مديرة دار الثقافة بتيارت لـ «الشعب»:

ضرورة تفعيل وتطبيق القوانين الخاصّة بالتّراث

تيارت: ع ــ عمارة

 في إجابتها عن إشكالية «كيف يساهم التراث المادي واللامادي في تعزيز وإثراء الخزينة العمومية؟»، أوضحت مديرة دار الثقافة علي معاشي السيدة حبة رابعة العدوية في تصريح لـ «الشعب» قائلة «أن  التراث المادي واللامادي هو عصب الأمم وذاكرتها، وأنّه لم تبن حضارة من الحضارات بدون تراث، الذي يعد تعريفا شاملا لمكونات الأمة فهو علم الاجتماع والسياسة، وهو الرقي والاقتصاد وهو الذاكرة والتاريخ، والتراث هو كذلك العادات والتقاليد والأنثروبولوجيا وهو كل ما بناه وخطّطه وأنجزه الإنسان» .

وبما أن التراث اللامادي، تقول مديرة دار الثقافة: ‘’هو كل ما يتعلق بحياة الإنسان اليومية من أساطير وغناء وحكايات وقصص وفنون الطبخ والمسرح والفنون الإيقاعية واللباس واللهجات، والكثير مما يتعلق بحياة الإنسان منذ الازل، فإن قانون التراث ببلادنا جاء بـ 108 مادة وتسعة أبواب منها 67 مادة في التراث اللامادي، وهو دليل قاطع على الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة به».
ودائما في ردها على الإشكالية المطروحة، قالت ضيفتنا أن «التراث يساهم كثيرا في إثراء الخزينة العمومية، ولكن يجب تفعيل القوانين المسطرة والمصادق عليها في المواثيق، فمثلا عندنا بالجزائر نملك ثروة سياحية هائلة غير مستغلة، لا من طرف بعض المشرفين عليها أو من قبل الجمعيات والفاعلين في المجتمع المدني ولا من جانب المواطن الذي هو بحاجة إلى ثقافة سياحة وما تصنيف الآثار الكبرى من طرف اليونيسكو إلا دليل على ثراء بلادنا من هذا الجانب،
ودلائل مساهمة التراث في الاقتصاد والمداخيل هو أن بعض الدول لا تملك لا ثروة باطنية ولا مقومات تكنولوجية، لكن السياحة جعلتها في ريادة الدول التي تمتلك ثروة مادية معتبرة» .

«الاستثمار في السياحة التّراثية المحلية هي نقطة الانطلاق»

بل هناك، تضيف قائلة: «دول تمتلك تماثيل ومنتجعات طبيعية وآثار تاريخية وحتى مومياء محنّطة جعلت منها مداخيل قومية، ونحن نملك الجزائر التي بمجرد نطق اسمها يتبادر للسامع الحضارات المتعاقبة والمسارح والشخصيات، وبهذه المقومات الحضارية يمكن أن نحقق مداخيل هائلة، وجلب أكبر عدد من السياح، كما أن للسياحة المحلية دور فعال في تعزيز الخزينة العمومية، سواء من قبل السواح أو من خلال تفعيل يد عاملة محيلة مؤهلة، وهي كذلك تخلق ثروة من خلال تخفيف العبء على الخزينة العمومية».
ولا يكون ذلك حسب السيدة رابعة العدوية إلا «عن طريق الاستثمار في المجال السياحي وتحفيز المستثمرين الخواص والأجانب، وتحفيز السواح الجزائريين على التنزه داخل وطنهم والمساهمة في الدخل الوطني من خلال نشر ثقافة سياحية منظمة ومنظر لها، كما يجب على المشرفين على السياحة أن ينتهجوا سياسة الاستقطاب المعمول به دوليا من خلال توفير متطلبات السياح من خلال دراسة ومعمقة أو استفتاء يفضي إلى ما يحتاج إليه السائح وعدم التمييز بين السائح الوطني والخارجي».

«الإشهار حلقة أساسية في المجال السياحي»

«الإشهار حلقة أساسية في المجال السياحي»، تقول مديرة دار الثقافة علي معاشي، ويجب أن يكون له مختصين في الميدان وليس من خلال اللافتات والاستقطاب النظري لأن المواطن الجزائري اكتسب خبرة في مجال السياحة بسبب تجوله بين عدة دول ولا سيما دول الجوار، وبات يميز بين ما هو صالح له والعكس. كما يجب إسهام المؤسسة الأولى للسياحة والتراث، وهي الفضاء الجامعي وتكوين طلبة في الميدان وإبرام اتفاقيات مع معاهد دولية».
الحفريات الأثرية لها مدخول مادي معتبر ليس من حيث زيارتها فقط تضيف محدثتنا، ولكن «من حيث دراستها من طرف المهتمين بالتراث والبحث والدراسة». وقد كانت تجربة مؤخرا بمغارات وقبور الجدار بتيارت كيف عكفت مؤسسة من خبراء في الآثار على دراسة آثار لجدار التي يعود تاريخها إلى حقبة الرومان، وبالمناسبة تستدرك ضيفتنا يجب أن يساهم المواطن ماديا في زيارة الآثار التاريخية والأضرحة والمنتزهات، كما هو معمول به في جميع الدول.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024