أشرف على افتتاح “أيام الفيلم الثوري”..وزير الثقافة

السينما التاريخية جسـر يربط الحاضـر بالماضـي

أمينة جابالله

السينمــا الثوريــة لعبــت دورا محوريـا في التعريـف بالقضيـة الجزائريـة

شهدت السينماتك بالجزائر العاصمة، نهاية الأسبوع، افتتاح فعاليات “أيام الفيلم الثوري”، تحت إشراف وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، في إطار إحياء اليوم الوطني للمجاهد المخلد للذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام، حيث جرى الافتتاح في أجواء مفعمة بالرمزية التاريخية واستحضار بطولات الثورة التحريرية المجيدة.

أكد وزير الثقافة والفنون زهير بللو، في كلمة مقتضبة ألقاها بالمناسبة، أن تنظيم “أيام الفيلم الثوري” يندرج في إطار العرفان لرجالات الثورة التحريرية الذين صنعوا مجد الجزائر، مشددًا على أن السينما التاريخية تشكل جسرًا متينًا بين الماضي والحاضر، ووسيلة فعالة لترسيخ القيم الوطنية في وجدان الشباب. كما دعا إلى ضرورة تشجيع الإنتاجات السينمائية التي تتناول الذاكرة الوطنية وتعيد الاعتبار لأبطالها عبر الشاشة الكبيرة.
استُهل البرنامج بندوة فكرية موسّعة بعنوان “السينما الثورية والذاكرة الوطنية”، نشّطها كل من الأساتذة والباحثين: جمال يحياوي، أحسن ثليلاني، هاجر سباطة ووليد بوشباح، وقد تطرّق المتدخلون إلى جملة من المحاور، أبرزها الدور الريادي الذي لعبته السينما الثورية في التعريف بالقضية الجزائرية أثناء الثورة، وكيف ساهمت في إيصال صوت الشعب إلى العالم. كما ناقشوا التحديات الراهنة التي تواجه السينما التاريخية في الجزائر، من حيث كتابة السيناريو، التمويل، والتوزيع، مؤكدين على أهمية الاستثمار في هذا النوع الفني لما يحمله من قيمة تعليمية وثقافية للأجيال الصاعدة.
ولم يَغفل النقاشُ الحديثَ عن ضرورة إدماج التكنولوجيا الحديثة في صناعة الفيلم الثوري، بما يعزز جاذبيته ويجعله أكثر قدرة على الوصول إلى الجمهور الوطني والدولي على حد سواء. وقد لاقت المداخلات تفاعلاً ملحوظًا من الحضور الذي ثمّن مثل هذه المبادرات الثقافية.
وعقب الندوة، تم عرض فيلم “زيغود يوسف” للمخرج مؤنس خمار، الذي استحضر عبر مشاهده مسيرة أحد أبرز قادة الثورة التحريرية، مبرزًا تضحياته وإسهاماته في معركة التحرير الوطني، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفوس المتفرجين.
وعرفت فعاليات أيام الفيلم الثوري من 20 إلى 22 أوت الجاري، تقديم عروض متنوعة للأفلام الثورية في مختلف قاعات السينما عبر التراب الوطني، بما يعكس حرص وزارة الثقافة والفنون على صون الذاكرة الوطنية عبر الفن السابع، وتعزيز الحضور الثقافي للأعمال التاريخية في المشهد الفني الجزائري.
ويذكر أنه خلال فعاليات “أيام الفيلم الثوري”، فُتح باب النقاش أمام الجمهور الذي عبّر عن اهتمامه بضرورة دعم السينما الثورية، خاصة من طرف الشباب، باعتبارهم حلقة الوصل في نقل قيم الثورة ومبادئها للأجيال القادمة. وقد شكّل هذا التفاعل دافعًا إضافيًا للمشاركين على مواصلة التفكير في سبل تطوير السينما التاريخية لتبقى حاضرة بقوة في المشهد الثقافي الوطني والدولي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025
العدد 19854

العدد 19854

الأربعاء 20 أوث 2025
العدد 19853

العدد 19853

الثلاثاء 19 أوث 2025
العدد 19852

العدد 19852

الإثنين 18 أوث 2025