غارات الاحتـلال تبيـد عائلات بأكملها في غــزة

الروبوتــات المفخّخة تنشـر الدمـار والرعـب وســط المدنيــين

حـرب التجويـع تنـذر بأخطـار غـير مسبوقــة فـي  تاريــخ الجرائــــم

يتزايد بطش آلة تنكيل الاحتلال الصهيوني في رفع وتيرة المجازر الشاملة في غزة، وأسفرت غارات مكثفة عن إبادة عائلات بأكملها، وينوّع الاحتلال في جرائمه مستخدما سلاح التجويع، وكما أدرج سلاح الروبوتات المفخخة لنشر الدمار والرعب، وإلى جانب ذلك، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني اقتحاماتها الواسعة لمختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة تزامناً مع اعتداءات واسعة للمستوطنين.

واصلت قوّات الاحتلال الصهيوني غاراتها على مناطق مختلفة من قطاع غزة، واستهدفت الغارات عائلات فقدت عددا كبيرا من أفرادها.
 وأفادت مصادر طبية باستشهاد 22 فلسطينيا في القصف الصهيوني المستمر على قطاع غزة منذ فجر أمس الأحد. وتحدثت مصادر طبية عن استشهاد 7 فلسطينيين في قصف جوّي صهيوني على منزل لعائلة دكة في منطقة جباليا النزلة شمال قطاع غزة. كما استشهد الصحفي حسان مجدي أبو وردة وعدد من أفراد أسرته، جراء قصف صهيوني استهدف منزلهم في منطقة جباليا النزلة، وفق مصادر طبية وشهود عيان.

حجـم الدمــار يتضاعـف

وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن بعض الجثث كانت “متفحّمة”، موضحا أن عددا من المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض، إذ لا يمتلك الدفاع المدني معدات للبحث ولا معدات ثقيلة لرفع الأنقاض لإنقاذ المصابين وانتشال الشهداء. وتشتد الحرب والمجازر على المدنيين في غزة، حيث كثف الاحتلال الصهيوني استخدام الروبوتات المفخخة في قطاع غزة في الآونة الأخيرة، وخلال الأسبوع الماضي، قام بتفجير خمسة روبوتات في بلدة بيت لاهيا وحدها، الأمر الذي أدى إلى مضاعفة حجم الدمار.
وتخلّف الروبوتات المفخخة التي يسيرها الاحتلال الصهيوني داخل المناطق السكنية في قطاع غزة، دماراً شديداً مقارنة بما يخلّفه القصف الجوّي أو المدفعي، ما يفاقم الموت والدمار والرعب بين الأهالي.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، باستشهاد 14 فلسطينيًا خلال فجر أمس الأحد، في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، مع تفاقم الكارثة الإنسانية، في ظل استمرار منع دخول الوقود وشح المساعدات، وسط تحذيرات من تصاعد خطر المجاعة. وأفادت مصادر صحفية، باستشهاد خمسة مواطنين على الأقل، في قصف الاحتلال منزلا مأهولا من طابقين في جباليا شمال قطاع غزة. واستشهدت عائلة نازحة من رفح، ظهر أمس الأحد، في قصف طائرات الاحتلال الحربية خيمة تؤوي نازحين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 52 مواطنا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، خلال الساعات  24 الماضية، جراء غارات الاحتلال الجوّية المتواصلة التي تستهدف مختلف مناطق القطاع. وكما أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، أمس الأحد، عن استشهاد مدير إدارة العمليات فيه، أشرف أبو نار مع زوجته في قصف لقوات الاحتلال الصهيوني، قد استهدف منزله المتواجد في مخيم النصيرات وسط القطاع المحاصر.

قصف جباليا وخان يونس

كما شنّ المستوطنون سلسلة هجمات على قرى وتجمعات فلسطينية، ما أسفر عن نحو 25 إصابة بين الفلسطينيين. وتخلّل الهجمات ذبح أغنام وتخريب ممتلكات وإحراق وتقطيع أشجار زيتون. وأكمل المستوطنون، مساء أمس الأحد، تهجير قرية مغاير الدير البدوية بهجوم واسع على ما تبقى من السكان، تخللته اعتداءات عنيفة أسفرت عن العديد من الإصابات. ويأتي ذلك في وقت ما زالت فيه قوات الاحتلال تواصل عدوانها على مدينتي جنين وطولكرم منذ نحو أربعة أشهر، وسط أعمال تجريف وهدم وتخريب ممنهجة، ويمنع الاحتلال العائلات المهجرة قسراً من العودة إلى منازلها أو حتى تفقد ممتلكاتها في مخيمي نور شمس وطولكرم، وتطلق الرصاص صوب كل من يحاول الاقتراب من المخيمين.
 وفي خان يونس جنوبا، قصف الاحتلال المنازل والتجمعات السكانية بالمدافع وتزامن مع إطلاق نار مكثف من الدبابات استهدف وسط بلدة القرارة شمالي المدينة.

المستوطنون ينفذون اعتداءات وحشية

واصل مستوطنون صهاينة، اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية بما شمل إرهاب أطفال وحرق حقول مزروعة بالقمح، وقطع المياه عن إحدى المناطق. وأعلنت مصادر فلسطينية إصابة 12 شخصا في اعتداءات لمستوطنين صهاينة على قرية المنيا جنوب بيت لحم، وتجمع مغاير الدير شرق مدينة رام الله. ويأتي ذلك استكمالا لاعتداءات أخرى نفذها مستوطنون أمس الاحد بمختلف مناطق الضفة، وشملت اقتحام أحد المدارس وإرهاب الأطفال بها، وحرق أشجار زيتون وعنب وصبار، وتدمير حظيرة أغنام وخزان مياه. وفي شمال الضفة، وقال رئيس بلدية بلدة سبسطية بمحافظة نابلس محمد عازم، إن مستوطنين، أحرقوا 40 دونما من أراض في سهل البلدة مزروعة بالقمح.

حـرب تجويـع ممنهجــة

فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، حصيلة ضحايا حرب التجويع الصهيونية، والناتجة عن إغلاق الاحتلال معابر القطاع، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية منذ 84 يوما.
وذكر المكتب الإعلامي في بيان، أنه توفي 58 فلسطينيا بسبب سوء التغذية، و242 نتيجة نقص الغذاء والدواء، إضافة إلى أن 26 مريضا كلى فقدوا حياتهم بسبب غياب الرعاية الغذائية والعلاجية. وأشار إلى أن أكثر من 300 حالة إجهاض بين الحوامل بسبب نقص العناصر الغذائية الضرورية، محملا الاحتلال الصهيوني والدول المشاركة في الإبادة الجماعية مسؤولية الجرائم البشعة في القطاع. وأكد أن “الاحتلال يواصل لليوم 84 على التوالي، فرض حصار خانق ومُحكم على قطاع غزة، من خلال الإغلاق التام لكافة المعابر، وتنفيذ سياسة تجويع جماعي ممنهجة ترتقي إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفق القانون الدولي، إلى جانب الاستمرار في تنفيذ إبادة جماعية ممنهجة وقتل يومي لا يتوقف”.
وقال إنه رغم المناشدات الدولية والحقوقية، يمنع الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية والغذاء والبضائع، ويقطع بشكل متعمّد شحنات الوقود، ما تسبب في تعطيل شبه كامل للمرافق الحيوية، وفي مقدّمتها المستشفيات والمخابز، التي يعتمد عليها السكان للبقاء على قيد الحياة. كما أشار إلى أن “مئات آلاف الأطنان من المساعدات الإغاثية والإنسانية تكدسّت في الخارج، وتعرضّت للتلف والتعفّن نتيجة منع إدخالها منذ شهور طويلة، بينما يعاني سكان القطاع من مجاعة متفاقمة ووضع إنساني بالغ الخطورة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19781

العدد 19781

الأحد 25 ماي 2025
العدد19780

العدد19780

السبت 24 ماي 2025
العدد 19779

العدد 19779

الخميس 22 ماي 2025
العدد 19778

العدد 19778

الأربعاء 21 ماي 2025