المبعوثة الأممية لليبيا أمام مجلس الأمن

خارطة طريق ودعم دولي للحل

 حراك دولي تقوده مبعوثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتحريك المسار السياسي وتجاوز الخلافات والانقسام، الذي بات يهدّد أمن البلاد ويعيق تقدّمها نحو الخروج من الأزمة التي تعصف بها منذ 14 عاما.
عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الأول، جلسة لمتابعة مستجدات الوضع الليبي، بعد أيام من انعقاد مؤتمر “برلين 3” حول ليبيا. واستعرضت المبعوثة الأممية هانا تيتيه أمامه تطورات الوضع، مشدّدة على ضرورة إحياء العملية السياسية بقيادة البعثة الأممية والعمل من أجل وقف التصعيد، الذي تتسبّب فيه المليشيات المسلّحة معربة عن خيبة أمل الليبيّين إزاء تكرار الفترات الانتقالية.

خارطـة طريــق

 ولفتت تيتيه إلى نية البعثة الأممية تقديم خارطة طريق ذات إطار زمني واضح وطابع عملي، تعكس تطلعات الشعب الليبي. وشدّدت على ضرورة تحلي الأطراف السياسية بالإرادة للانخراط الجاد في العملية السياسية.
وأكّدت المبعوثة الأممية أنّ الدعم الدولي لا غنى عنه، وأنّ ليبيا تقف على أعتاب تحولات مفصلية في مسار إعادة بناء مؤسّسات الدولة. وأشارت إلى أنّ مؤتمر برلين شكّل نقلة نوعية في تنسيق وتعزيز الدعم الدولي للعملية السياسية. كما لفتت إلى أنّ ليبيا اليوم تقف عند مفترق طرق نحو تحقيق هدفها الأسمى في بناء ديمقراطية حقيقية.
وأكّد مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن، خلال مداخلاتهم، ضرورة تحريك العملية السياسية ودعم جهود البعثة الأممية واللجنة الاستشارية في هذا الإطار.
وأعربت المندوبة البريطانية باربرا وودوارد، عن ترحيبها بجهود اللجنة والبعثة في إعداد خارطة طريق سياسية، معربة عن قلقها الشديد إزاء الاشتباكات المسلّحة الأخيرة في طرابلس، ومشدّدة على أهمية تمكين الشعب الليبي من إجراء انتخابات وطنية ذات مصداقية.
من جانبها، شدّدت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن على أنّ مؤتمر برلين شكّل فرصة نادرة للمجتمع الدولي لإظهار دعمه لعملية سياسية بقيادة وملكية ليبية، مشيرة إلى أنّ استقلال المؤسّسات السيادية، وعلى رأسها المصرف المركزي ومؤسّسة النفط الوطنية، أمر بالغ الأهمية لضمان الاستقرار في ليبيا.

مفتــاح الإستقـرار

 وأكّد مندوب الصين أنّ النهوض بالعملية السياسية في ليبيا يمثل مفتاحًا للاستقرار في المنطقة، مرحّبًا بجهود البعثة الأممية، وحاثًا كافة الأطراف الليبية على تعزيز الحوار والتواصل، ووضع ترتيبات أمنية فعالة لتفادي العودة إلى النزاع المسلّح. كما أشار إلى أنّ التحديات الاقتصادية، ومنها انهيار العملة، تؤثّر بشكل مباشر على استقرار البلاد.

آفــاق الإنتخابـــات

  وفي السياق ذاته، قال مندوب روسيا إنّ التطورات الأخيرة تؤكّد استمرار الجمود السياسي في ليبيا، وتقلّص آفاق تنظيم انتخابات عامة، معتبرًا أنّ غياب التوافق بين الأطراف الليبية يؤدي إلى تدهور اقتصادي وأمني متزايد. ولفت إلى أنّ الاشتباكات الأخيرة في ماي الماضي، كانت مؤشّرًا خطيرًا على هشاشة الوضع الأمني.

توحيد المؤسّسة العسكرية

 أما مندوبة فرنسا، فقد أكّدت على ضرورة إطلاق عملية سياسية واضحة، وتحديد جدول زمني محدّد، إلى جانب أهمية توحيد المؤسّسات العسكرية والأمنية وتنفيذ خطة شاملة لنزع سلاح المليشيات.

عملية سياسية بقيادة ليبية

 بدوره، شدّد مندوب الجزائر، عمار بن جامع، على أهمية إجراء عملية سياسية بقيادة ليبية، بدعم من الأمم المتحدة، تؤدي إلى انتخابات شاملة وتشكيل حكومة موحّدة. كما دعا إلى تنفيذ إصلاحات لتعزيز الصندوق السيادي الليبي، مطالبًا بخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد فورًا، دون شروط.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19806

العدد 19806

الأربعاء 25 جوان 2025
العدد 19805

العدد 19805

الثلاثاء 24 جوان 2025
العدد 19804

العدد 19804

الإثنين 23 جوان 2025
العدد 19803

العدد 19803

الأحد 22 جوان 2025