في أجواء احتفالية ميزها الحضور الثقافي والسياحي، شاركت مديرية الثقافة والفنون لولاية المدية في فعاليات اليوم العالمي للسياحة، المنظم بدار الحرف والصناعات التقليدية ببلدية قصر البخاري، تحت إشراف مختار باديس، الأمين العام للولاية، وبرعاية السيد والي الولاية، وبمشاركة واسعة لعدد من القطاعات المحلية والهيئات الفاعلة في المجال.
تميز برنامج مديرية الثقافة والفنون بمحتواه الغني والمتنوع، حيث قُدّم عرض تعريفي شامل للزوار والمشاركين حول أهم المعالم التاريخية والمواقع الأثرية المصنّفة والمسجلة ضمن الجرد الإضافي للممتلكات الثقافية المحمية التي تزخر بها ولاية المدية، لما لها من قيمة حضارية وسياحية كبرى. كما أُبرزت خلال العرض الإمكانيات الواعدة لاستغلال هذه المعالم كمراكز جذب قادرة على المساهمة في تنشيط السياحة الثقافية، وتعزيز التنمية المحلية، وجعلها رافدا إضافيا للاقتصاد الوطني.
وفي إطار الاحتفالية ذاتها، نظّمت المديرية زيارة ميدانية لفائدة المشاركين إلى الحي العتيق ببلدية قصر البخاري، بمرافقة مسؤولي عدد من القطاعات، من بينهم مديرة الثقافة والفنون، ومدير السياحة، ومدير التشغيل، ومدير وكالة القرض المصغر، ومدير الوكالة المحلية للتشغيل، إلى جانب ممثلي الجمعيات الثقافية والمجتمع المدني.
وقد قدّم إطارات مديرية الثقافة خلال الجولة الميدانية شروحات وافية حول الجهود المبذولة لإعداد ملف تصنيف القصر العتيق كقطاع محفوظ، قصد حماية هذا الموروث الثقافي الفريد وصونه من الاندثار. وشملت الزيارة عدداً من المعالم القديمة التي يحتضنها الحي، من بينها حمّام فحيص، أحد أقدم الحمامات التقليدية بالمنطقة، إضافة إلى مجموعة من المنازل ذات الطابع الموريسكي التي تميز العمارة المحلية بأصالتها وجمالها.
كما توقف الزوار عند منزل عتيق خاص، قام صاحبه بترميمه وفق النمط المعماري التقليدي، ليصبح نموذجاً يحتذى في الحفاظ على الهوية المعمارية للمدينة، ومرجعاً يعكس عمق التراث العمراني الذي تزخر به المدية، بما يجعلها قبلة واعدة لعشاق السياحة الثقافية والتاريخية.