بين مشاهد التاريخ وصور الحاضر، يتكرر المشهد ذاته لكن بالعكس، ففي وقت تنقل فيه وسائل إعلام صهيونية أن مئات الصهاينة يفرّون من المرافئ البحرية في هرتسليا وحيفا وعسقلان على متن يخوت خاصة باتجاه قبرص، تعود إلى الأذهان صورة قديمة لمستوطنين جاؤوا عبر البحر إلى فلسطين عام 1948.
«لقد سئمنا من الصواريخ”.. هذا ما كشفته الصحافة الصهيونية عن فرار مئات المستوطنين عبر البحر، في عمليات “تتمّ بالسرية، ومن دون رقابة، ومقابل آلاف الدولارات”.
كشفت صحافة الكيان الصهيوني، عن فرار مئات الصهاينة يوميا عبر يخوت إلى قبرص بعيدا عن الصواريخ الإيرانية. ومنذ بداية الحرب، أغلق الكيان الغاصب مجاله الجوي، بل ونقل سرا عشرات الطائرات المدنية إلى الخارج، ما جعل الملايين عالقين في مواجهة الصواريخ الإيرانية التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وقالت الصحافة الصهيونية “هناك مئات الأشخاص يرغبون الآن في المغادرة، لكن القلّة يعترفون بأنهم يفرّون من الصواريخ الإيرانية ويزعمون بدل ذلك بأنهم لا يعيشون في الكيان الصهيوني ويريدون العودة إلى بلادهم، أو الانضمام إلى أبنائهم في الخارج”.
هكذا إذن، وبينما لا تزال الملاحة الجوية من الكيان الصهيوني متوقّفة، انضمّ عدد كبير من المستوطنين الصهاينة إلى “مجموعات توفّر لهم طريقاً بديلاً للهروب”، عبر البحر في يخوت إلى قبرص.
ويتمّ هذا الهروب “سرّاً، ومن دون رقابة، ومقابل آلاف الدولارات”، حيث أكد جميع المستوطنين تقريباً الذين تحدّثت إليهم الصحافة أنّهم “يغادرون بسبب عدم وجود خيار آخر”.
ولم ينحصر الأمر بمنطقة معيّنة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل يبحث المستوطنون عن يخوت “تبحر بهم إلى قبرص، ومنها إلى أي مكان آخر”، في مراسٍ متعدّدة، كما في “هرتسيليا”، في الوسط، حيفا المحتلة شمالاً، وعسقلان المحتلة جنوباً. وتحدّثت الصحافة أيضاً عن ارتفاع المبالغ التي على المستوطنين دفعها من أجل الهرب عبر البحر.
وبالوقوف عند أسباب هذا الهروب الجماعي، أعربت مستوطنة عن خشيتها من الاستهدافات الإيرانية ضدّ الكيان الصهيوني، والتي حقّقت إصابات مباشرة منذ بدئها الجمعة، قائلةً: “لقد سئمنا من الصواريخ”.
يـأتي ما كشفته الصحافة الصهيونية بعد توجيه القوات المسلحة الإيرانية تحذيراً إلى المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دعتهم فيه إلى مغادرتها فوراً.
وفي البيان الذي أصدرته الأحد، أكدت القوات المسلحة الإيرانية أنّ الأراضي المحتلة “بالتأكيد لن تكون صالحةً للسكن في المستقبل القريب”، مضيفةً أنّ الهرب إلى الملاجئ تحت الأرض لن يوفّر الأمان للمستوطنين.
وأوضحت أنّ طهران تملك “بنك أهداف شاملاً يشمل مواقع ونقاطاً حسّاسة في عمق الأراضي المحتلة، وسيجري استهدافها في المرحلة المقبلة”.