النّاقد السّينمائي محمد عبيدو لـ “الشعب”:

الكتابـات النّقدية مرتبطة بأسئلة الواقع

فاطمة الوحش

 أكّد الناقد السينمائي محمد عبيدو أنّ النقد السينمائي يُعدّ ضلعا أساسيا في صناعة سينمائية قوية ومستدامة، إلى جانب الإنتاج والتوزيع ودور العرض. وأوضح في تصريحه لـ “الشعب” أن النقد لا يقتصر على كونه حلقة وصل بين الفيلم والجمهور، بل يتجاوز ذلك ليكون تحليلا معمقا لبنية الفيلم من حيث الصورة والصوت والحركة، ومحاولة لإيصال ما أراد الفيلم قوله من خلال رموزه ودلالاته التي قد تغيب عن المشاهد العادي.

 أشار محمد عبيدو إلى أنّ النقد السينمائي، في جوهره، هو رؤية موازية لما يعيشه المجتمع، ولا يمكن فصل الكتابات النقدية الجادة عن الالتزام بأسئلة الواقع وسبل تغييره وتطويره. ولفت إلى أنّ حضور النقد يمثل حوارا معرفيا وجماليا يُسهم في تطوير الحساسية الفنية لدى المتلقي، ويُضيء جوانب الإبداع السينمائي، كما يساهم في مناقشة الإشكالات الثقافية والسياسية الراهنة.
وفي سياق حديثه عن الواقع الجزائري، أوضح عبيدو أنّ الحديث عن ممارسة نقدية حقيقية يقتضي أولا وجود سينما حقيقية وطقس سينمائي فعلي في البلاد، وهو ما لا يتوفر بشكل كاف حاليا. وأضاف أن غياب الصفحات السينمائية المتخصصة في الصحافة المكتوبة، وبرامج النقد السينمائي في القنوات التلفزيونية، يعكس تراجع مكانة السينما في أولويات القائمين على القطاع الإعلامي والثقافي، حيث تحوّل معظم المحتوى السينمائي إلى مواد فنية عامة أو منوعات تفتقر إلى العمق النقدي.
كما لفت المتحدث، إلى أنّ دخول العصر الرقمي غيّر من أنماط الإنتاج والتحليل السينمائي، مشيرًا إلى أن وفرة الكتابات الإلكترونية لا تعني بالضرورة وجود نقد حقيقي، إذ تفتقد الكثير منها الحساسية النقدية والمعرفة السينمائية المتخصصة.
وفي حديثه عن تاريخ النقد السينمائي في الجزائر، أشار محمد عبيدو، إلى أنّ فترة السبعينيات شكّلت العصر الذهبي للسينما الجزائرية، لا من حيث جودة الإنتاج فقط، بل من حيث الحيوية النقدية التي رافقتها، سواء عبر المجلات المتخصصة مثل “الشاشتان”، أو من خلال النشاطات التي احتضنتها قاعات متحف السينما الجزائري، والتي لعبت دورًا مهمًا في تأطير الحوار السينمائي وتغذية الذوق العام.
وأكّد عبيدو في ختام حديثه، أنّ استعادة حضور النقد السينمائي أمر ضروري في هذه المرحلة، لافتًا إلى الجهود التي يبذلها المركز الجزائري للسينما من خلال إصدار مجلة “سينماتك”، والتي تهدف إلى إحياء الحس النقدي، ومواكبة الإصلاحات الحكومية، وفتح المجال للأقلام النقدية الجديدة إلى جانب النقاد المخضرمين، في سبيل مرافقة مسار النهوض بالصناعة السينمائية الوطنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025
العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025
العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025
العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025