احتضنت دار الثقافة «علي زعموم» بولاية البويرة فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية غرداية، وسط أجواء مميزة غلبت عليها الألوان الغرداوية الأصيلة، وحضور جماهيري واسع من عشاق التراث والفنون الشعبية.
جاء الأسبوع الثقافي، المنظم تحت رعاية وزير الثقافة والفنون زهير بللو، ومحافظة المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لولاية غرداية، وأشرف على افتتاحه مدير الثقافة لولاية البويرة إبراهيم بن عبد الرحمن، جاء ليشكل جسراً للتقارب الفني والثقافي بين البويرة ووادي ميزاب، وتميزت أروقة دار الثقافة بمعارض متنوعة عكست غنى الصناعات التقليدية وفن العمارة الغرداوي العريق، بما يحمله من رموز حضارية متجذرة في الذاكرة. كما أطلت الفرق الفلكلورية على جمهور البويرة، وذلك من خلال عروضها الشعبية وإيقاعاتها المميزة، وتم تنظيم بالمناسبة أمسيات شعرية ولقاءات فكرية تحتفي بالكلمة والإبداع، توزعت عبر عدة فضاءات ثقافية منها المكتبة الرئيسية «المجاهد رابح سعيداني» وفروعها بالبلديات.
وفي سياق متصل، حرص المنظمون على إشراك الأطفال من خلال أنشطة تفاعلية تربطهم بالتراث وتغرس فيهم حب الهوية الثقافية، إلى جانب سهرات موسيقية وفنية أضفت على فضاءات البويرة نفحات غرداوية أصيلة. كما تسنى للوفد الغرداوي القيام بجولة سياحية إلى منطقة تيكجدة، جوهرة جبال جرجرة، لاكتشاف ما تزخر به من طبيعة خلابة ومناظر آسرة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الوفد الثقافي الغرداوي أحمد حجاج أن هذه التظاهرة، تمثل محطة هامة للتعريف بأصالة وتنوع الثقافة الغرداوية، مبرزاً ما تحمله من قيم حضارية وجمالية تسهم في إبراز الهوية الوطنية في بعدها التعددي. وأضاف أن هذا التبادل الثقافي بين ولايتي البويرة وغرداية يترجم حرص وزارة الثقافة والفنون على مد جسور التعارف بين أبناء الوطن الواحد، وصون الذاكرة الجماعية، وترسيخ قيم الوحدة الوطنية.
وبذلك، شكّل الأسبوع الثقافي لولاية غرداية بالبويرة فسيفساء فنية وتراثية عكست ثراء الموروث الجزائري، وأبرزت التلاقي الخلاق بين مختلف روافد الثقافة الوطنية.