الدكتور محمد بغداد من منتدى الكتاب بالمدية:

لا مناص عن تحقيق جودة المحتوى الثّقافي

فاطمة الوحش

صناعة المحتوى تعرف سيطرة الانطباعية وتنازلا عن المسـتوى الاحـــترافي

الأبعاد القيميـة لهـا أهميتهـا فـي الممارسة الاتصاليـة

 قدّم الدكتور محمد بغداد خلال نزوله ضيفا على منتدى الكتاب بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بولاية المدية، عرضا لكتابه الجديد «استراتيجيات الجودة في الإعلام الثقافي»، حصيلة الأبعاد التي يتجه نحوها تسويق القيم الثقافية عبر الموجة الاتصالية التي تستفيد من التكنولوجيات الحديثة.

اعتبر الدكتور محمد بغداد أنّ صناعة المحتوى في الإعلام الجزائري تعرف حالة سيطرة الموجة الانطباعية والتنازل المتدرج عن مستوى الاحترافية الإعلامية، مشيرا إلى أن إمكانية الانتباه إلى البعد الثقافي بإمكانه أن يسعف الأجيال الجديدة، ويمدها بالقدرة على التأثير في مستوى الاستهلاك الاتصالي المتصاعد.
وأكّد بغداد أن الممارسة الإعلامية الجزائرية بالرغم من كثافتها العددية واتساع الفضاء الافتراضي والإمكانيات التسويقية المتوفرة والمساحات الاستهلاكية الواسعة، إلا أن المستوى الاحترافي في المحتوى المنجز، وبالذات البعد الثقافي «يكاد يغيب عن المنتوج المتوفر حاليا».
وخلال استعراضه لبعض المحطات التاريخية من الممارسة الإعلامية الجزائرية، توقّف الدكتور بغداد عند أول نشاط ثقافي دولي احتضنته الجزائر سنة 1968 المتمثل في الاحتفاء بالذكرى المائوية لمسجد أبي مروان البوني بولاية عنابة، وهي التظاهرة التي تمكنت من استقطاب عدد كثير من الشخصيات العلمية والثقافية العالمية، رغما عن حداثة استقلال الجزائر وقلة الإمكانات وانعدام التجربة في تنظيم التظاهرات الدولية، لتقدم صورة استثنائية عن الجزائر.
وخلال حديثه عن التجارب التاريخية للمواعيد الثقافية الجزائرية، أشار الدكتور بغداد إلى أن الفرصة مناسبة اليوم والسانحة متوفرة للاتجاه نحو بناء الأوعية الفكرية التي يمكن أن تتزود بها الممارسة الإعلامية اليوم، خاصة من خلال الفضاءات التي توفرها التكنولوجيات الاتصالية الحديثة، عبر لفت انتباه الممارسين وصناع المحتوى الاتصالي وبالذات المؤسسات إلى ذلك المحتوى الذي يعمل على تجنب موجات الانطباعية والحالات المزاجية التي تتميز بها الممارسة الفردية لصناع المحتوى التي تهدف إلى تضخيم الفردية والحصول على النجومية العابرة.
ونبّه المحاضر إلى البعد القيمي في الممارسة الاتصالية التي يفترض أن تتبناه المؤسسات الإعلامية وتقوم على مبدأ استهداف القيم العليا للمجتمع، وذلك بالتركيز على محتوى التراكم والهوية التاريخية للمجموعة الوطنية، وهو الأمر الذي يفترض أن ينطلق من استراتيجيات ذكية ومستندة على المخزون التجربة التاريخية للمجموعة الوطنية، كون هذا المخزون هو القادر على تقديم الإجابة التاريخية للأسئلة التاريخية المحرجة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025