الاحتلال يحـوّل نقاط توزيع المساعـدات إلى مصائـد مـوت

عشـرات الشهداء ومئات المصابـين في مجـزرة بخانيونـس

 بينما تتجّه أنظار العالم إلى جبهات التصعيد بين إيران والكيان الصهيوني، تخوض غزة حربا صامتة ضد الجوع والموت بلا كاميرات.
 تحوّلت نقاط توزيع المساعدات بقطاع غزّة إل مصيدة حقيقية يستهدف من خلالها جيش الاحتلال الصهيوني الجوعى الفلسطينيين الباحثين عن الطعام، مرتكبا بذلك مجازر رهيبة تحصد يوميا عشرات الشهداء دون أن يحرّك العالم ساكنا بعد أن وجّه كل اهتمامه وانتباهه للمواجهة المتصاعدة بين إيران والكيان.
 ومثل الأيام الماضية، كان يوم أمس دمويا على الفلسطينيين الذين ارتقى منهم أزيد من 74 شهيدا برصاص الاحتلال بينهم 56 من منتظري المساعدات.
وأكدت وزارة الصحة بقطاع غزة في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك وصول “عشرات الشهداء والإصابات إلى مجمع ناصر الطبي نتيجة ارتكاب الاحتلال مجزرة كبيرة بحق المواطنين المنتظرين للمساعدات في محافظة خان يونس صباح أمس”.
وبذلك ترتفع حصيلة الضحايا منذ بدء شركة أميركية توزيع المساعدات في نقاط عدّة جنوبي ووسط قطاع غزة في 27 ماي الماضي ضمن مشروع أمريكي صهيوني أدانته الأمم المتحدة ومنظمات دولية عديدة باعتباره أداة لعسكرة المساعدات ووسيلة لإذلال السكان وتهجيرهم من مناطقهم.
وشهدت الساعات الأولى من يوم أمس سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين، أغلبيتهم من النازحين والمدنيين.
وكانت وزارة الصحة في القطاع أعلنت أمس الأول ارتفاع حصيلة ضحايا طالبي المساعدات منذ 27 ماي الماضي إلى 338 شهيدا و2831 مصابا.

المقاومة صامدة

يأتي ذلك فيما واصلت قوات المقاومة في قطاع غزة عملياتها ضد قوات الاحتلال ، مما أدى إلى تكبيدها مزيدا من الخسائر.
وقالت صحافة الاحتلال أمس الثلاثاء إن مقاتلين من حركة حماس فجروا عبوة ناسفة بناقلة جند من طراز “نمر”، مما أدى إلى مقتل عسكري وإصابة آخرين.
وكان الجيش الصهيوني قد أصدر تعليقا على العملية ذاتها أعلن فيه مقتل العسكري من لواء غولاني وإصابة 9 آخرين -بينهم ضابط بجروح خطيرة- في معارك جنوب القطاع.
والاثنين، أعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط برتبة نقيب وإصابة عدد من العساكر في تفجير استهدفهم شرق خان يونس وتبنته كتائب القسام.

فلسطينيون: كأن العالم نسينا

هذا، وأعرب فلسطينيون في قطاع غزة، عن مخاوفهم من نسيان العالم لمأساتهم في خضم القصف المتبادل بين الكيان وإيران، منذ الجمعة الماضية.
ويشعر سكان غزة بالقلق من أن حتى الضغط المحدود على الاحتلال بشأن معاناتهم سيتلاشى بسرعة.
وفي هذا الصدد، يقول محمد، وهو غزّي لم يشأ الكشف عن اسمه الأخير، لشبكة “سي إن إن”: “لقد جعلت الحرب بين الكيان الصهيوني وإيران الناس ينسوننا تماما. لا أحد ينظر إلينا، لا يوجد طعام ولا ماء ولا أي شيء. كل يوم، يذهب الناس للحصول على الطعام والمساعدات، وينتهي بهم الأمر في أكياس الجثث”.
وهو الأمر نفسه بالنسبة لـ«أم مصطفى”، وهي غزيّة أخرى، أخبرت الشبكة الأمريكية أن الصراع المتنامي بين إيران والكيان “يعني أن معاناتهم قد اختفت من أجندة الأخبار الدولية”.
وأضافت “لقد تحول كل (التركيز) إلى الحرب الصهيونية الإيرانية، على الرغم من أن قطاع غزة قد مُحي من على الخريطة”.

أزمة جوع مُميتة

ويواجه قطاع غزة أزمة جوع، حيث حذّر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، نُشر أواخر أبريل الماضي، من أن واحدا من كل خمسة أشخاص في غزة يواجه المجاعة. وقد تفاقم الوضع منذ ذلك الحين، وفقا للأمم المتحدة.
في أواخر ماي الماضي، رفعت سلطات الاحتلال جزئيا حصارا شاملا على غزة استمر 11 أسبوعا، لكن المنظمات الإنسانية تقول إن المساعدات التي تدخل الآن لا تُمثل سوى جزء ضئيل مما هو مطلوب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025
العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025