الموقف الجديد لإسبانيا انزلاق خطير

مدريد لا تستطيع التنصل من مسؤولياتها القانونية والتاريخية

شدد ممثل جبهة البوليساريو بأوروبا والاتحاد الأوروبي، أبي بشراي البشير، أمس الأحد، على أن الموقف المفاجئ المعبر عنه من طرف رئيس الحكومة الإسبانية، «انزلاق خطير سيعمق أسباب التوتر ويرهن إمكانية التسوية السياسية»، غير أنه «لا يؤثر في الجوهر على حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في الحرية والاستقلال».
قال أبي بشراي البشير، «إن إسبانيا، التي ما زالت في نظر القانون الدولي إلى اليوم القوة المديرة لمستعمرتها السابقة، لا يمكنها أن تتنصل بشكل أحادي من مسؤولياتها، وواجباتها المترتبة عن علاقتها الفريدة بالإقليم وشعبه».
هذا الوضع، يضيف، هو «ما يفسر حملات التنديد والرفض والاستنكار المعبر عنها بإجماع من طرف الغالبية العظمى للأحزاب والقوى السياسية في إسبانيا»، مشيرا إلى أن أكثر من 11 حزبا سياسيا طالب بمثول رئيس الحكومة الاسبانية أمام البرلمان في أقرب فرصة، لمساءلته عن سبب هذا الانقلاب غير المبرر».
انقلاب غير مبرّر
إلى ذلك، يشير الدبلوماسي الصحراوي إلى أن «موقف مدريد الجديد يحمل انقلابا حقيقيا على الخطوط العريضة لمواقف الحكومات الإسبانية المتعاقبة من خلال الخروج بشكل معلن عن أدنى شروط الحياد، وتبني الطرح المغربي المتعلق بما يسمى «الحكم الذاتي» الذي ليس في النهاية سوى تكريس للواقع الاستعماري المغربي وإعطاء السيادة، التي هي جوهر النزاع، للمغرب بشكل مخالف لرأي وحق الشعب الصحراوي في تحديد الوضع النهائي للإقليم».
وتأسف أبي بشراي البشير، لكون «الإعلان عن الموقف الجديد لمدريد تم ضمن سياق إعادة العلاقات بين إسبانيا والمملكة المغربية بعد أكثر من ثلاث سنوات من التوتر، فيما يبدو من الواضح، أنها عملية مقايضة وثمنا مطلوبا من طرف الرباط، وهو التضحية بحق الشعب الصحراوي مرة أخرى».
مدريد فقدت حيادها
ونبه القيادي في جبهة البوليساريو، إلى أن هذا الموقف «لا يأخذ بعين الاعتبار رأي الشعب الصحراوي، وهو الضحية الرئيسية بعد تخلي إسبانيا عن مسؤولياتها في تصفية الاستعمار من الإقليم سنة 1975، كما أنه، يضيف، «لا يقيم وزنا لباقي شعوب ودول المنطقة، التي تعيش علاقات بينية مسممة منذ ذلك العام، بسبب هذا الجرح النازف الذي تركته إسبانيا».
وفي هذا الصدد، أكد أبي بشراي البشير، أن إسبانيا، بالإضافة إلى خرقها القانون الدولي، «لم تعد في موقع يسمح لها بأداء دور ذي مصداقية في أي مسار للتسوية السياسية للنزاع مستقبلا، لأنها  تبنت موقف أحد طرفي النزاع بشكل علني، وهو ما يتنافى مع شرط الحياد في حدوده الدنيا المطلوبة في كل شريك في مسعى لتحريك المسار السياسي المتعطل منذ عقود».
لا تراجع عن المقاومة
كما أبرز أن «هذا النوع من المواقف هو ما شجع المغرب على التمرد على الشرعية الدولية وقاد إلى العودة للحرب وحالة التوتر والاحتقان داخل منطقة حساسة على أبواب أوروبا الجنوبية».
وخلص ممثل جبهة البوليساريو بأوروبا والاتحاد الأوروبي، إلى أن الموقف الجديد لإسبانيا، «وإن كان سيعيق الديناميكية الحالية، التي كانت الأمم المتحدة تسعى إلى إطلاقها مع مبعوثها الشخصي للصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا، فلن يؤثر بالتأكيد على كفاح الشعب الصحراوي والتفافه حول ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو، لفرض احترام حقوقه غير القابلة للتصرف ولا للسقوط بالتقادم، لأن حقوقه أقوى وأبقى».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024