مجزرتـان..والاحتـلال يوسّـع عدوانه

2200 عائلـة أبيــدت بالكامـل في الحرب على غزّة

عشرات الشّهــداء بقصف مدرسة تــؤوي نازحين

 لم تتوقّف الغارات الجوية المكثّفة على قطاع غزّة المحاصر، في إطار حرب الإبادة المتواصلة التي يشنّها الاحتلال الصهيوني، بينما تتفاقم الكارثة الإنسانية في ظل استمرار منع دخول الوقود وشح المساعدات، وسط تحذيرات من تصاعد خطر المجاعة. ويصر الاحتلال توسيع عدوانه البري والجوي على وقع مجازر وحشية ومروعة، ومجاعة متفاقمة، أفرزت أوضاعا إنسانية بالغة الصّعوبة.

تواصلت الغارات الجوية للاحتلال الصهيوني بشكل مكثف على قطاع غزة، أمس الاثنين، مستهدفة منازل مدنية وخياما تؤوي نازحين، ويتجه الاحتلال للدفع بالمزيد من قواته في محاور شمال وجنوب القطاع ليوسع من نطاق مجازره، وفي إطار حرب إبادة غير مسبوقة، وارتكب الاحتلال الصهيوني مجزرة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى إثر استهدافه مدرسة فهمي جرجاوي الواقعة في حي الدرج في مدينة غزة، وأكّدت مصادر طبية أنها أسفرت عن استشهاد 36 فلسطينيا، كما استهدف الاحتلال منزلاً مجاوراً لمخيم النازحين في شارع الثورة في مدينة غزة، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وفي اليوم 70 لاستئناف الاحتلال حرب الإبادة على غزة، ارتكب مجزرتين في القطاع، سقط فيها أكثر من 50 شهيدا فلسطينيا، في حين اقتحمت أعداد كبيرة من المستوطنين الصهاينة المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال. كما تم انتشال جثامين 19 شهيدا تعرضوا لقصف للاحتلال استهدف منزلا لعائلة فلسطينية في جباليا البلد شمالي القطاع.

التّهجير وخطط الاحتلال

 وينبغي التذكير أنّه لا تعتبر حادثة قصف منزل الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، التي راح ضحيتها تسعة من أطفالها، الحادثة الأولى أو الوحيدة التي توقع هذا العدد من الشهداء من عائلة واحدة خلال العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع، إذ تكرر الأمر عشرات المرات.
ويبدو واضحاً تركيز الاحتلال على استهداف الأطفال والنساء، ما تسبب في استشهاد نحو 16500 طفل، فضلاً عن عشرات آلاف الإصابات، ويحتاج عدد كبير من الأطفال المصابين للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، في ظل انهيار منظومة الرعاية الصحية، لكن الاحتلال يغلق المعابر، ويمنع تلقيهم العلاج، ما يهدد حياتهم. وفي وقت تطوق فيه غزة بالنار والموت، تناقلت مصادر إعلامية وجود خطط عسكرية للاحتلال الصهيوني، تهدف لاحتلال جزء كبير من قطاع غزة. وذكرت نفس المصادر، أنه تم إخلاء منطقة خان يونس بالكامل من السكان المدنيين، حيث تم إجلاء نحو 200 ألف شخص من المنطقة، بينما يتركز حوالي 750 ألف فلسطيني في منطقة المواصي. فيما صدرت أوامر إخلاء في وسط القطاع لكل الأجزاء الشمالية والشرقية من مخيمي النصيرات والبريج، في حين تشهد جميع الأحياء الشرقية والجنوبية بمدينة غزة عمليات توغل، ويشهد شمال القطاع تهجيرا ممنهجا وتوغلا وسعيا للاحتلال للإخلاء.

المساعدات..أداة ضغط سياسي!

 يبرز فصل جديد من فصول الصراع في غزة تحت عنوان “إدارة المساعدات الإنسانية”، في ظل استمرار عدوان الاحتلال الصهيوني وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف بأكثر من مليوني فلسطيني، إذ تتزايد التحذيرات الدولية من الآليات التي يعتمدها الاحتلال بالتعاون مع جهات أميركية في توزيع المساعدات، وسط اتهامات بتحويل الإغاثة إلى أداة ضغط سياسي بعيداً عن المبادئ الإنسانية الأساسية. وفي نفس السياق أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، إن الكيان الصهيوني يوظف المجاعة التي خلقها في قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني، كجزء من عدوانه وإستراتيجيته الحربية ضد الفلسطينيين في القطاع.
جاء ذلك في كلمة  محمد مصطفى خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الموسع لمجموعة مدريد بشأن القضية الفلسطينية، الذي استضافته العاصمة الإسبانية مدريد، حيث قال إن الحرمان المتعمد من الغذاء والمساعدات، والقصف المتواصل، وتدمير كل مقومات الحياة الذي يمارسه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، يشكل جرائم حرب واضحة ومستمرة”. وأشار إلى أن الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، تعيش “إرهاب مستوطنين يفلتون من العقاب، وهدم منازل ونزوح”، مطالبا بضرورة أن “ينتهي هذا الجحيم فورا ودون قيد أو شرط”.
وأعرب عن أمله في أن يسفر الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، الذي عقد في نيويورك، عن مسار واضح وخطوات عملية لتنفيذ إقامة الدولة الفلسطينية على الأرض. وأكّد أن “هذه هي اللحظة المناسبة لخلق زخم دولي لا رجعة فيه نحو الاعتراف الكامل والعالمي بدولة فلسطين، وضمان الدعم السياسي والقانوني والمالي اللازم للحكومة الفلسطينية، للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ على حل الدولتين”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19788

العدد 19788

الإثنين 02 جوان 2025
العدد 19787

العدد 19787

الأحد 01 جوان 2025
العدد 19786

العدد 19786

السبت 31 ماي 2025
العدد 19785

العدد 19785

الخميس 29 ماي 2025