في أمسية جمعت أهل الفن الرابع

مسرحية « في انتظار المحاكمة» مرافعـة ضـد الفســاد

المسرح الوطني: جلال.ب

عرضت مساء السبت، مسرحية في «انتظار المحاكمة» ضمن منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته التاسعة، بركح محي الدين بشطارزي، للمخرج حميد قوري، واستقطبت جمهورا غفيرا غصت به قاعة العرض.
تدور أحداث المسرحية التي تمثل المسرح الجهوي لعنابة، حول العدالة والقضاء، حيث طرحت إشكالية المجتمع المتعطش للعدالة التي وصفها  كاتب النص «محمد بورحلة» بالمرأة العمياء، وبدت المسرحية في غاية التعقيد، وهو ما رصدته «الشعب» أثناء وبعد عرض المسرحية.
في انتظار محاكمة الوحش الذي يبرئ ذمتهم، تتواصل محاكمة شخوص المسرحية لبعضهم البعض، فالحكم على الغير مبرر وجودهم وفردوسهم، الآخر طريدة والحياة بالنسبة إليهم مجرد غاب، الصيد فيه يدوم طيلة العمر.  ومثلت العدالة امرأة ترقص فوق جسم معدني ، وهي حسب المخرج حميد قوري «امرأة عمياء» ما يعني استحالة تحقق العدالة في مجتمع ينتظر المحاكمة، ما يدفع الأبطال إلى التساؤل عن موعد المحاكمة في كل مرة، ويبدو وكأن الجميع يتصارعون من منطلق نظرتهم لبعضهم بعض، فيبحث كل واحد عن  «الوحش» الذي يجب أن يقدم للمحاكمة والذي تلتصق به كل التهم الممكنة وغير الممكنة، ويتفق المتصارعون على تعليق التهمة بأحدهم.
ولم يستطع الكثير من الجمهور فهم مؤدى المسرحية، وهو ما أعاده المخرج إلى خياره الذي «لم يمض في حكاية ومسار واحد» واختار التنقل عبر حالات تترجم رؤيته للبحث عن العدالة.
واعتقد كاتب النص «محمد بورحلة»  خلال ندوة النقاش أنه «ليس من الضروري في المسرح الحديث أن تكون هناك حكاية وحبكة»، ودافع عن خياراته وعن أداء الممثلين الذي «ارتقوا بالنص» حسبه.
ورصدت الشعب آراء بعض المختصين حول العرض،حيث يقول الدكتور حميد علاوي:
المسرح الرمزي لا يعرف مضمونه بسهولة، فالمحاكمة غير عادية لكنها تتطرق إلى جملة من القضايا، وقد لا تكون المحاكمة عادلة وفيما يخص تجسيد هذا النص إلى عرض فالمخرج له الحق في ذلك.
وقدّم حميد قوري عمل «في انتظار المحاكمة» المليء بالحركة والجنون ضمن أسلوب عبثي رمزي عسير على المتلقين، مركزا على الحوارات العبثية والساخرة وعلى رمزية عالية.   واعتمدت المسرحية سينوغرافيا غنية وعصية على الجمهور، على غرار آلة الغسيل الضخمة التي ترمز لاتساخ دواخل الإنسان والثياب الممزقة التي ترمز للدواخل الممزقة، مزج فيها السينوغرافي «يحي ين عمار» بين اللون الأسود والأبيض والألوان الداكنة، دلالة على وجود صراع قائم بين عدة أطراف، وعبّرت الموسيقى الهادئة التي وظفت توظيفا رمزيا، من خلال تتابع مشاهد المسرحية على ترابط النص مع الموسيقى.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024