الشّاعر والأديب محمد قمومية لـ “الشعب”:

لا بديـل عـن التّأسيـس لمنظومة نقدية محكمـة

محمد أمين سعيدي

يرى الشّاعر مجمد قمومية أنّ النقد السينمائي هو عملية تحليل وتقييم للأفلام من جوانب متعددة تشمل الإخراج، التمثيل، السيناريو، التصوير، الموسيقى، وغيرها..ويهدف إلى فهم أعمق للعمل السينمائي وتقديم رأي موضوعي أو ذاتي يُسهم في توجيه المشاهد وصناعة السينما.

 وأبرز الشاعر قمومية في حديث لـ “الشعب”، أنّ عناصر النقد السينمائي هي مجموعة من المحاور التي يعتمد عليها الناقد لتحليل وتقييم الفيلم بشكل شامل ومتوازن، سواء من الناحية الفنية، التقنية أو الفكرية، مشيرا أيضا إلى أنّ النقد السينمائي يعتمد كذلك على السيناريو والحبكة لمنطق تسلسل الأحداث داخل مشاهد الفيلم ثم الإخراج، والتركيز على الرؤية الفنية للمخرج وكيفية تجسيد النص على الشاشة، ثم التمثيل من حيث أداء الممثلين، تعبيراتهم وما مدى مصداقيتهم في أداء الأدوار.
ويندرج النقد السينمائي يضيف الأديب محمد قمومية أيضأ، من خلال متابعة التصوير السينمائي، كيفية استخدام الكاميرا، زوايا التصوير، الإضاءة والألوان، دون نسيان الصوت والموسيقى، ثم الوصول إلى الإنتاج والمونتاج الذي يؤكد جودة الفيلم، إلى جانب التقطيع الزمني وتسلسل المشاهد التي تجعل المشاهد يتابع الفيلم بشغف.
قمومية يرى أن النقد السينمائي في الجزائر يسير بخطوات ثابتة في ظل دعم الدولة، حيث يشهد المجال الثقافي في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا يقول المتحدث “خاصة مع التزامات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ببعث الثقافة ودعم الفنون بمختلف أشكالها”، مضيفا “من بين المجالات التي بدأت تثير النقاش، يبرز النقد السينمائي كأداة مهمة لتقييم وتوجيه الإنتاج السينمائي في البلاد، رغم أنه لا يزال محدودًا من حيث الانتشار والتأثير وقلة الانتاج السينمائي، مقارنة بسنوات مضت أين عرفت سنوات السبعينيات وبداية الثمانينيات انتاجا سينمائيا ثريا”، كما أشار إلى أن هناك جهودًا واضحة من بعض النقاد الجزائريين، على غرار أحمد بجاوي وعبد الكريم قادري، وغيرهم..يساهمون بكتاباتهم ومداخلاتهم في تحليل الأفلام وتقديم آراء بناءة حولها.
ويرى المتحدث أنّ النقد السينمائي في الوقت الراهن يواجه عدة صعوبات، من بينها قلة المجلات والبرامج المتخصصة في السينما، نقص التكوين الأكاديمي للنقاد، غياب فضاءات حقيقية للنقاش والتحليل، ومع ذلك، يقول “فإن ما يدعو للتفاؤل هو ما تعلنه السلطات العليا في البلاد من دعم للفن والثقافة، حيث أكّد رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة على ضرورة مرافقة الفنانين والمبدعين ودعمهم وفتح كل الفضاءات لهم، وكذا تشجيع السينما الوطنية، وتوفير بيئة تساعد على الإبداع والنقد الحر والمسؤول”.
وأكّد قمومية على أهمية بناء نقد سينمائي جاد لتطوير الصناعة السينمائية وتحسين ذوق الجمهور، وتشجيع الأعمال الجيدة وتسليط الضوء على القضايا المجتمعية، إضافة إلى إعطاء الفيلم بعدًا ثقافيًا وفكريًا أكبر، مضيفا أنه في ظل التغيرات التي تعرفها الجزائر، هناك فرصة حقيقية لإعطاء النقد السينمائي المكانة التي يستحقها، من خلال التعاون المتبادل بين الدولة والمبدعين والمجتمع المدني، لبناء مشهد ثقافي متوازن يعكس هوية الجزائر ويواكب تطورات العصر.
قمومية اعتبر النقد السينمائي في الجزائر لا يزال في طور التكوين والتجريب، ويحتاج إلى دعم المؤسسات الثقافية، إنشاء مجلات متخصصة في السينما، إدراج النقد السينمائي ضمن المناهج الأكاديمية، وربط النقاد بالمهرجانات الوطنية والدولية لتبادل الخبرات وتسهيل المشاركة بها والاستفادة منها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025
العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025
العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025
العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025