أشرفت مديرة الثقافة والفنون بمعية كل من مدير المجاهدين ومدير دار الثقافة والفنون والأمين العام الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، على إعطاء إشارة الانطلاق من مقر دار الثقافة والفنون لتصوير الفيلم الوثائقي «منفى الأناضول» الذي ستنتجه مؤسسة pixel sound production and communicationتأتي المبادرة ـ بحسب مديرية الثقافة ـ في إطار التراخيص السينمائية الممنوحة من طرف وزارة الثقافة والفنون للمتعاملين في مجال السمعي البصري، من أجل إنتاج أعمال تخلد محطات من الذاكرة الوطنية.
الشريط الوثائقي يستعرض ويتتبع أبعاد ومسارات فئة من المهاجرين من أبناء ولاية المدية وغيرها من مختلف مناطق الوطن، من الذين هاجروا إلى بلاد المشرق ومن ثم إلى اسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية في تلك الفترة واستقروا بها بعد أن سيطرت قوات العدو الفرنسي على مناطق شاسعة من الجزائر، بداية من النصف الثاني للقرن 19م.العمل يعتبر بحث وتنقيب في الذاكرة التاريخية والاجتماعية لهذه الأمة، حيث يسلط الضوء على محطات مخفية من التاريخ النضالي والمقاومة الشعبية لأبناء هذا الوطن، حيث كانت الهجرة الطوعية بعد استنفاد كل وسائل المقاومة، كما تعتبر أيضا شكلا من أشكال المقاومة ورفض الاستعمار، لاسيما في المناطق التي شهدت مقاومات عنيفة ضد الغزو الفرنسي.
تجدر الإشارة أن مديرية الثقافة والفنون قدمت كل التسهيلات اللازمة من أجل إنجاح هذا العمل التاريخي الهام، سواء بالموافقة أو من خلال تسخير مختلف الفضاءات الثقافية التي ستكون بلاطوهات لتصوير خلفيات هذا العمل الفني، على غرار دار الثقافة والفنون، المتحف الوطني العمومي للفنون والتقاليد الشعبية، المتحف الجهوي للمجاهد ومنزل تقليدي لأحد المواطنين ببلدية وزرة.