يرى مدير دار الصناعة التقليدية بالجلفة، الربيع حمريط، أن المهرجانات الفنية لم تعد مجرد مناسبات ثقافية، بل أصبحت أداة استراتيجية لتحريك الاقتصاد المحلي. وأوضح أن فعاليات مثل الصالون الدولي للصناعات التقليدية، الذي يشارك فيه أكثر من 400 حرفي وطني وأجنبي، تجذب آلاف الزوار سنويا، وتفتح أبواب التعاون والتسويق محليا ودوليا.
قال حمريط لـ«الشعب” إن المهرجانات “توفر منصة مثالية لعرض المنتجات الفنية وبيعها مباشرة للجمهور، ما يعزز الدخل ويحفز الإبداع”. وأضاف أن هذه التظاهرات “تمنح العديد من المبدعين فرصة توسيع أعمالهم وربما الوصول إلى أسواق دولية، من خلال التواصل مع موزعين محتملين، خصوصا عند المشاركة في مهرجانات وطنية ودولية تضمّ فنانين وحرفيين من مختلف أنحاء العالم”. واستشهد بالصالون الدولي للصناعات التقليدية ووصفه بأنه “نموذج ناجح لتحويل المهرجانات إلى منصات للتبادل التجاري والثقافي”.
وأشار حمريط إلى أن “تحويل المهرجانات إلى أدوات اقتصادية يتطلّب استراتيجيات متكاملة، تبدأ بعرض وبيع المنتجات مباشرة أمام الزبائن، ما يزيد من فرص البيع والدخل، ويسهل الربط مع الأسواق والمستثمرين”. وأكد أن المهرجانات “تفتح أبواب التعاون بين المبدعين والموزعين المحليين والدوليين، وتساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي عبر جذب جمهور واسع يزيد الطلب على الفنادق والمطاعم والخدمات المختلفة، لتصبح الفعالية حدثا محفزا اقتصاديا شاملا”. كما أوضح المتحدث أن هذه التظاهرات “تعزز التسويق عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يضمن استمرار الاهتمام بالمنتجات بعد انتهاء الفعاليات، كما تلعب دورا مهما في استقطاب الجمهور والسياح، وترفع الطلب على المنتجات المحلية وتنشط قطاعات اقتصادية موازية”.
وأضاف أن “التسويق الإلكتروني أصبح منافسا للتظاهرات التقليدية بعد جائحة كورونا، إذ يفضل الزبائن اليوم وصول المنتجات إلى منازلهم”. كما أشار حمريط أيضا إلى أن “ضعف الترويج الإعلامي وصعوبة مشاركة الحرفيين الصغار ما تزال تمثل عقبة أمام تحقيق استفادة اقتصادية متكاملة، حيث تميل الصالونات الكبرى إلى احتكار المؤسسات القوية والحرفيين ذوي القدرة الاقتصادية العالية”.
وأكّد مدير دار الصناعة التقليدية أن المهرجانات الفنية تشكّل فضاءً حيوياً واستراتيجياً لا غنى عنه لتطوير الصناعات الإبداعية ودعم الاقتصاد المحلي، باعتبارها منصات حقيقية لعرض المنتوجات الحرفية والفنية والتعريف بها على نطاق واسع. وأضاف أن هذه التظاهرات تسهم في إبراز مهارات الحرفيين وتشجيع روح المبادرة لديهم، فضلاً عن دورها في خلق حركية اقتصادية وسياحية تُنعش مختلف القطاعات المرتبطة بالصناعة التقليدية والفنون.
ودعا المتحدث إلى ضرورة تعزيز الترويج الإعلامي للمهرجانات عبر مختلف الوسائط، لتمكين الجمهور من التعرّف على ثراء المنتوج المحلي وخصوصيته، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية توسيع المشاركة لتشمل جميع الحرفيين والمبدعين من مختلف ولايات الوطن، بما يضمن استفادة أكبر من الناحيتين الاقتصادية والثقافية. كما شدّد على أن تشبيك الجهود بين الحرفيين، والمؤسسات الثقافية، ووسائل الإعلام، من شأنه أن يجعل من المهرجانات رافعة حقيقية لتنمية الاقتصاد الإبداعي وترسيخ ثقافة العمل الحرفي كجزء من الهوية الوطنية.