة، مع العلم أن محطة تصفية المياه المستعملة بالكرمة، تعد من بين أكبر المحطات بإفريقيا، بطاقة معالجة، تقدر بحوالي 270 ألف م³ في اليوم.
وينقسم محيط السقي»ملاتة» إلى ثلاث طوابق:

الطابق السفلي (1637هكتار)، ويمول عن طريق خزان البرية (25000م³)، والطابق المتوسّط (2051 هكتار)، ويمول عن طريق خزان أهل الوهراني (16700م³)، والطابق العلوي 2597 هكتار، يمول عن طريق خزان الكحايلية (25600م³)، كما يمول جزء من الطابق المتوسّط.
 ويتكون من محطات ضخّ، خزانات، قنوات التحويل والتوزيع، فيما يبلغ طول قناة التحويل من محطك الضخ رقم 1 ومن محطة الضخ رقم 2 إلى الخزان الرئيسي للبرية 18 كلم، ويبلغ طول قناة التوزيع من الخزان الرئيسي للبرية إلى محطة الضخ للكحايلية 14كلم.

مصلحة الري الفلاحي: جهود مشتركة لتوسيع المساحة المسقية

القضية المطروحة، لا تتوقف على السلبيات، فرغم المشاكل، ارتفعت المساحة المسقية بمحيط السقي «ملاتة» من 2813 هكتار في سنة 2021 إلى 3076 هكتار في الفترة من 1 جانفي إلى 10 أكتوبر 2022، فيما ناهز حجم المياه الموزع 3.206.091 م³، استنادا لديوان السقي.
وكشفت مديرية الموارد المائية، باعتبارها رئيس لجنة السقي عن طريق المياه المعالجة، والمسؤول الأول على القطاع، أن هناك مساع جادة لتعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات المعنية لتحقيق الأهداف المتوخاة من مشروع استصلاح محيط سهل ملاتة.
وبخصوص طول مدة إصلاح الأعطال سواء المحسوبة على شركة «سيور» أو الديوان الوطني «أونيد»، أوضحت رئيسة مصلحة الرى الفلاحي، فاطمة الزهراء كيسي، أن «التأخر المسجل في تغيير القنوات، وخاصة من النوع المقواة بالألياف الزجاجية «بي.ار.في»، راجع إلى ندرة المنتوج بالسوق الوطنية، واقتصاره على مورد واحد، حسبما أكد الشريكان سيور وأونيد».
وكشفت كيسي عن مشاريع هامة في إطار التنمية الفلاحية، أهمها مشروع في طور الإنجاز بـ(296.392.800) دج لتحويل المياه المصفاة من محطة التصفية لعين الترك إلى محيطات العنصر وبوسفر لسقي 720 هكتار، بهدف بلوغ 1170 هكتار مساحة مسقية في آفاق 2023، وذلك باحتساب 450 هكتار (قيد الاستغلال) بمحيط السقي بوسفر.
والمتتبع لجملة المشاريع التى أطلقتها مختلف الجهات المسؤولة على قطاع الري ـ يؤكد بما لايدع مجالا للشكّ أن المساحة المسقية، ستعرف قفزة نوعية، بعد إتمام مشروع توسعة محيط عين الترك من 480 هكتار حاليا إلى زهاء 1200 هكتار في آفاق 2023 ودخول محيط سهل ملاتة حيز الاستغلال الكلي على مساحة تصل إلى أكثر من 6200 هكتار (مجهزة).
وبالإضافة إلى الأراضي المسقية بالمياه المعالجة التي تؤدي ثلاثة أدوار هامة: المحافظة على البيئة، السقي وتغذية المنتوج، لغناها بالأسمدة العضوية، خصّصت الدولة مبالغ مالية هامة للفلاحين في مجال حفر وتجهيز الآبار العميقة، وبما يسمى «الرشاشات» و»الأحواض المائية» و»السقي بالتقطير»، ناهيك عن مزايا قرض «الرفيق» في الحبوب وخارج الحبوب، وكذا قرض «التحدي» للحصول على قروض بدون فوائد لفائدة حاملي عقود الامتياز.
وضاعفت وهران من جهودها الرامية إلى تبسيط إجراءات منح رخص استغلال الآبار، حيث أمضى الوالي، زهاء 222 رخصة في سنة 2022 بالتنسيق مع مديريتي المصالح الفلاحية والموارد المائية، كما أمر بمنح آبار مغلقة، كانت موجهة للشرب، كمنح مؤقت للفلاحين ببلدية مسرغين، المعروفة بالحمضيات بمنتوج يصل سنويا إلى 50 ألف قنطار، وسط مساع لتوسيع المساحة إلى 1200 هكتار بمنتوج يقارب 100 ألف قنطار، حسبما أكده مدير المصالح الفلاحية.
وحسب الإحصائيات الصادرة عن نفس المديرية، فإن المساحة الإجمالية للزراعة بوهران، تقدر بحوالي 80 ألف هكتار، منها سوى 11200 هكتار (مسقية) إلى غاية 2022؛ مما يفرض الحاجة إلى توسيع المساحات المسقية وتحرير القطاع من الزراعات المطرية، لمواجهة الجفاف وآثار التقلبات المناخية الحادة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024