بين دفتي كتاب ورسمة على وجه صغير، وبين ورشة تفاعلية وحكاية تروى بصوت الحكواتي، تنبض سكيكدة مجددا بروح الطفولة والإبداع، إنها الطبعة الثالثة عشرة من «القراءة في احتفال»، حيث يتحول الكتاب إلى صديق، والمكتبة إلى فضاء للّعب والتعلم والقراءة، وإلى عيد يتجدد كل عام.
جدّدت ولاية سكيكدة العهد مع شغف الكتاب والأنشطة التربوية، من خلال فعاليات الطبعة الـ13 من التظاهرة الثقافية الوطنية «القراءة في احتفال»، التي نظمت تحت شعار «لِمّة أمان»، على مستوى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بمدينة سكيكدة.
وتميزت هذه النسخة ببرنامج ثري ومتنوع استهدف الأطفال والشباب، حيث جمع بين المعارض، الورشات التفاعلية، الأنشطة الترفيهية، والعروض الفنية، في محاولة لترسيخ حب القراءة كجسر للمعرفة والإبداع.
تضمن برنامج المهرجان معرضاً للكتاب، إلى جانب فضاءات مفتوحة للإبداع، مثل ورشات الخط العربي، الرسم والتلوين، الشريط المرسوم، الأشغال اليدوية، والتشكيل بالعجين، واستقطبت ورشة الذكاء الاصطناعي والألعاب الفكرية، بما فيها «السوروبان» والروبوتيك، اهتمام فئة واسعة من الأطفال المهتمين بالتقنيات الحديثة.أما الورشات القرائية فأخذت بعدا مميزا من خلال أنشطة «القراءة التفاعلية»، «الحكواتي»، «القراءة السريعة»، والتعبير الشفهي، إلى جانب ورشة إذاعة المهرجان، ورشة الحقيبة الأثرية، وورشة السلامة المرورية، في مزج بين التثقيف والتسلية.وقد كان لمسرح الطفل نصيب وافر خلال هذه التظاهرة، عبر عروض مسرحية موجهة للترفيه والتحسيس، وذلك بمكتبة المطالعة العمومية، مع إشراك المكتبة المتنقلة في تقريب الكتاب من مختلف المناطق، كما فتح المهرجان المجال لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال أنشطة تربوية وفنية تراعي خصوصياتهم.القائمون على التظاهرة أكدوا أن الهدف الأساس يتمثل في جعل القراءة عادة يومية لدى الناشئة، باعتبارها أداة للتفتح الذهني وبناء شخصية متوازنة، ويسعى المهرجان إلى تنشيط المشهد الثقافي المحلي، وإبراز دور الكتاب كرافعة لمجتمع مثقف وواع قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
وبين بهجة الأطفال في الورشات، وحماس المشاركين في المسابقات، يظل مهرجان «القراءة في احتفال» موعدا سنويا تتجدد فيه اللقاءات مع عوالم الإبداع والمعرفة، ليكرس سكيكدة كوجهة ثقافية بامتياز.
