الاحتلال يواصـل مجازره بحــقّ المجوّعــين في غـزة

قوافل الشهداء تتوالى.. ومستشفـى الأمل خارج الخدمـة

الفلسطينيــون يتساقطــون في شـوارع غزة مـن شـدّة الجـوع

يواصل الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى يوميا. وخلال 48 ساعة استشهد أزيد من 69 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء وكذا طالبو مساعدات في مراكز التوزيع التابعة للاحتلال وسط استفحال المجاعة وتفاقم الكارثة الإنسانية واستمرار انهيار المنظومة الصحية، حتى إن منظمة الصّحة العالمية أعلنت خروج مستشفى الأمل في خانيونس عن الخدمة.
ويستمر الاحتلال الصهيوني باستهداف طالبي المساعدات في مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث أفادت وسائل إعلام فلسطينية صباح أمس الثلاثاء، بسقوط شهداء وعشرات المصابين باستهداف الاحتلال منتظري المساعدات عند محور “نتساريم”، في وقت أطلقت الرافعات العسكرية التابعة للاحتلال، نيرانها باتجاه منتظري المساعدات أيضاً غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وحذّر مسؤول في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في قطاع غزة أمس الثلاثاء من تفاقم الكارثة الإنسانية بالقطاع، مؤكدا أن الأوضاع الصّحية والغذائية وصلت إلى مرحلة الانهيار الكامل، في ظل استمرار الحصار والعدوان الصهيوني منذ أكثر من 20 شهرا. وقال المسؤول إن نحو 41% من مرضى الفشل الكلوي في القطاع توفوا نتيجة نقص الإمكانيات الطبية بعد توقف أقسام غسيل الكلى في العديد من المستشفيات.

استهداف الأطقم الطبية

وأضاف أن الفلسطنيين يتساقطون في الشوارع من شدة الجوع، في مشهد يعكس تدهور الأوضاع المعيشية، وسط غياب شبه تام للمواد الغذائية الأساسية.
وأشار إلى أن 76 ألف طفل على الأقل مسجلون رسميا على أنهم يعانون من سوء التغذية، محذرا من أن هذا الرقم لا يعكس العدد الحقيقي في ظل صعوبة الوصول إلى جميع الحالات.
واتهم المسؤول في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية الاحتلال الصهيوني باستهداف الأطقم الطبية مباشرة في القطاع، مشيرا إلى أن عدد الذين استشهدوا اليوم قرب مركز المساعدات في محور نتساريم ارتفع إلى 17 شهيدا.
ومن جهته أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن مؤسسة غزة الإنسانية “تسببت خلال أسبوعين فقط من عملها، في استشهاد أكثر من 130 مدنيا برصاص مباشر أثناء محاولتهم الوصول إلى طرود غذائية على حواجز الإذلال والقهر، وإصابة قرابة ألف مدني آخر”.
وقال المكتب الإعلامي إن 9 فلسطينيين “ما زالوا في عداد المفقودين بعد أن استدرجتهم هذه المؤسسة إلى مناطق تخضع للسيطرة العسكرية الصهيونية”.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن المؤسسة تروّج الأكاذيب، وتدّعي زورا أن المقاومة تهدّدها وتمنعها من توزيع المساعدات، مؤكدا أن أي مؤسسة تزعم أنها إنسانية بينما تنفذ مخططات عسكرية لا يمكن اعتبارها جهة إغاثية.
كما حذّر فرحان حقّ نائب المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، من أن العمليات الأممية الإغاثية في غزة قد تتوقف برمتها إذا واصل الاحتلال الصهيوني منع وكالات المنظمة الدولية من الوصول إلى مخزون الوقود في القطاع. وأشار حق إلى نهب قرابة 260 ألف لتر من الوقود في شمال غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

طفلة ترتقي.. من شدّة الجوع

وأفادت مصادر طبية باستشهاد طفلة في قطاع غزة بسبب سوء التغذية، فيما حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن العائلات في القطاع أصبحت على شفا الانهيار، وإن المساعدات التي تصل القطاع غير كافية. وقالت مصادر بمجمع ناصر الطبي إن طفلة فلسطينية استُشهدت نتيجة سوء التغذية في مستشفى الأطفال والولادة بخان يونس جنوبي القطاع.
كما حذر مسؤول في الأمم المتحدة، في وقت سابق، من احتمال وفاة 14 ألف رضيع بغزة إذا لم يُسمَح بدخول المساعدات الإنسانية اللازمة للقطاع الفلسطيني الذي تحاصره الكيان الصهيوني.  ودعت المنظمة الأممية الكيان الصهيوني المحتل السماح باستئناف إدخال المساعدات إلى غزة فورا دون عوائق لتلبية الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع.
وعلى صعيد الحراك الدبلوماسي الرامي إلى العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن مفاوضات ضخمة تُجرى بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وحماس وإيران بشأن غزة، مؤكداً أن إيران مشاركة بالفعل في هذه المحادثات، ثم أضاف: “سنرى ما سيحدث”.

الاحتلال يعتزم هدم 100 منزل بجنين

وبالموازاة مع ذلك نبّه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إلى أنّ مستشفى الأمل في غزة أصبح “عملياً خارج الخدمة” بسبب “تكثيف الأعمال العدائية قربه”. وتحدّث المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي عن “إعاقة الوصول إلى المستشفى، ما يمنع المرضى الجدد من تلقي الرعاية، ويتسبّب بمزيد من الوفيات التي كان من الممكن تجنّبها”.
وأضاف: “ما زال هناك مرضى في المستشفى يحتاجون إلى رعاية، لكنه لا يستقبل أي حالات جديدة”. ولفت تيدروس إلى أنّه مع إغلاق مستشفى الأمل “أصبح مجمع ناصر الطبي المستشفى الوحيد الذي يضم وحدة رعاية مركزة في خانيونس”، المدينة الواقعة في جنوب القطاع الفلسطيني.
وقالت مصادر إعلامية إن الاحتلال الصهيوني أعلن عن مخطط جديد يقضي بهدم نحو 100 بناية سكنية في مخيم جنين بالضفة الغربية، في حين جددت قوات الاحتلال اقتحام عدة مدن بالضفة.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال وزعت خارطة يظهر فيها 100 منزل في عدة حارات من مخيم جنين قرر الاحتلال هدمها، وأشارت إلى أن عمليات الهدم ستتم خلال 72 ساعة من إصدار القرار. وكان الاحتلال أجرى عمليات هدم في عدد من المنازل في حارات المخيم، آخرها كان في مارس الماضي، حيث تم هدم أكثر من 66 منزلا.
وبينت مصادر في مدينة جنين أن العدوان الصهيوني المستمر منذ أكثر من 5 أشهر، أحدث دمارا في حوالي 600 منزل ومنشأة في المخيم بشكل جزئي أو كلي. وكانت قوات الاحتلال قد واصلت هدم مبان سكنية في مخيم طولكرم، لليوم الرابع على التوالي، تزامنا مع استمرار عدوانها على المدينة ومخيمها.
ووفقا لأحدث المعطيات، أدى التصعيد الصهيوني إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل كليا، و2573 منزلا جزئيا، مع استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19795

العدد 19795

الخميس 12 جوان 2025
العدد 19794

العدد 19794

الأربعاء 11 جوان 2025
العدد 19793

العدد 19793

الثلاثاء 10 جوان 2025
العدد 19792

العدد 19792

الإثنين 09 جوان 2025