خصصت صحيفة صهيونية افتتاحيتها الرئيسية أمس الاثنين للتعليق على حادثتين عنيفتين إرتكبهما مستوطنون صهاينة الأسبوع الماضي في الضفة الغربية، وأسفرت إحداهما عن استشهاد 3 فلسطينيين، في حين اعتدوا في الأخرى بعد يومين على عساكر للاحتلال كانوا قد أُرسلوا لإجلائهم من بؤرة استيطانية غير قانونية.
وكان المستوطنون قد هاجموا الأربعاء الماضي قرية كفر مالك شمال شرق رام الله بالضفة الغربية، حيث اعتدوا على أهلها وأضرموا النار في المنازل والسيارات ما أدى إلى استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة كثيرين .
وبعدها بيومين، اعتدى مستوطنون على عساكر صهاينة كانوا قد أُرسلوا لإخراجهم من البؤرة الاستيطانية التي جاء منها مرتكبو هجوم الأربعاء. وتسببت الحادثة التي وقعت مساء الجمعة في أضرار لمركبات عسكرية قبل أن تتمكن قوات من تفريق المعتدين واعتقال 6 منهم.
ورغم فظاعة الحادثتين -كما تقول الصحيفة - فإن واحدة منهما فقط طالتها إدانة سلطات الاحتلال، وهي التي تعرض فيها اليهود للأذى.
المستوطنون فوق القانون
ووفقا للمقال الافتتاحي، فقد كانت مسألة وقت فقط قبل أن يقوم المستوطنون الذين وصفتهم بأباطرة الفصل العنصري الخارجين عن القانون في المناطق، بتوجيه عنفهم ضد العساكر الصهاينة الذين يمنعونهم من تنفيذ مخططاتهم الشريرة ضد الفلسطينيين.
وانتقدت الصحيفة سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الجيش الصهيوني، حيث ظل لسنوات يسمح بالنمو الجامح للبؤر الاستيطانية غير القانونية، ولم يطبق القانون عندما يتعلق الأمر بالعنف ضد الفلسطينيين، وأوهم سكان البؤر الاستيطانية أنهم يتمتعون بحصانة جنائية، وأضعف نظام إنفاذ القانون الضعيف أصلا.
لكنها قالت إن السحر انقلب على الساحر، وها هو الجيش يواجه الآن مستوطنين معتدين يهاجمون عساكره أيضا بعد أن اكتسبوا الشجاعة ودون أن يكبح جماحهم أي رادع.
وأشارت الافتتاحية إلى أن اعتداءات المستوطنين على العسكريين الصهاينة كانت تُقابل بإدانات من اليسار واليمين على حد سواء، أما اليوم، في ظل حكومة نتنياهو والمستوطنين، لم يعد هناك إجماع حتى على هذه القضية.
وعزت ذلك إلى أن كبار أعضاء المجلس الوزاري المصغر يريدون من العساكر الصهاينة أن يفهموا أنه من الأفضل لهم عدم كبح جماح “شباب التلال”، وهي مجموعة من المستوطنين الصهاينة المتطرفين يعيش معظم أفرادها في بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت أنه عندما يكون هذا هو نهج كبار المسؤولين في الكيان، فإن كل من لا يزال يخطر بباله اعتقال شباب التلال العنيفين، فعليه أن يفكر مرتين قبل أن يُقدِم على ذلك.
كل هذا -برأي الصحيفة- يضمن أن أوامر الإخلاء التي أصدرها قائد المنطقة الوسطى في الجيش الصهيوني لن تُنفذ، وأوامر المنطقة العسكرية المغلقة ستكون حبرا على ورق فقط، وستُنشر من أجل إدراجها ضمن القواعد والبروتوكول.
وخلصت الافتتاحية إلى أن الرسالة التي يبعثها كبار الساسة في الكيان إلى مليشيات شباب التلال هي: “نفذوا أي مذبحة بهدوء”.
وختمت بالقول إنه حري بنا أن نفهم كيف اكتسب الجيش الصهيوني سمعته باعتباره جيشا يسمح بارتكاب المذابح بدلا من أن يمنعها، وكيف انتهت حادثة اعتداء المستوطنين على قرية فلسطينية بمقتل 3 أشخاص برصاص العساكر.
عنف بلا حدود
في السياق، قال الجيش الصهيوني إن مستوطنين أحرقوا الاثنين موقعا أمنيا تابعا له في الضفة الغربية المحتلة وذلك احتجاجا على اعتقال عدد منهم بعد هجومهم على بلدة كفر مالك.
وقالت هيئة البث الصهيونية الرسمية أن “الحادثة جاءت مع تصاعد التوتر في الضفة الغربية مؤخرًا، حيث تجمهر عشرات المستوطنين وقام بعضهم بالبصق على قوات الجيش، ورشّ غاز الفلفل على عناصر الشرطة، وتخريب ثلاث مركبات عسكرية”.
وأضافت أن “آخرين حاولوا اقتحام القاعدة بالقوة، ورفعوا لافتات تتهم قائد اللواء بالخيانة وتطالب بسجنه”.