شهدت فعاليات الملتقى الوطني الثاني حول “الملكية الفكرية وتحديات الرقمنة”، الذي نظّمته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ونزار عبد الكريم، سلسلة محاضرات قدّمها مختصون تناولت سبل حماية الملكية الفكرية وارتباطها بالتقنيات الحديثة.
أوضح مختار مزوار، مدير المكتبة الرئيسية، في كلمة له بالمناسبة أن جميع المحاضرات ركّزت على موضوع الملكية الفكرية والرقمنة، مبينا حرص المكتبة على التعامل مع الكتاب الرقمي عبر بحث آليات شرائه وتحديد رقم الجرد الخاص به، وكيفية إدراجه في السجلات المالية والمحاسبية. كما تطرّق إلى التحديات المتعلقة بالملكية الفكرية للكتاب الورقي، مستعرضا في ذات السياق بعض التطبيقات والأجهزة التي تعتمدها المكتبة في مشروعها الرقمي والشهادات المطلوبة عند إعداد دفتر الشروط.
من جهته، قال الأستاذ جلولي مختار من جامعة تيارت في مداخلته، إن منصات الذكاء الاصطناعي أصبحت تشكّل خطرا على الملكية الفكرية، مشيرا إلى التحديات والرهانات الكبرى التي تطرحها وعلى رأسها مسألة الخصوصية. وأضاف أن المؤلفين كتابا وشعراء ومبدعين عموما باتوا يخشون نشر إنتاجهم الثقافي سواء المكتوب أو السمعي أو السمعي البصري أو الإلكتروني على هذه المنصات، خوفا من السطو والهيمنة وسرقة حقوقهم الفكرية.
وشهد الملتقى تفاعلا لافتا من طرف الحضور الذي ضمّ باحثين وأكاديميين وطلبة ومهنيين في مجال النشر والمعلوماتية، حيث أثار النقاش المفتوح الذي أعقب المحاضرات عددا من الإشكالات العملية التي تواجه الفاعلين في الميدان، لاسيما ما يتعلق بإثبات حقوق المؤلف في البيئة الرقمية، وضمان احترام الحقوق المعنوية والمادية للمبدعين في ظل الانتشار الواسع للمحتوى المقرصن عبر الإنترنت. كما تمّ اقتراح جملة من التوصيات، منها ضرورة تحيين التشريعات الوطنية لتتلاءم مع التطورات التكنولوجية، وتعزيز الوعي القانوني لدى المؤلفين حول سبل حماية أعمالهم، إلى جانب دعوة المؤسسات المعنية إلى وضع آليات تقنية فعالة للتصدي للقرصنة الرقمية.