معتبرا الموهبة وحدها لا تكفي لتقديم العروض

عوان: «حب في قفص الاتهام تجربة أضافت لي الكثير»

نور الدين لعراجي

يقول جمال بأن أول اتصال له مع مخرجين جزائريين كان مع يمينة شويخ وجعفر قاسم حول بعض الادوار في «سيت كوم»  وكانت بدايتها في ومضات إشهارية، وبعدها أدى دورا في فيلم «الدخلاء» لعلي عيساوي تقمص فيه ثلاثة مشاهد وبعض الادوار باللغة الفرنسية، أما من ناحية تجربة التمثيل مع النمط الاوروبي، بحيث ان الموهبة لوحدها لا تكفي، ما جعله يبذل قصارى جهده لمواصلة ابداعه في التمثيل.

اول تجربة له مع التلفزيون الوطني مع المخرج بشير سلامي في فيلم « حب في قفص الاتهام « وهو أول عرض ظهر فيه امام الجمهور، معتبرا اياها تجربة مميزة منحته تأشيرة الوقوف امام الجمهور العريض، بحيث كان له دور كريم، وفي الحلقة 18 وهي شخصية حميمية متماسكة،  من خلال يقول تم استدعاؤه الى تجربة ثانية، مع التلفزيون الجزائري « في سيتكوم تحت المراقبة « أدى فيه دور الممثل فريد، وهو مسلسل «قلوب تحت الرماد « ، اما الفيلم الثاني فكان سنة 2016 .
أما في سنة 2017 فقد أدى دورين مختلفين في مسلسلين وفيلم الأول يتعلق بـ «صمت الابرياء «، من اخراج عمر تريباش، وتبنى فيه الدور البطولي، في دور عمر الذي ينحدر من عائلة بسيطة ولديه علاقة حب مستحيلة مع حنان، وتدور أطوار الفيلم حول الاقدار التي سخرها الله لتكون نقاط تواصل ونهايات وبدايات أيضا، وبحكم ان عمر يؤمن بهذه الاخيرة، كانت هناك ايضا في الجهة المقابلة توثقت بين عائلتيهما واجتمعت حولهما اسرار محبة وتقارب، لكن النفوس الشريرة تحضر دوما في هكذا مراحل، الى ان تتبدد العلاقة بينهما، لينعكس سلبا على علاقة الشابين اللذين جمعهما الصبا في مرحلة من العمر قاربت 15 سنة ، ليكتشف ان البنت التي عرفها في  صباه هي التي تقف أمامه الآن، ليعود رابط الحب يجمع قلبيهما من جديد، ويعيدا نسج تلك الرابطة التي حاول البعض تعكير صفوتها.

الحب يبني حبكة العرض ويمتع المشاهد في تفاصيل الحوار

القصة تبناها الشاب وأصبحت قضية تهم الجميع وليست في دائرة طرفين فقط ، يقول جمال ان المسلسل تزامن بثه على الساعة التاسعة إلا ربع ليلا في شهر رمضان قبل التراويح، سمح للجميع بمتابعته، وهو مسلسل عائلي محترم يمكن الجمهور العريض متابعته، خاصة وانه مسلسل منح للجمهور المتعطش لمثل هذه الافلام فرجة ومتابعة دائمة ، والأكثر من ذلك انه لاقى استحسان العديد من الكتاب والنقاد والمخرجين ، من بينهم يقول جمال من اكدوا له بأنهم لأول مرة يقفون على اداء دور عفوي بهذه الطريقة ، ليقول في الاخير انه لم تكن هناك ادوار مركبة ، وحاول الجمع بين  دورين لكل من جمال وعمر الشخصية الثانية بالرغم  من أن هناك قواسم مشتركة تجمع الشخصيتين.
يقول جمال من بين الاسباب التي جعلته يختار هذا الدور هو التشابه الكبير في الشخصيتين بالرغم ان المسلسل تركي، ويمكن القول في السياق ذاته بأن السينما التركية استحوذت على نسبة كبيرة من المشاهدين العرب خاصة في الجزائر فلا يخلو بيت إلا وتجد متابعين كثر للأفلام التركية، واستطاعت الترويج لأفلامها ومنتجاتها، ومن هنا جاء التفكير في كيفية العمل على هذا النوع من افلام الاثارة وذات الاستقطاب الاكبر للجماهير، مع الحفاظ على الهوية الجزائرية، خاصة بين الممثلين، وهو الاتفاق الذي جاء مع كل اصحاب الادوار في تغيير اللهجة فقط، يقول جمال .

الترجمة قيمة إضافية لكل عمل سينمائي أو تلفزيوني

 يقول جمال اذا كان عامل الترجمة مهم جدا فإن لكل ممثل دور في الحوار  ويأتي المسلسل التركي ايضا لتبادل الثقافات بحيث كانت هناك قابلية كبيرة بينه وبين الجمهور الجزائري سواء في الواقع ، أو عن طريق التواصل الاجتماعي، وهذا عامل جعل جمال أكثر شهرة في القنوات العمومية والخاصة،خلال نزوله ضيفا على بعض حصصها.
في السياق نفسه يقول جمال بأن المسلسل وضع لمسات الهوية الجزائرية خلال عرضه وحافظ عليها عكس بعض ما تم عرضه،  ويمت بصلة الى موروثنا وهويتنا. ناهيك انه مسلسل يمكن ان يشاهد على اكبر نطاق عائلي دون حرج.

مسلسل «ابن باديس» منح الوجه الخفي لمدينة قسنطينة

أما في مسلسل ابن  باديس مثل جمال دور شخصية « كلود سي باستيان «، وهي درامية يقول انه احبها كثيرا رغم تعقدها، بدليل انه مواطن فرنسي ولد بقسنطينة أما الميزة داخل الفيلم تحدثه بالقسنطينية ناهيك ان الفيلم ياتي نوعا ما بشخصية سلبية ثم شيئا فشيئا يصير شخصية ايجابية، وذلك بناء على سيناريو رابح ظريف، الذي كان الفيلم وليس المسلسل، وعليه فإن دوره في المسلسل عبارة عن محافظ شرطة أما في دور كلود سيباستيان الذي يبدأ من عمر 22 سنة الى ان يصل الى 60 سنة وحول هذه الشخصية تكمن هناك ايديولوجية، رغم ان الشخصيات فيها الحقيقية والخيالية، وفي هذه الاخيرة يقول جمال انه باستطاعة المشاهد التطلع الى ما يريد المخرج أو كاتب السيناريو الذي بحسبه كان ذكيا في الكتابة .
في خضم كل هذه التفاصيل يقول جمال بأن هناك فرنسيين كانوا ضد لغة استعمار بلدانهم، وقد ساعدوا كثيرا الجزائريين خاصة جمعية العلماء المسلمين بعيدا عن أعين الاستعمار ، وهو الدور التاريخي للممثل «سي باستيان «الذي ألف المجتمع القسنطيني كل طباعه وتصرفاته منذ ان كان شابا الى ان تجاوز العقد السادس من عمره، وبحكم انه فرنسي الجنسية ـ الا انه لم يرض أنه يهان الوطن أمامه بذلك الشكل ليلتحق بصفوف الثورة وهو في عقد متقدم من العمر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025