فيما أكد واسيني على حرية الروائي في استنطاق التاريخ

كوستا غافراس: الجزائر فتحت لي الأبــواب عـــــلـى مصراعيهــا

قصر المعارض: أسامة إفراح

 على الرغم من ارتباط اسم المخرج كوستا غافراس بالسينما، إلا أنه عاد هذه المرة إلى الجزائر من بوابة الصالون الدولي للكتاب، ليقدم كتابه الجديد «اذهب حيث من المستحيل الذهاب»، الذي قدمه خلال لقاء أمس السبت، على أن يقوم بتوقيع الكتاب ظهر اليوم الأحد. قبل ذلك، التقى واسيني الأعرج جمهوره وتحدث مطولا عن الأمير عبد القادر والإبداع الذي يوظف المادة التاريخية.
وعاد كوستانتينوس «كوستا» غافراس إلى علاقته بالجزائر، التي فتحت له أبوابها لينجز فيلم «زاد» حينما لم يؤمن به أحد، ليكون الحصان الرابح ويحصد الأوسكار، وقال المخرج: «علاقتي مع الجزائر بدأت قبل 50 سنة، بفضل فيلم «زاد» ومنذ ذلك الحين لم تنقطع هذه العلاقة ويحدث أن أحضر إلى الجزائر في إطار مهرجان أ وللقاء الأصدقاء.. الجزائر صارت البلد الثالث بالنسبة لي وقد تلقيت كل التسهيلات منذ «زاد» الذي حاز على الأوسكار».
وأضاف غافراس أن العمل على هذا الفيلم كان في جوّ مفعم بالحيوية، عمل فيه التقنيون والممثلون الأجانب والجزائريون معا وبروح إيجابية. واعترف المخرج يوناني الأصل بأن هذا الفيلم والأوسكار الذي حصل عليه تحت العلم الجزائري قد فتح له عديد الأبواب وسهّل له العمل بأريحية أكبر في مجال الفن السابع.
كما تحدث غافراس عن علاقته برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي عرفه حينما كان وزيرا للخارجية، وتحدث عن مشاعر الصداقة والوفاء التي يكنّها له.
أما عن إصداره الجديد، يقول غافراس إنه حول قصة مهاجر يغادر بلاده ويسافر إلى فرنسا لأن الوسيلة الوحيدة لمواصلة دراسته هي الهجرة، ويصوّر الكتاب الصعوبات التي يمكن أن يقابلها هذا المهاجر، على الأخص في البداية.
واسيني: الروائي لديه مساحة أكبر من المؤرخ
قُبيل اللقاء مع كوستا غافراس، احتضنت قاعة سيلا لقاءً آخر مع الأديب الدكتور واسيني الأعرج، نشطه الدكتور والمترجم إبراهيم صحراوي. وتحدث واسيني بصراحته المعهودة عن الجزء الثاني من كتابه «الأمير»، الذي أسال حبرا كثيرا مؤخرا، مؤكدا بأن الجزء الأول من «الأمير» قد تطرق إلى سبعة عشر سنة قضاها في النضال والجهاد، ولكن واسيني أراد من الجزء الثاني شيئا آخر، ولم يكتف بصورة الأمير المقدسة التي يعرفها عامة الناس عنه، بل أراد التطرق إلى جانبه الإنساني.
واعتبر واسيني أن الجزء الثاني تضمن جزئيات من شأنها أن تكون إشكاليات قد تخلق جدلا، وكانت الجزئية الأولى هي كون الأمير قد نقل من سجنه الفرنسي إلى اسطنبول في فترة كانت الدولة العثمانية في تفكك وشيك. أما الجزئية الثانية فهي الصراعات الدينية التي تحولت إلى حروب في بلاد الشام، وقام الأمير بحماية المسيحيين وأنقذ 15 ألفا منهم، ليرسم إحدى صور المسلم المتسامح الحقيقي. الجزئية الثالثة هي علاقة الأمير بالماسونية، والتي نفاها واسيني كون المعطيات المتوفرة لم تثبت ذلك. فيما أكد في حديثه عن الجزئية الرابعة عن علاقة الأمير بالصوفية، خاصة وأن الأمير عبد القادر طلب في وصيته أن يدفن بجانب مقام معلمه الأكبر ابن عربي، وقام بتمويل طبع كتاب هذا الأخير.
وأكد واسيني على الفصل بين وظيفة المؤرخ التي هي إعادة كتابة التاريخ، وعلى دور الروائي الذي «يقوم بترميم الوثائق التاريخية، ويملأ الفراغات» بخياله الأدبي، خاصة وأن الروائي يتمتع بمساحة أكبر من المؤرخ.
وفي هذا الصدد سألنا واسيني عن الخط الرفيع بين كتاب التاريخ والرواية، وأن هذه الأخير يمكن لها أن تجعل من الخيال حقيقة في ذهن المتلقي، ويكون هذا التأثير أقوى إذا تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي. وسألنا واسيني إذا ما كان الحل ه وتحضير المتلقي وتكوينه وتثقيف لكي يفرق بين الخيال والحقيقة. ووافق واسيني هذا الطرح، ولكنه تساءل في نفس الوقت: «في انتظار تكوين المتلقي وتثقيفه، ما الذي سنقوم به في الوقت الحالي؟ هل سنكتب ونطلق العنان لخيالنا أم أننا سنبقى ننتظر؟ وطبعا مال واسيني إلى الكتابة والإبداع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024