افتتح بالجزائر العاصمة معرض للفنان التشكيلي عدلان جفال بعنوان “تجوال” يقدم فيه مجموعة من الأعمال الفنية المستوحاة من المدرسة التعبيرية ونصف التجريدية، تغوص برؤية وجودية في هواجس وعمق العلاقات الإنسانية.
يضمّ المعرض، الذي يحتضنه رواق المؤسسة الثقافية “أحمد ورابح عسلة”، أزيد من 30 عملا فنيا بأحجام مختلفة، تتميز بلمسة ساحرة مفعمة بالألوان ولغة بصرية حداثية، وقد عبّر من خلالها الفنان عن هواجس وجودية يعكسها تدفق الألوان وغموض ملامح الشخوص والعلاقة القوية بين الإنسان ومحيطه.
ويبرز الفنان من خلال هذا المعرض، الذي محوره الإنسان، نظرة نفسية عميقة، حيث يقتنص لحظات إنسانية مؤثرة تتلاطم فيها مشاعر مختلفة كالصداقة والخيبة والفرح واللقاء والخوف.. وغيرها من تفاصيل الحياة النفسية اليومية للإنسان وعلاقته بمحيطه، وقد أبدع الفنان في تجسيد هذه الحالات النفسية بدقة فائقة مستعملا الألوان والرموز.
وتحمل هذه الأعمال الفنية جمالية بصرية ورسائل إنسانية تنتصر للتسامح والحب والتلاقي وقبول الاختلاف وغيرها، كما تعكس علاقة هذا الفنان - الذي ينتمي لمجموعة الفنانين التشكيليين “الصباغين”- بمجتمعه وهواجسه النفسية ونظرته الشخصية للفن التشكيلي، ومن بين العناوين المعروضة “هروب”، “الانتظار”، “لكل العائلة” و«اختلاف”.
وأوضح الفنان لـ(وأج) أن أغلب أعمال هذه المجموعة “تمّ إنجازها خلال السنة الجارية، ومنها ما يعود لسنوات”، موضحا أن لوحاته “تمتاز بنزعة إنسانية ووجودية وبروح معاصرة تمثل الإنسان و/أو الآخر”، مضيفا أنه “يطمح من خلال ممارسته الفنية إلى التأكيد على أهمية الحفاظ على العلاقات الإنسانية، خاصة مع العزلة التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة”.
وتخرّج جفال، هو من مواليد1961 بمدينة سكيكدة، من مدارس الفنون الجميلة بكل من وهران والعاصمة ما بين عامي 1985 و1992، وعمل كأستاذ بمدرسة الفنون الجميلة بمستغانم، وقد عرضت أعماله داخل الجزائر وخارجها، كما ساهم في تكوين أجيال جديدة من الفنانين التشكيليين من خلال إشرافه على الورشات الفنية.. ويتواصل المعرض إلى غاية 25 أكتوبر المقبل.
