بين التاريخ والذاكـرة الجماعيـة..

الأمير عبد القادر في مرآة الفكر الأركوني

الأستاذ محمد سعيد بوسعدية / كـاتب وباحث حـر

عندما طرح عليّ الأستاذ عمر بوساحة موضوع الندوة الموسوم بـ»نقد الفكر الدوغمائي»، استحضرت مباشرة كتاب أركون المعنون: «تحرير الوعي الإسلامي، نحو الخروج من السياجات الدوغمائية المغلقة» بترجمة هاشم صالح، وهو في الأصل ترجمة للقسم الثاني من كتابه (ABC de L’Islam, pour sortir des clôtures dogmatiques).


من هذا الكتاب استقيت موضوع مداخلتي، حيث خصص أركون في الفصل الثاني المعنون: «إعادة التفكير مجددًا في المفاهيم الرئيسية الثلاثة: دين، دولة، دنيا»، عنوان فرعي موسوم: «الأمير عبد القادر الجزائري: صورة شخصية (بورتريه)» ص 107، تلتها فقرة تحليلية تحت عنوان «الأمير عبد القادر الجزائري وتقليد النموذج النبوي». ثم عاد أركون للحديث عن شخصية الأمير عبد القادر في كتابه الآخر المعنون: «نحو نقد العقل الإسلامي»، حيث أشار إليه في الفقرة الرابعة المعنونة بـ»الإسلام القرآني» من الفصل الرابع الموسوم «الإسلام: بلورة مفهوم ما، ما معنى كلمة إسلام عبر التاريخ منذ لحظة القرآن وحتى اليوم»، ص 261.
قد تتساءلون عن العلاقة بين عنوان الندوة الموسومة بـ»نقد الفكر الدوغمائي» وبين عنوان المداخلة حول شخصية الأمير عبد القادر كما حللها محمد أركون في كتابيه المشار إليهما سابقا، والجواب أنّ عنوان الندوة يلخص في الحقيقة المشروع الفكري لمحمد أركون؛ إذ أنّ «آلية النقد» تمثل المنهج الرئيس في فكره. فقد استعمل النقد التاريخي والنقد الأنتروبولوجي والنقد الألسني والنقد المعرفي-الفلسفي قصد تحليل الفكر الدوغمائي وتفكيكه وزحزحته، وهذا الأخير - أي الفكر الدوغمائي - لا يقتصر على التراث العربي-الإسلامي كما يظن أغلب جمهور المسلمين، بل إنّ الفكر الدوغمائي أو السياج الدوغمائي المغلق، يشمل كل مذاهب الأديان التوحيدية والوضعية، وكل المذاهب الفلسفية المغلقة، وكل المنظمات الدينية والسياسية والنقابية التي لا تقبل النقاش وترفض الآخر، وتعتبر دينها أو فكرها أو مذهبها هو الحقيقة المطلقة، وفي هذا الإطار، لم يتردد أركون في انتقاد العلمانوية باعتبارها مذهبا مؤدلجا مغلقا، لا يقبل النقاش حول الأديان على سبيل المثال.

شخصية الأمير عبد القادر في الفكر الأركوني

وانطلاقا من هذه الآليات النقدية، حاول أركون أيضا قراءة شخصية الأمير عبد القادر وفق المنهج التاريخي والأنتروبولوجي ليقدم لنا قراءة نقدية مغايرة لما اعتاد عليه الآخرون، غير أنّ هذه أنّ القراءة لا تعني أنها الحقيقة المطلقة، بل تبقى بدورها قابلة للنقد والمساءلة، حتى نتجنب الوقوع في سياج دوغمائي جديد.
في الحقيقة، يعود اهتمامي بشخصية الأمير عبد القادر إلى مشاركتي السنة الماضية في ندوة علمية بمدينة معسكر، نظمتها مديرية الثقافة للولاية بالتنسيق مع جمعية البيان، تحت عنوان: «الأمير عبد القادر ومشروع النهضة العربية»، وقد ركزت اهتمامي خلالها على الجانب التشريعي في دولة الأمير، نظرا لبحوثي في مجال التشريع الجزائري، وقد تضمنت الندوة عدة مداخلات لفتت انتباهي، منها مداخلتان أساسيتان: الأولى بعنوان: «الأمير عبد القادر والدولة الحديثة» للدكتور طيبي غماري، والثانية بعنوان «الرؤية النهضوية في مشروع الدولة والوطن» للبروفيسور بوغفالة ودان، وخلال النقاش، طرحت تساؤلات حول الخلفية الفكرية للأمير، من قبيل: هل كان على دراية باتفاقيات واستفاليا لسنة 1648 التي وضعت الإرهاصات الأولى للدولة الحديثة في أوروبا؟ وهل اطلع على كتابات فلاسفة العقد الاجتماعي مثل توماس هوبز وجون لوك وجان جاك روسو؟
بدأ الأمير جهاده في سنة 1832، وهو في الرابعة والعشرين من عمره، واستمر في مقاومته مدة خمسة عشر عاما إلى غاية 1847، حيث كان قد بلغ التاسعة والثلاثين، وتمثل هذه الفترة المجال الزمني الذي يمكن من خلاله دراسة تجربة «دولة الأمير» وخصائصها، وهنا يطرح السؤال المركزي: بأي مفهوم أسس الأمير دولته؟ هل وفق المفهوم الحداثي كما يذهب بعض الباحثين (للتذكير، الدولة الحديثة كيان سياسي-قانوني يقوم على إقليم محدد، وسلطة سيادية مركزية، وشعب خاضع لسلطاتها. وتتميز الدولة الحديثة عن الكيانات التقليدية بخصائص أساسية، أهمها: 1-السيادة، أي امتلاك السلطة العليا في الداخل والاستقلال في القرار الخارجي؛ 2-الشرعية القانونية، أي اعتماد القوانين والمؤسسات بدل الولاءات الشخصية أو الدينية فقط؛ 3-البيروقراطية، أي وجود جهاز إداري وتنظيمي مركزي يمكن من تسيير شؤون الدولة بانتظام؛ 4-الاحتكار المشروع للعنف كما فسره ماكس فيبر، ويعني امتلاك القوة المنظمة، الجيش والشرطة لضبط النظام؛ 5-المواطنة، أي تحديد علاقة الفرد بالدولة على أساس الحقوق والواجبات، وغالبا ما يتم تحديد ذلك في وثيقة دستورية يصادق عليها أغلبية الشعب)، أم في إطار المفهوم الخلدوني كما يرى آخرون (للتذكير: تقوم الدولة عند ابن خلدون على العصبية التي تمنحها القوة والسلطة، ولا تكتمل إلا إذا اقترنت بالدين الذي يمنحها الشرعية ويطيل عمرها)؟ ثم ما موقع مقاربة أركون لهذه الإشكالية؟ وهو ما يشكل محور هذه المداخلة.

إيلي خدوري وبورتريه الأمير

كما سبقت الإشارة، تناول أركون هذه المسألة في كتابه «تحرير الوعي الإسلامي: نحو الخروج من السياجات الدوغمائية المغلقة»، وقبل أن يقدم تحليلًا معمقًا لطبيعة الدولة التي سعى الأمير عبد القادر إلى بنائها، عرض أركون بورتريه لشخصية الأمير عبد القادر استقاه من الباحث إيلي خدوري الذي ساهم بدراسة ضمن كتاب جماعي بعنوان: «الإسلام بالأمس واليوم».
وقد حملت دراسة خدوري عنوان: الإسلام اليوم: مشاكل ومنظورات القرنيين التاسع عشر والعشرين. والجدير بالذكر أنّ هذا البورتريه مأخوذ من مقال لخدوري نشره بمجلة آفاق بعنوان الأمير عبد القادر، قدم فيه صورة شخصية تتسم بالواقعية من جهة، وبالتبجيل من جهة أخرى. وقد ورد فيه ما يلي:
«إنّ الإمام (أي الأمير عبد القادر) شخص لا يعبأ بهذا العالم كثيرا، بل وينسحب منه بقدر ما يستطيع أو بقدر ما تسمح له مشاغله ذلك.. إنه يحتقر الغنى والأغنياء، الثروة والأثرياء. وهو يعيش في بساطة لا متناهية واعتدال وزهد وقناعة وكفاف، أما لباسه فهو في غاية البساطة والتواضع، وهو يستيقظ في وسط الليل لكي يتهجد إلى الله ويتعبده ويطلب منه الرحمة لنفسه ولأنصاره، وسعادته الوحيدة هي أن يصلي ويتضرع إلى الله ويصوم لكي يغفر له الله ذنوبه. كل عدا ذلك تفاصيل بالنسبة إليه.
والإمام شخص لا يستطيع أحد على وجه الأرض رشوته أو إغراءه بالمال أو إفساده بالهبات. إنّه فوق ذلك كله. وهو لا يقتطع شيئا من الخزينة العامة لنفسه، وإنما يقدم للخزينة كل الهدايا الشخصية والهبات التي يتلقاها من هنا أو من هناك. وبالتالي، فأمواله للخزينة وليست أموال الخزينة له، وذلك لأنه يخدم الدولة لا نفسه. إنه خادم للمصلحة العامة لا الشخصية، وهو يطيع أوامر الدين في كل شيء، سواء في المأكل أو في المشرب أو في الملبس. وعندما يقضي بين الناس فإنّه يستمع إلى الشكاوى بكل صبر وأناة، وهو دائما ما يستقبل الناس بالابتسامة والترحيب من أجل تشجيعهم للاقتراب منه لا تنفيرهم للابتعاد عنه أو الخوف منه كما يفعل المسؤولون عادة.. والقرارات التي يصدرها متوافقة دائما مع وصايا الكتاب المقدس أي القرآن الكريم.. إنه يزدري الإنسان الذي لا يتصرف بنزاهة واستقامة، ولكنه يحترم ويكرم ذلك الذي يتقيد كليا بأوامر الدين وفرائضه وعباداته.
ومنذ طفولته الأولى، كان الإمام قد تعود على امتطاء الجياد الأكثر جموحا واندفاعا وقوة. وهو أبدا لا يتراجع أمام العدو، وإنما ينتظره بكل ثبات ورباطة جأش في أرض المعركة، وفي أثناء الانسحاب الإجباري، تجده يناضل كأي مجاهد بسيط جامعا رجاله بالصوت والمثال والقدوة، ومُشاطرًا إياهم كل المخاطر. إنّه معهم. إنه يتقدمهم ولا يتأخر عنهم لكي يحمي نفسه.. هكذا هو الإمام عبد القادر الجزائري. إنّه شجاع نزيه، وتقي ورع، وعندما يخطب في الناس فإنّ كلامه يملأ عيونهم بالدمع وبرفق القلوب الأكثر  قساوة، وكل من يسمعه لا يملك إلا أن يصبح مسلما حقيقيا.
إنّه يفسر للناس المقاطع الأكثر صعوبة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف دون الاستعانة بكتب العلماء ومراجعهم، فهو بعلمه الغزير ليس بحاجة إلى ذلك، والعرب الأكثر تبحرا في العلم والأكثر عظمة، يعترفون له بأنه أستاذهم ومعلمهم.. ليزد الله من عظمته الشخصية ألف مرة، ومن حكمته، وعلمه، وفهمه، وشرفه، ومجده، وفوزه، ونجاحه».
وفي المجلة العراقية «آفاق عربية»، يتناول خدوري شخصية الأمير لا بوصفه قائدا عسكريا فحسب، بل باعتباره نموذجا فكريا وسياسيا يعكس أزمة العالم الإسلامي في القرن 19 في مواجهة التوسع الأوروبي، فالأمير - حسب خدوري - جسّد محاولة لبناء دولة حديثة في الغرب الجزائري، حيث أنشأ مؤسسات إدارية ونُظُم مالية وعسكرية مكنته من الصمود لسنوات أمام التفوق الفرنسي، غير أنّ التجربة انتهت بهزيمته نتيجة اختلال موازين القوى العسكرية والسياسية.
كما يبرز خدوري الخلفية الصوفية للأمير، بوصفه منتميا للطريقة القادرية، وهو ما انعكس على فهمه للسلطة والدين، فقد جمع بين الشرعية الدينية المتمثلة في «الجهاد والإمامة» وبين أدوات الحكم الواقعية مثل الإدارة المركزية وتنظيم الجيش، وبهذا اعتبره خدوري من أوائل الذين حاولوا «إصلاح الفكر الإسلامي من الداخل»، قبل بروز حركة الإصلاح الحديثة مع جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، كما يشير خدوري إلى براعة الأمير في المفاوضات سواء مع جميع القوى الدولية والإقليمية، أو مع فرنسا خلال الهدنة، ما يدل على وعيه بأهمية السياسة إلى جانب القوة العسكرية.

المخيال النبوي ومحاكاة التجربة التأسيسية

بعد هذا التقديم لصورة الأمير عبد القادر، وعرض موقف خدوري، يحاول أركون تقديم تحليل تاريخي وأنثروبولوجي لظاهرة «الأمير».
ينطلق محمد أركون من أطروحة وتتمثل في أنّ القراءة التاريخية النقدية للتاريخ المعاصر للإسلام ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار الظاهرة الأساسية التالية: وهي أنّ معظم القادة المسلمين المعاصرين راحوا يقلدون شخصية النبي محمد (ص) ونموذج المدينة الذي دشنه قبل خمسة عشر قرنا، بل وراحوا ينخرطون في مزايدة محاكاتية على بعضهم البعض في عملية التقليد هذه، أي كل واحد منهم راح يحاكي شخصية النبي أكثر ويزايد على سواه لكي يبدو الأقرب إلى مثال النبي المؤسس.. إذن كل الحركات السياسية المتنافسة فيما بينها من أجل استيلاء على السلطة فعلت ذلك، والسبب هو أنّ صورة النبي مؤسس الدولة الإسلامية الأولى تعمر أذهان المسلمين.. إنها تشكل مخيالا جبارا يحرك الملايين، وهذه الظاهرة ليست خاصة بالمسلمين وإنما هي ظاهرة تمس كل الأديان، ويستشهد أركون بكتاب شهير لتوماس أكمبيس بعنوان: محاكاة يسوع المسيح، ظهر في القرن الخامس عشر.
يرى أركون أنّه في المجال الإسلامي، لدينا أمثلة عديدة في القرن التاسع عشر على مدى قوة المخيال الإسلامي ومدى تأثيره على الجماهير والقادة والسياسات المناهضة للاستعمار الأوروبي الغازي، وهي تثبت لنا أنّ هذه الحركات الإسلامية استخدمت المخيال الديني جيدا من أجل تعبئة الجماهير المسلمة وتجييشها لخوض الصراع ضد هذا الاستعمار بالذات.

تجربة المدينة المثلى

يبدع أركون مصطلح جديد فيما يخص تجربة المدينة، وهو «تجربة المدينة المثلى» وهي التي ستصبح فيما بعد نموذج المدينة الأمثل الذي ستحاول تقليده أجيال المسلمين منذ ذلك الوقت وحتى يومنا، هذا باعتبار أنه أفضل نموذج للحكم، فالفقهاء والمتكلمون - كما يرى أركون - هم من نصبوه فيما بعد كنموذج مثالي أعلى لا يمكن مضاهاته، ولكن الذي ينبغي على الحاكم المسلم تقليده قدر الإمكان.
يرى أركون أنّ هذه التجربة تحولت إلى نموذج مثالي أعلى في نظر جميع الأجيال اللاحقة من المسلمين، ويمكن القول بأنّ هذا النموذج المثالي الأعلى ناتج عن التصور الاسترجاعي لهذه التجربة الدينية السياسية والصراعية التاريخية من قبل المخيال الجماعي المشترك للأمة. ويقصد بالتصور الاسترجاعي هنا، أنّ المسلمين شكلوا هذه الصورة النموذجية المثالية بعد انتهائها بزمن طويل نسبيا، عندما ابتدأت عملية تدوين التراث.. لقد عادوا إلى الوراء بأنظارهم وشكلوا هذه الصورة الاسترجاعية النموذجية المثالية التقديسية وكتبوها ودونوها.
يرى أركون أن هذا المخيال الجماعي المشترك مغذى من قبل الحكايات الأسطورية التاريخية التي تسقط الحاضر على الزمكان التدشيني للتجربة النبوية، أي على الزمان والمكان في آن واحد. يقصد بذلك أنهم شكلوا عن فترة النبي صورة مثالية خيالية تبجيلية رائعة، ولكن متمحورة حول نواة تاريخية؛ لذلك يستخدم أركون مصطلح «الحكايات الأسطورية التاريخية». وكلمة أسطورة هنا غير مستخدمة بالمعنى السلبي على الإطلاق، وإنما بالمعنى الأنتروبولوجي، أي الخيالي والمجازي الجميل الذي يعمر أذهان البشر ويشكل مخيالهم الجماعي المليء بالصور المثالية الزاهية عن فترة النبوة.

الإسلام القرآني والطاقة الخلاقة الأولى

من جانب آخر، وفي شرحه للإسلام القرآني أو الكلام القرآني كما سماه أركون، يقول إنّ هذا الكلام كان يمتلك في بداياته الأولى طاقة إيجابية خلاقة قادرة على شحن الذات البشرية بالممكنات، وقد تجلّى ذلك في ديناميكية التوسعات الأولى وروح التفاؤل التي أطلقت الفتوحات، كما تجلّى أيضا في آفاق الأمل المفتوحة على مصراعيها بالإضافة إلى الحقيقة العقلانية الرصينة التي تجسدت في اللحظة الإنسانية الرائعة في الفترة 940-1050، وهي الفترة التي درسها أركون في أطروحاته المكرسة للنزعة العقلانية والإنسانية العربية التي ازدهرت في القرن الرابع الهجري على يد الكتاب والفلاسفة والشعراء من أمثال مسكويه والتوحيدي وكل جيليهما المبدع الخلاق.
الأمير عبد القادر والتجربة الروحية
وينبغي، إضافة إلى هذا، كل ذلك الغنى الخلاق للخيال المبدع المتجلي لدى كبار الشهود على المغامرة الروحية الكبرى، وهي التي عبّرت عنها أروع تعبير أدبيا وشعريا وفلسفيا شخصيات كبرى من أمثال الحلاج وابن سينا وابن عربي والملا صدرا الشيرازي والجزائري الكبير الأمير عبد القادر ضمن جو مرعب من الخطر والهيمنة الكولونيالية.. ينبغي العلم بأن أصالة الأمير عبد القادر أو ابتكاريته تكمن في الشيء التالي: إنه استطاع أن يجسد في مساره الروحي الشخصي عملية الإفصاح عمّا لا يتجرأ أحد على الإفصاح عنه أو لا يعرف كيف يفصح عنه، نقصد المكبوتات الناتجة عن الصراع مع المستعمر الغازي.
يضيف أركون ويقول: ما يلفت الانتباه هنا أن هذا الموقف الرائع لعبد القادر الجزائري لم يُفهم ولم يُستوعب من قبل الطرفين كليهما، بمعنى أنه لا المستعمِر ولا الجزائريون أيضا.. لم يحفل به أحد على الرغم من أنه موقف عظيم.
هنا كما ترون، يفرق أركون بين الأمير السياسي المقاوم والمجاهد للاستعمار الفرنسي والذي حاول محاكاة تجربة المدينة المثلى، والأمير الصوفي المفكر الفيلسوف المستلهم للإسلام القرآني، والذي صنفه ضمن الفكر الكلاسيكي الإسلامي كما وضحه في كتابه الفكر العربي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19887

العدد 19887

الأحد 28 سبتمبر 2025
العدد 19886

العدد 19886

السبت 27 سبتمبر 2025
العدد 19885

العدد 19885

الخميس 25 سبتمبر 2025
العدد 19884

العدد 19884

الأربعاء 24 سبتمبر 2025