''خيــبر'' المسلســل الاستثنــاء في الشبكــة الرمضانيــة

حكيـــــم / ب

تشجيع الثقافة الاستهلاكية وراء تراجع إنتاج المسلسلات الدينيةخطف مسلسل ''خيبر'' خلال  شهر رمضان الأضواء ليس لإحداثه ثورة في المسلسلات الدينية ولكن لكونه الوحيد الذي تمكن من استقطاب مشاهدين من مختلف الدول العربية في الوقت الذي طغى إنتاج المسلسلات الاستهلاكية التي تروج لكبرى الشركات الاقتصادية في صورة تؤكد الاحتكار الخطير لرجال المال والأعمال للبرامج وفرضهم أنماط معينة للمسلسلات حتى يقدموا التمويل اللازم.

يركز مسلسل ''خيبر'' الذي قام بإخراجه محمد عزيزية، وكتبت السيناريو يسرى الجندي وأنتجه محسن العلي ''ايكو ميديا'' على حياة اليهود الاجتماعية والاقتصادية والدينية وجلائهم من الجزيرة العربية وقصة تحالفهم مع من حولهم من القبائل المجاورة والصراعات القائمة بينهم كما يلقي المسلسل الضوء على سمات اليهود وصفاتهم وكيف تكونت لديهم العداوة البغضاء للآخرين. وهو ما ولّد ردود فعل عنيفة في إسرائيل اتهمت القائمين على المسلسل بمعاداة السامية.
وتعرف مختلف القنوات العربية تراجعا رهيبا في إنتاج المسلسلات الدينية بسبب الكثير من العوامل وأهمها تأثير التوجهات السياسية في الوطن العربي وخضوعها لضغط الغرب في الصناعات الثقافية، حيث باتت مشاريع المسلسلات الدينية والأفلام لا تلقى التحفيز والتمويل تخوفا من التأثيرات الاجتماعية، وفضح بعض التوجهات العلمانية التي تسعى لإبعاد الدين عن كل ما من شأنه التأثير على المجتمع ومعالجة الظواهر والسلبيات من وجهة نظر دينية.
ومن الأسباب أيضا، هو احتكار ملكية وسائل الإعلام لدى بعض الدوائر التي عقدت تحالفات مع الشركات المتعددة الجنسيات الغربية التي تسعى بكل الطرق للتأثير على حياة الشعوب السياسية والثقافية والاجتماعية في سياق العولمة والوصول إلى سلوك إنساني واحد نابع من الثقافة الاستهلاكية الرأسمالية.
وما زاد في صعوبة إنتاج المسلسلات الدينية هو اختلاف مختلف الدوائر والهيئات الدينية العربية في الاتفاق على موقف موحد تجاه ما ينتج، حيث كان لإنتاج مسلسل سيدنا يوسف ضجة كبيرة بعد أن تم تشخيص صورته ولكنه جلب نسب مشاهدة كبيرة وتم بثه حتى على قناة ''نسمة التونسية'' وحتى  نداءات مقاطعته لم تلق الاستجابة الكبيرة بالنظر لتعطش المشاهد العربي الى برامج تراعي تقاليده وانتمائه الديني والحضاري في ظل انتشار المسلسلات الاستهلاكية.
ومن التأثيرات أيضا، الصراع الثقافي العالمي بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية مثلما تحدث عنه الدكتور براهيم براهيمي الذي حذر من مغبة التغاضي عن هذا الصراع الذي تم نقله إلى البلدان العربية والإسلامية لاحتواء ثقافتها وطمس معالم شخصيتها.
وقال نفس المصدر في تصريحات لـ''الشعب'' إن فتح السمعي البصري والاهتمام بالبرامج والإنتاج الثقافي المحلي والاهتمام بخصوصيتنا، من شأنه أن يشكل حصانة في ظل عالم لا يرحم ثقافيا.
وكان لاغتيال مصطفى العقاد صاحب رائعة فيلم ''الرسالة'' في العاصمة الأردنية عمان في تفجير إرهابي ضربة موجعة لإنتاج هذا النوع من الأفلام والمسلسلات التي ظلت إلى زمن غير بعيد مصدرا لتعليم الثقافة الإسلامية ومنبعا للترويج للكثير من القيم السمحى التي ناد بها الإسلام على غرار التسامح والسلام والمعاملة الحسنة  .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024