فـي الذكـرى 55 لانتفاضـة الزملة

الصحراويــون يدعـون لإحقــاق العدالــة وإنهـاء الاحتـلال

 استعاد الشعب الصحراوي أمس الذكرى 55 لانتفاضة الزملة التاريخية، التي تعتبر نقطة تحوّل بارزة في كفاحه التحرري، ووصمة عار على جبين المستعمر الإسباني الذي يتحمّل مسؤولية كبيرة عن المعاناة التي ألمّت بالصحراويين منذ احتلاله لأرضهم وانسحابه منها دون تقرير مصير شعبها.
أحيَت الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي (إيساكوم) الذكرى الخامسة والخمسين لانتفاضة الزملة التاريخية، معتبرة إياها محطة مفصلية في مسار الكفاح الوطني الصحراوي من أجل تقرير المصير والاستقلال، ومجدّدة إدانتها للإرث الاستعماري الإسباني والاحتلال المغربي المستمر.
وفي بيان صادر عن الهيئة بهذه المناسبة، ذكّرت (إيساكوم) بأن الانتفاضة التي اندلعت في 17 جوان 1970 بحي الزملة في مدينة العيون المحتلة، جاءت كردّ شعبي سلمي ضد الاستعمار الإسباني ومطالبة بحقوق الشعب الصحراوي المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، وفقًا للقرار الأممي 1514 الصادر سنة 1960.
وأشار البيان إلى أن هذه المظاهرة قُمعت بوحشية من قبل السلطات الإسبانية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، واختطاف زعيم الحركة الوطنية الصحراوية، سيدي محمد بصيري، الذي لا يزال مصيره مجهولًا حتى اليوم، مما جعله رمزًا من رموز المقاومة المدنية الصحراوية.
وأضافت الهيئة أن انتفاضة الزملة، وما رافقها من قمع دموي، مثلت شرارة لمسار تحرري جديد، تُوّج بتأسيس جبهة البوليساريو سنة 1973، التي اختارت الكفاح المسلح والدبلوماسي سبيلاً لتحرير الصحراء الغربية.وفي سياق الاحتفاء بالذكرى، أدانت الهيئة ما وصفته باستمرار الاحتلال المغربي في قمع المدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة، مؤكدة امتداد روح المقاومة من انتفاضة الزملة إلى انتفاضة الاستقلال في 21 ماي 2005، ثم مخيم “اگديم إزيك” سنة 2010، وصولًا إلى أشكال النضال السلمي الراهن.
كما جددت الهيئة رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال المغربي، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية إزاء الوضع في الصحراء الغربية، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.
وطالبت الهيئة، في ختام بيانها، الدولة الإسبانية بالكشف عن مصير الزعيم الصحراوي سيدي محمد بصيري، مشيدة بتضحيات شهداء انتفاضة الزملة وكافة ضحايا الاستعمار والاستعمار الجديد، ومجددة التزامها الثابت بالنضال من أجل حرية واستقلال الصحراء الغربية.
إلى ذلك، تعتبر انتفاضة الزملة التاريخية مفصلية في تاريخ الشعب الصحراوي، فهناك تبلورت فكرة الثورة والانعتاق من التسلط الاستعماري، بالإضافة لكونها كانت المؤطر الحقيقي للفكر السياسي الذي تبنته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بعد حين.
ويخلد الشعب الصحراوي، انتفاضة الزملة التاريخية، لاستحضار مناقب ذلك الرجل المخلص الذي قدم أروع مثال في الوطنية والقناعة “ الفقيد محمد سيد ابراهيم بصيري.
 انتفاضة الزملة التاريخية كانت محطة ناصعة ومتميزة في مسار طويل من المقاومة الصحراوية ضد مختلف أشكال الاستعمار والطغيان. ويكمن تميزها في أنها، من ناحية، شكلت أول حركة سياسية منظمة بوعي وطني صحراوي جامع، ومن ناحية أخرى، اعتبارها إيذاناً بالشروع في تحول جذري عميق في تاريخ الشعب الصحراوي والمنطقة، توّج بتأسيس البوليساريو، واندلاع الكفاح المسلح في 20 ماي 1973 ضد الوجود الاستعماري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025
العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025