شهادات توثّق معاناة الشّعب الصّحراوي

انتهاكات الاحتلال تحت مجهر مجلس حقوق الإنسان

 ضمن أشغال دورة مجلس حقوق الإنسان التي تحتضنها جنيف السويسرية، تمّ الأحد عرض فيلم وثائقي للصحفية الأمريكية ايمي غودمان، مقدمة برنامج الأخبار اليومي “ديمقراطية الآن!” الحائز على جوائز عالمية، تحت عنوان “أربعة أيام في الصحراء الغربية المحتلة”.
 الفيلم يسلّط الضوء على معاناة الشعب الصحراوي في الجزء المحتل من الصحراء الغربية، ويقدّم الوثائقي الذي ساهم في كسر الحصار الذي يفرضه المغرب على الجزء المحتل من الأراضي الصحراوية - عندما تمكّنت منتجة الفيلم وفريقها من دخول الصحراء الغربية رغم الرقابة المشددة - نظرة نادرة عن ما يحدث داخل آخر مستعمرة في افريقيا.
ويعرض هذا الوثائقي شهادات مجموعة من المناضلين الصحراويين من ضحايا الاختفاء القسري والتعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، كما يسلّط الضوء على سياسة إدارة الاحتلال للحيلولة دون تمكين الإعلاميين والحقوقيين والمنظمات الدولية من زيارة المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
ويجسّد الفيلم الوثائقي مأساة الشعب الصحراوي ومعاناته بالجزء المحتل وهو يخوض معركة سلمية، دفاعا عن أرضه وحقه الثابت وغير القابل في التصرف او التقادم في تقرير المصير والاستقلال.

انتهاكات تحت المجهر

  هذا، واحتضن مقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف ندوة دولية حول الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها إدارة الاحتلال ضد النساء الصحراويات بالجزء المحتل من الصحراء الغربية، وذلك بمشاركة دبلوماسيين وحقوقيين وأساتذة جامعيين.
وسلطت الندوة الدولية - التي نظّمت على هامش الدورة 59 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي انطلقت أشغالها منتصف شهر جوان الجاري - الضوء على ما تعانيه المرأة الصحراوية بالأراضي المحتلة من قمع وترهيب بشكل يومي، بسبب مواقفها ونضالها السلمي من أجل الدفاع عن كرامة وحرية الشعب الصحراوي.
كما شهدت الندوة تقديم شهادات حية من رحم معاناة الصحراويات في ظل الاحتلال تحدثت عن انتهاكات واسعة النطاق، وتم التطرق إلى تجارب مروعة عن الظلم والمعاناة.
وقد طالب المشاركون في الندوة، المنتظم الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، وفق ما تؤكد عليه الشرعية الدولية.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، شهد مقر مجلس حقوق الإنسان بجنيف نصب خيمة صحراوية داخل مقر الأمم المتحدة، كرمز للمقاومة والحاضن للفعل الثوري المقاوم، باعتبارها الرمز المميز للشعب الصحراوي والمعبر عن أصالته وهويته، إلى جانب دورها في رسم معالم وحدة وتماسك الشعب الصحراوي في وجه كل المحاولات الاستعمارية الرامية إلى طمس الهوية الصحراوية.
كما تمّ تنظيم وقفة سلمية، دعت إليها جمعية بنات الساقية الحمراء ووادي الذهب، بساحة الأمم أمام مقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف.
ورفع المتظاهرون خلالها لافتات تدعو مجلس حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل من أجل إطلاق سراح السجناء السياسيين بالسجون المغربية، والعمل على حماية المدنيين الصحراويين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية من القمع الذي تمارسه إدارة الاحتلال منذ اجتياحها العسكري للمنطقة عام 1975.

شهادات توثّق المعاناة

 وقدّمت مجموعة من الناشطات الصحراويات، مثل الغالية دجيمي، وسلطانة خيا شهادات مهمة توثق معاناة الحقوقيات الصحراويات.
كما شهدت الندوة، مشاركة دبلوماسيين، مثل سفير جنوب إفريقيا في مجلس حقوق الإنسان، بجنيف، الذي أكد في مداخلته، موقف بلاده الثابت الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، والتي عبّر فيها أيضا عن أسفه إزاء عجز المجتمع الدولي عن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وحل إشكالية حقوق الإنسان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025
العدد 19809

العدد 19809

الأحد 29 جوان 2025
العدد 19808

العدد 19808

السبت 28 جوان 2025