شهيد وهدم منزل في جنين

صدامـــات واعتقـــالات في حـي الشيخ جـراح

عاد حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة ليستقطب أنظار العالم نتيجة ما يشهده من توتر واشتباكات نشبت بين متظاهرين فلسطينيين من جهة والشرطة الإسرائيلية والمستوطنين من جهة ثانية، اثر زيارة لنائب يميني متطرف في الكنيست، كما سقط شهيد في محافظة جنين، وتعرّض منزل أسير للهدم.
استشهد فتى فلسطيني فجر أمس الاثنين، خلال مواجهات اندلعت مع اقتحام قوات الاحتلال بلدة السيلة الحارثية في محافظة جنين، لهدم منزل الأسير محمود جرادات.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الشاب محمد أبو صلاح (17 عاما) ارتقى برصاص الجنود الإسرائيليين، فيما أصيب نحو 20 آخرين.
وبعد مواجهات استمرت ساعات، منع خلالها مقاومون فلسطينيون قوات الاحتلال من إجراءات هدم المنزل، تمكنت وحدة هندسية تابعة لجيش الاحتلال من تفجير منزل جرادات عبر نسفه بقنابل.
وكانت قوات الاحتلال سلمت نهاية العام الماضي 4 عائلات فلسطينية في ذات القرية إخطارات بهدم منازلها.
والإخطارات شملت منازل الأسيرين الشقيقين عمر وغيث أحمد جرادات، ومحمد يوسف جرادات، وإبراهيم طحاينة، بالإضافة إلى منزل محمود جرادات، الذي تمّ هدمه.
وتتهم قوات الاحتلال الأسرى الخمسة بأنهم قتلوا مستوطنا في مستوطنة «حومش» المخلاة شمال غربي نابلس، منتصف ديسمبر الماضي.
استنفار بالشيخ جراح
في الأثناء، تسود حالة من الاستنفار في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، بعد يوم شهد اشتباكات واعتقالات، فجّرتها زيارة إيتمار بن غفير النائب عن حزب «القوة اليهودية» والمعروف بتصريحاته التحريضية ضد الفلسطينيين، والذي نقل مكتبه البرلماني إلى الحي دعما للمستوطنين اليهود كما قال.
واتهم بن غفير السبت عشية زيارته الشرطة بالتقاعس عن التعامل مع حريق اعتبر أنه متعمد أتى على منزل عائلة يهودية في الحي وانحازت قوات الاحتلال إلى جانب المستوطنين الأحد، واعتقلت شبانا من حي الشيخ جراح، واعتدت على الأهالي.
مظاهرة في نابلس
وخرج العشرات، في مظاهرة وسط مدينة نابلس، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني.
وندّد المتظاهرون باعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على أهالي حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، واقتحام بلدة السيلة الحارثية غربي جنين.
وردّد المشاركون الهتافات الداعية إلى تعزيز الوحدة الوطنية للتصدي لاعتداءات الاحتلال، مطالبين المجتمع الدولي بتوفير الحماية للفلسطينيين.
اعتقالات واسعة
في السياق، نفذت قوات الاحتلال منذ أمس الأول، حملة اعتقالات واسعة في القدس المحتلة والضفة الغربية.
واعتقلت قوات الاحتلال 9 فلسطينيين في حي الشيخ جراح، إضافة إلى ثلاثة في الخليل.
كما اعتقلت ثلاثة فلسطينيين في مدينة نابلس، وآخر في جنين، ونفذت اعتقالات واقتحامات في قلقيلية.
 الجيش يحمي المستوطنين
أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين، عن قلقها إزاء «عنف المستوطنين والاستفزازات غير المسؤولة، بالإضافة إلى الإجراءات التصعيدية الأخرى في هذه المنطقة الحساسة».
وشدّدت على أن استفزازات المستوطنين «تشعل التوتر، ويجب أن تتوقّف».
بدورها، أدانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» هجمات المستوطنين الإسرائيليين على حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
وأشارت إلى أن حوادث عنف المستوطنين تتكرّر باستمرار، في حين يقف جيش الاحتلال إلى جانب المستوطنين، ويوفر لهم الحماية بشكل فعال، ما يعطي المستوطنين الثقة لمواصلة هجماتهم «.
فلسطين تتضامن
وقد تجمع عشرات الفلسطينيين على مدخل مدينة أم الفحم، داخل فلسطين المحتلة عام 48، في وقفة تضامنية مع أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وردّدوا هتافات ضد الاحتلال الإسرائيلي، في حين اندلعت مواجهات محدودة بين شبان وقوات الاحتلال التي حاولت تفريق المتظاهرين.
 الشيخ جراح في قلب المعركة
يعيش حاليا أكثر من 300 ألف فلسطيني و210 آلاف مستوطن إسرائيلي في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها، ويطمح الفلسطينيون إلى جعلها عاصمة لدولتهم المستقبلية. وتعتبر إسرائيل مدينة القدس بأكملها عاصمتها.
 كما يعتبر حي الشيخ جراح من أرقى أحياء القدس الشرقية ويضم معظم القنصليات ومساكن الدبلوماسيين. ويشهد توترا منذ أشهر على خلفية التهديد بإجلاء عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات استيطانية.
وتحوّلت في ماي الماضي تظاهرات مؤيدة للعائلات الفلسطينية المهدّدة بالإخلاء في الشيخ جراح إلى مواجهات مع المستوطنين اليهود والشرطة الإسرائيلية أصيب خلالها مئات الفلسطينيين.
في غمرة ذلك، أطلقت حركة حماس وابلا من الصواريخ باتجاه إسرائيل التي ردت بعمليات قصف، ما أدى إلى اندلاع حرب استمرت 11 يوما بين الحركة وفصائل فلسطينية أخرى والجيش الإسرائيلي أدت إلى استشهاد 260 فلسطينيا بينهم 66 طفلا في قطاع غزة، و14 شخصا بينهم طفل وفتاة وعسكري في الجانب الإسرائيلي.
تمدّد الاستيطان
وتكثف في السنوات الأخيرة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، مع مشاريع عقارية تمولها الحكومة ومبادرات منظمات استيطانية لشراء منازل من فلسطينيين أو مصادرتها منهم.
ورغم أنه غير قانوني بموجب القانون الدولي، استمر الاستيطان في ظل كل الحكومات الإسرائيلية منذ عام 1967.
ودعت الحركة الجماهير الفلسطينية، في كل مكان إلى إعلان الغضب والنفير العام نصرة وإسناداً أهالي حي الشيخ جراح، كما دعت كل من يستطيع الوصول إلى الشيخ جراح للرباط في الحي والتصدي لإرهاب المستوطنين وجنود الاحتلال.
كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي المتواصل على القدس ومقدساتها ومواطنيها وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024