قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، إن نحو مائة ألف ليبي فروا من القتال الدائر بمدينة طرابلس خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة وسيستمر هذا النزوح مادام القتال قائما ومستمرا، وقدرت المفوضية ان النزوح حاليا يصل الى نحو ٢٨٧ ألف شخص في ٢٩ مدينة وبلدة في شتى أنحاء ليبيا.
وأصبح الوضع بالنسبة لهؤلاء اللاجئين صعبا لأن متطلبات الرعاية الصحية والغذاء والمأوى وبقية الاحتياجات الاساسية في وضع حرج للغاية لأن المنظمات التي يفترض ان تقدم لهم المساعدات نجدها هي ذاتها تعاني والعاملين في مجال المساعدات الانسانية أيضا في الوصول الى المتضررين جراء المعارك والعنف المسلح القائم في أكثر من مدينة ليبية.
هذا الوضع المزري القائم يتزامن مع الاستعدادات الحثيثة التي يسعى إليها العقلاء من الليبيين لإقامة حوار شامل بوساطة جزائرية في الجزائر من أجل الخروج بالبلد الى بر الأمان.
فحسب تقارير إخبارية ليوم أمس، فقد أصيب ١٢ جنديا من قوات الجيش الليبي بمدينة بنغازي جراء الاشتباكات المتواصلة مع قوات «مجلس شورى ثوار بنغازي» بالقرب من المطار.
من جهة أخرى، قتل خمسة عناصر من قوات « فجر ليبيا» تابعين لمدينة غريان جنوب طرابلس وذلك في اشتباكات مع قوات جيش القبائل.
وقد تمكنت قوات « فجر ليبيا» من إلحاق الهزيمة بجيش القبائل وأجبرته على الانسحاب خارج منطقة العزيزية غربا.
وكان جيش القبائل قد تشكل بعد مؤتمر القبائل الليبية الذي عقد في ماي الماضي بمشاركة أكثر من ٢٠٠٠ شيخ من شيوخ وأعيان ووجهاء ليبيا بهدف تطهير المنطقة الغربية من المسلحين إلا أن النتيجة دائما خسارة لليبيا ولابديل لهم غير الحوار في اطار المساعي الهادفة الى تحقيق الأمن والاستقرار بالجارة ليبيا، واستقبل يوم الخميس الوزير المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل المبعوثة الخاصة الامريكية «ديبورا جونس» والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني من أجل ليبيا «جونتان بويل» وتم مناقشة سبل حل الازمة الليبية مستعينين في ذلك بالخبرة الجزائرية في هذا المجال، ومن جهة أخرى أجرى نبيل العربي مباحثات مع عبد الله الثنى حول مستجدات الاوضاع في ليبيا وضرورة إنهاء الأزمة.
