71 سنة والجريمة بـلا متابعة قضائية

مجـازر 08 مــاي 1945 الحقيقـة الكاملـــة

الأستاذ / عبد القادر حمداوي باحث في الشؤون التاريخية

أبعـاد وخلفيـات السياسـة الإستعماريـة الفرنسيـة وتداعياتهــا على مسـار الحركـة الوطنيـة

لماذا كانت أكثر عنفا وقسوة في منطقة الشرق الجزائري، قالمة،سطيف وخراطة على وجه الخصوص؟ هل هي مؤامرة أم جريمة؟ أو تداعيات لها على الحركة الوطنية ومسار النضال السياسي الذي كان سيد الموقف بعد المقاومات الشعبية والمنظمة ضد المحتل الغاشم؟ أسئلة كثيرة تطرح والاجابة عنها في هذه الوقفة التي تصادف ذكرى 71 لمجازر الثامن ماي 1945.

كانت حادثة 08 ماي 1945، مؤامرة وجريمة فرنسية ضد الإنسانية،  بدأ القمع الشديد الذي عانه الشعب الجزائري، كانت مجزرة دبّرها الفرنسيون ضد الجزائريين الأبرياء، بينما كانوا يحتفلون بعيد انتصار الحلفاء الذين كان يرمز إلى انتصار الحرية والديمقراطية.
الجواب عن الاسئلة المطروحة،  مازال يكتنفه الغموض إلى حدّ ما رغم ما كتب عن هذا الموضوع من مقالات وفصول إضافية . بعض الكتاب يسمي ما وقع سنة 1945 حادثة والبعض يعتبره انتفاضة في حين يسميه البعض الآخر ثورة والواقع أنه لا هذا ولا ذاك، ولكنها مؤامرة دبرتها السلطات الاستعمارية بالتعاون مع المعمرين الحاقدين على الشعب الجزائري، الذي أصبح يرنو إلى الحرية والاستقلال.
ولكي نعرف أصول هذه المؤامرة وأسبابها الحقيقية يمكننا الرجوع إلى سنة 1943 عندما وجهت النخبة الجزائرية في شهر فبراير مذكرة إلى الجنرال ديغول وإلى الرئيس روزفلت والانجليزي تشرشل، وفي المذكرة التي عرفت باسم بيان الشعب الجزائري الذي تضمّن المناداة بإنشاء حكومة جزائرية منبثقة من الشعب وبدستور وببرلمان جزائريين وبتقرير المصير لكل الشعوب الصغيرة والكبيرة وبذلك أخذت الحركة الوطنية منعطفا جديدا في الطريق النضال الوطني.
وأصبح الشعب الجزائري يطالب بالحقوق السياسية الوطنية وصار الشباب الجزائري أكثر تفهما وإخلاصا مبادئ الوطنية ليس فقط من أجل المشاركة في الحياة السياسية مع المجموعة الفرنسية ولكن من أجل الاستقلال الوطني.
وهذا الاتجاه قد ظهر في البيان وسيعبر عن نفسه بوضوح أكثر في تصريحات حرب أحباب البيان والحرية الذي سيكون له دور هام في مظاهرات 08 ما ي1945 والذي تأسس يوم 14 مارس 1944، أي بعد صدور أمر اللجنة الفرنسية التي رفضت بعنف مطالب الشعب الجزائري ومطامحه في تقرير مصيره بنفسه والتي لم تترك للمسلمين المعتدلين في الحركة الوطنية مجالا آخر، سوى خوض الكفاح بجانب الجماهير الشعبية وكانت الظروف مناسبة على الصعيدين المحلي والخارجي وتسمح فعليا بإنشاء تجمع وطني كبير بعد تنازلات واتفاقات بين التيارات الوطنية الأساسية الثلاثة: حزب الشعب الجزائري والعلماء المنتخبين من أنصار عباس فرحات. وهكذا تأسست حركة أحباب البيان والحرية، فكانت عبارة عن جمعية مؤلفة من متحالفين أكثر منها حزبا سياسيا متماسكا الايديولوجية والعضوية.
كان السيد فرحات عباس هوكاتبها العام، وفي نفس الوقت المسؤول السياسي عن جريدة المساواة légalité  التي كانت تصدر بالفرنسية وتعبر عن مبادئ الحزب مبادئ الحزب الجديد. وقد تشجّع أعضاؤها بالوجود الأمريكي والانجليزي في الجزائر مستغلين الضعف الذي كانت فرنسا تعاني منه وتشجع الشعب الجزائري  للتضحيات وقد انضم في فترة قصيرة عدد كبير إلى حركة الأصدقاء، حيث بلغ عددهم خمسمائة ألف شخص وحوالي 165 فرعا في جميع أنحاء البلاد  وفي هذه الآونة تم عقد مؤتمر إقليمي لحركة احبابا البيان والحرية انعقد بقسنطينة في يوم 22 ماي 1944.
وقد رأى المؤتمرون بأن حرية التعبير الفكري قد اضطهدت خلال حكم نظام فيشي، فقد طلب المؤتمرون بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وطلبوا بإرجاع حق النقل وحية الدعوة إلى الشيخ البشير الابراهيمي رئيس جمعية العلماء، اعتبر المؤتمرون تعسف الشرطة ضده وحرية الفكر وممارسة العقائد الدينية الاسلامية ...........الخ
طالب المؤتمر بالنقاط التالية:
- حرية التفكير وحرية الرأي
- حرية الصحافة باللغتين (العربية والفرنسية)
- حرية الدين وتعليم الغة العربية
وفي شهر جانفي 1945 عقد الأصدقاء مؤتمرهم بالجزائر وقد أسفر عن المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة، العسكري في الجنوب وبجعل اللغة العربية لغة رسمية، وخلال شهر فيفري 1945 ألصق منشور على الجدران في مدن الجزائر وجاء فيه:
أيها الإخوة المسلمون أن حياة بلادكم في خط،  فالاستعمار قد خربها ماديا ومعنويا، فاللغة العربية مضطهدة منذ الاحتلال والسلام أصبح محل السخرية، وأن كرمتنا لا يضمن لها الاحترام إلا في إطار كيان الجزائر أمام الجنرال ‘’كاتروا’’ الذي كان حاكما عاما للجزائر أثناء صدور البيان ‘’اصدقاء البيان والحرية’’ فقد نادى بضرورة القضاء على هذه العاصفة يقصد بذلك الحركة الوطنية عموما والحركة الجديدة على وجه الخصوص.
وهكذا يلاحظ المرء أن الحركة الوطنية الجزائرية قد دخلت في مرحلة باتحادها في  جمعية جديدة لها برنامج موحد وأهداف مشتركة بعدما كانت قبل الحرب العالمية الثانية شعبا وأحزابا متفرقة وأكبر دليل على هذا الوفاق الوطني الجديد هو التحول الجذري في سياسة عباس الذي ولأول مرة قام بإنشاء حكومة جزائرية وبرلمان جزائري.
 ويلاحظ المرء أن عبارة الاستقلال تقرا في كل مواد القانون الأساسي أحباب البيان والحرية، حيث صرّحوا أن هذه الحركة ستكشف عن مناورات القوى الاقطاعيين المسلمين والفرنسيين، وكل من لديه مصلحة المناداة بالمساواة والحق في أفضل رقي الحياة الوطنية للشعب الجزائري وصفوة القول، إن حركة أصدقاء البيان والحرية قد جاءت كنتيجة للظروف الجدية التي طرأت على العالم بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة.
حادثة قصر الشلالة
في 18 أفريل 1945 ذهب والي الجزائر آنذاك “لوي بيري’’ إلى الشلالة لحضور ندوة الأعشاب وهي بمثابة الملتقى الذي يضم إطارات الحكومة في الهضاب وملاك المواشي ليتدارسوا مسألة تربية الأغنام والعشب وكيفية نقل الماشية من الهضاب إلى التل وتقرّر أن يلقي انصار مصالي الحاج خطبة في هذه الندوة وقد اختار من اتباعه كان من بينهم سعد دحلب الذي ألقى خطابا طالب فيه الاستقلال وهذا بعدما كان قد كلفه حزب الشعب الجزائري، وبينما كان الحاضرين يتكلمون عن الأغنام وتربيتها والأعشاب.
 وأثار هذا استغراب الحاضرين وقدم الرسالة إلى الوالي بيربي فأعطى الأمر للمخازينة فقبضت عليهم ووضعتهم في شاحنة “بلاتو’’، لكن الأهالي احتجوا على ذلك فعمت الفوضى هرب المحتجزون الساحة فوقعت مشادات عنيفة بين رجال الدرك والأهالي ففرّ الوالي في سيارته فأوقفته جماعة من الأهالي وفتشوها ظنا منهم المحتجزين موجودين بالسيارة  وما هي إلا ساعات قليلة حتى تفاجأ الجميع بنزول المضلين الفرنسيين وحاصروا المنطقة.
كانت العناصر الفارة قد وصلت إلى قرية قريبة من الشلالة وبعد يومين بدأت الحالة تشتد، خاصة ما بين 20، 22 أفريل، حيث ألقت القوات الاستعمارية القبض على مصالي الحاج الذي كان منفيا وحوّلوه إلى عين صالح ثم إلى برازافيل، ولما سمعوا أنصاره الأربعة سلّموا أنفسهم وأصبح عددهم 24 تابعين لحزب الشعب فنقل 15 منهم ؤلى سجن البليدة و09 إلى سجن الحراش.
في 08 ماي رحلوا إلى وهران ثم إلى بوسيف وتعدّ هذه الانتفاضة الأولى من نوعها في الناحية كلها قال المجاهد سعد دحلب: “أحداث 18 افريل هي التي أنجبت مظاهرات أول ماي و8 ماي 1945
في أول ماي من سنة 1945، بمناسبة عيد العمال وسقوط مدينة برلين في يدّ الحلفاء من جهة وأحداث 18 أفريل بقصر الشلالة من جهة أخرى، قررت اللجنة المديرة لحزب الشعب الجزائري بالعاصمة تنظيم تظاهرات ضخمة وطلبت القيادة المحلية لحركة أحباب البيان والحرية من الوالي الرخصة لتنظيم الاستعراض بمناسبة عيد العمال من باب الواد ليلتحق بموكب الكنفدرالية العامة للعمال والحزب الشيوعي بالبريد المركزي.
 وصل الموكب المتكون من 20 ألف شخص إلى شارع ‘’ايزلي’’ العربي بن مهيدي حاليا على الساعة الخامسة والنصف مساءا فوجدوا الجنود الفرنسيين في انتظارهم فأطلقوا النار على المتظاهرين فجرحوا محمد الحفاف الذي توفي فيما بعد متأثرا بجروحه كما سقط 3 من مناضلين حزب الشعب عبد القادر زبار، محمد لعميش واحمد بوغالم، كما توفي 7 آخرون في الأيام الموالية متأثرين بجروحهم وسرح حوالي 19 شخص خيم عليها الهلع والفوضى ولعم بوقوع حوادث عنيفة وأحيانا دموية ميزت مظاهرات الفاتح ماي التي انتظمت في وهران وبجاية وقالمة.
وقال سعد الله : “أصول هذه الحادثة تعود إلى  انشاء حركة أحباب البيان والحرية في 14 مارس 1944 ومن تلا ذلك من نشاط ودعاية ويقظة فقد أدى ذلك إلى اتصالات علنية وسرية بين قادة الحركة الوطنية وإلى تطوين جبهة متحدة لوصول الى تحقيق أهداف البيان المعلنة، وهذا النشاط غير المعتاد في نظر الفرنسيين قد أغضبهم وأثار مخاوفهم فحاولوا وقفه عن طريق اللجان التي تنظر في الإصلاح والوعود مواجهة في الحين لعدة أسباب منها:
- ضعفهم العسكري والسياسي في عين الجزائريين .
- انشغالهم بتحرير بلادهم ( فرنسا) من براثين الاأمان.
- عدم اطمئنانهم إلى رد فعل الحلفاء.
ولذلك كتم الفرنسيون أفواههم وظلوا يتحينون الفرصة بالحركة الوطنية الجزائرية الأخذ في التحدي والتصعيد.
أسباب المظاهرات
- نضج الحركة الوطنية خاصة أحباب البيان والحرية.
- تنامي الوعي لدى الشعب الجزائري.
- تذكير المجتمع الدولي بطروحاته السياسية ‘’ميثاق الاطلسي 41 وميثاق اللجامعة العربية 45 وميثاق الأمم المتحدة ‘’ التي تدعوا إلى حق تقرير المصير واحترام حقوق  الانسان
العوامل والحيثيات توحي بأن الاستعمار لها ضلع في تدبير الحوادث الدامية ليوم الثامن من ماي 1945.
وقد أوردها فرحات عباس ليثبت أن انصاره في حركة أحباب البيان والحرية لا علم لهم بذلك وليس لهم ضلع في الحوادث، وجاء في بعض النصوص والمقالات التي وردت في الجريدة الرسمية الفرنسية في العدديين 6 و7 الصادرتين يومي الاربعاء والخميس 11 و12 جويلية 1945 والتي تناولتها بعض الصحف اليومية مثل جريدة كومبا وجريدة ليبرتي وغيرها.
كان الانتقال الذي قمنا به دونما ريب ضربة قاضية لصداقة الشعب الجزائري والأمة الفرنسية أو بالأحرى على مصالح بلادنا في الجزائر هذا على أني لا أتكلم على بقية الحكام الجائرة لأن ذلك يستدعي وقتا طويلا.
وزع السلاح على جميع الأوروبيين بصورة خاصة منها الأسلحة الخفيفة إلى النساء، كن مسلحات وفي إحدى المدن وبينما كان طفل مسلم صغير لا يتجاوز العاشرة من عمره يمر في الحديقة العامة فإذا بضابط فرنسي برتبة نقيب ‘’كابتن’’ يطلق عليه النار فيرديه قتيلا.

أولا:  لم يكن لفرحات عباس وأنصاره داخل حركة أحباب البيان والحرية أي دور في أحداث 8 ماي 1945.
ثانيا : ذكر فرحات عباس نفسه أن السلطات الاستعمارية أعطت رخصة للقيام بمظاهرات سلمية لوضع إكليل الزهور على قبر الجندي المجهول وتساءلت لمن أعطيت هذه الرخصة، وقال إن النائب العام الذي أعطى الرخصة يجهل أو يتجاهل لمن أعطاها ولم يستطع الجواب على السؤال والذي طلب الرخصة شفويا وليس كتابيا وقال النائب العام أن الذي طلب من اتباع ومسؤولي حركة أحباب البيان والحرية أن كل هذه العوامل والحيثيات توحي بأن السلطات الاستعمارية لها ضلع في تدبير الحوادث الدامية ليوم 8 ماي 1945.
شارك سلاح الطيران في قصف (150) طائرة كقنبلة والذي دام 15 يوما وبلغ معدل الغارات 300 غارة وتمّ تدمير حوالي 45 قرية وبلغ مجموع عدد القتلى في هذا اليوم والأيام التالية من الجزائريين 45 ألف شخص، المدن والقرى والمداشر التي شهدت الانتفاضة سطيف، العلمة، خراطة، قالمة، قسنطينة، الخروب القل، سكيكدة، عنابة، سوق أهراس، أم لابواقي، خنشلة، باتنة، تبسة، بسكرة، بجاية  جيجيل، البويرة، تيزي وزو، بوسعادة، البرواقية، الجزائر العاصمة، البليدة، شرشال، مليانة، وهران، سعيدة، سيدي بلعباس، مستغانم، وتيارت.
 لماذا اختار المعمّرون مدينة سطيف بالذات لتكون مسرحا لتلك الحوادث التي عمت كامل مدن الشرق الجزائري، فأجاب بنفسه بالحرف الواحد فمن هذه المجازر الفت لجنة تحقيق أسندت رئاستها إلى الجنرال تويبر ولكن الجنرال دوفال الذي أشرف على تلك المجازر طلب من هذه اللجنة أن توقف تحقيقا قبل مضي 48 ساعة من تكوينها.
ذهب بعض الكتاب يلتمسون السبب في التدخل الأدبي فمنهم من اتهم الإيمان والعناصر الفاشيستية ومنهم من اتهم فكرة العروبة ارتكاب فرنسا للمجزرة رهيبة هي سياسة العنف والتشريد التي مارستها فرنسا الدعاية التي اطلقها الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية.
تصفية الاستعمار:
إذا كل شيء دبر للجريمة وذلك منذ 1944 بيد صاحب هذا القرار، [الجنرال كاترو]، وقد كتب القائد الفرنسي [دوفال] لناحية قسنطينة المسؤول المباشر عن المجازر إلى رؤسائه قائلا:
«لقد أمنت لكم السلم لمدة 10 سنوات. إعلان مبادئ الاطلسي في 14 أوت 1941 للمستعمرات وعودت ديغول ببرازافيل في جانفي 1944 وإعطاء الحكم الذاتي الاجتماع التأسيسي للجامعة العربية والاعداد لمؤتمر فرانسيسكو مهاجمة الجيش الجزائري الذي كان ضمن الفيف الرعبي في الجيش الألماني لقوات الحلفاء من الحدود التونسية سنة 1942.
رفض السلطات الفرنسية بيان الشعب الجزائري لسنة 1943 هـ مرسوم 07 مارس 1944 الذي أعلنه ديغول.
احداث الشلالة 18- 22 أفريل 1945 ونفي مصالي الحاد إلى برازافيل
نمو الوعي السياسي لدى الشعبي الجزائري وإدراكه حقيقة ما يقع داخل وخارج وطنه
أحداث 01 ماي 1945 بالجزائر العاصمة.
عدم التزام فرنسا بوعودها.
نتائج المظاهرات
لقد برهنت الانتفاضة على تلاحم الشعب وتعاونه لقد عمت الأحقاد والكراهية ضد الاستعمار المتنكر للوعود الاقناع بأن النضال السياسي والتفكير في الكفاح المسلح الانتفاضة كان لها طابع وطني عام كما كانت نواة لتعبئة ثورة انفجرت عام 1954
استشهد 45 ألف شهيد واعتقال 4560 وحكمت المحاكم العسكرية على 577 شخص بعد سماع الدعوى.
وأصدرت 1307 الحكام منها 99 بالإعدام و66 بالأشغال الشاقة مدى الحياة و329 بالأشغال المخففة والافراج على البقية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024