يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر مستهدفاً بغاراته الجوية وقصفه المدفعي مختلف أنحاء القطاع، ما يؤدّي إلى تسجيل عدد كبير من الشهداء والجرحى يومياً، فضلاً عن تعمده استهداف طالبي المساعدات الإنسانية والباحثين عن مياه الشرب.
أعلنت مصادر في مستشفيات قطاع غزة، أنّ حصيلة الشهداء جراء الغارات الصهيونية المتواصلة على أنحاء متفرقة من القطاع بلغت صباح أمس 28 شهيدا، بينهم 17 في مدينة غزة ومناطق شمال القطاع.
واستهدفت سلسلة الغارات الجوية الصهيونية مخيمات نازحين وسيارات توزيع مياه ومواقع مدنية مكتظة. كما كرّست قوات الاحتلال مجازرها في غزة بقتل أطفال عطشى كانوا ينتظرون الحصول على المياه.
وأفاد مستشفى العودة بالنصيرات، أمس الأول ،بوصول 8 شهداء؛ بينهم 6 أطفال، و16 إصابة، بينهم 7 أطفال؛ جراء استهداف الاحتلال نقطة توزيع مياه بمنطقة المخيم الجديد شمال غربي مخيم النصيرات.
الباحثون عن الماء في مرمى النّيران
في السياق، اتّهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الاثنين، الاحتلالَ الصهيوني بشن حرب تعطيش ممنهجة ومدروسة ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، استخدم فيها الماء كسلاح جماعي للإبادة، ضمن سياسة متواصلة لحرمان الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة، وعلى رأسها المياه.
وأوضح “الإعلامي الحكومي” في بيان صحفي، أن الاحتلال ارتكب منذ بدء عدوانه على القطاع أكثر من 112 مجزرة دموية بحق المدنيين أثناء محاولتهم تعبئة المياه العذبة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 700 مواطن، غالبيتهم من الأطفال الذين سقطوا أثناء انتظارهم في طوابير المياه.وأشار إلى أنّ أحدث هذه المجازر وقعت في “المخيم الجديد” شمال غرب النصيرات وسط قطاع غزة، حيث استُشهد 12 مواطنًا، بينهم 8 أطفال، بينما كانوا يحاولون الحصول على كميات بسيطة من مياه الشرب.
وبيّن “الإعلامي الحكومي” أن الاحتلال تعمّد تدمير 720 بئر مياه، ممّا أدّى إلى حرمان أكثر من 1.25 مليون إنسان من الوصول إلى المياه النظيفة، إلى جانب منعه إدخال 12 مليون لتر من الوقود شهريًا، وهي الكمية اللازمة لتشغيل الحد الأدنى من آبار المياه ومحطات الصرف الصحي ومرافق جمع النفايات.وأكّد أنّ هذه السياسة تسبّبت بشلل شبه تام في شبكات المياه والصرف، ما أدّى إلى تفشي الأوبئة، خصوصاً في أوساط الأطفال والمرضى، في ظل انهيار البنية التحتية للمياه وتوقف محطات التحلية.
حرب تعطيـش ممنهجة
وأضاف “الإعلامي الحكومي” أن الاحتلال، في 23 جانفي الماضي، أوقف تدفق مياه “ميكروت” – آخر مصادر المياه المغذية لمحافظات القطاع – ما فاقم من معاناة السكان. وفي 9 مارس، قطع آخر خط كهربائي يغذي محطة التحلية المركزية جنوب دير البلح، ممّا أوقف إنتاج كميات كبيرة من مياه الشرب، في ذروة الحاجة الماسّة لها.
وأكد أنّ هذه الممارسات تمثّل جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، محمّلاً الاحتلال والدول الداعمة له المسؤولية القانونية والأخلاقية عن استمرار هذه الكارثة.
ودعا “الإعلامي الحكومي”، المجتمع الدولي، والمؤسسات الأممية والحقوقية، إلى التحرك العاجل من أجل وقف حرب التعطيش فورًا وضمان تدفق المياه للسكان دون عوائق، والضغط لإدخال الوقود والمعدات اللازمة لتشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي.
كما طالب بفتح تحقيق دولي فوري في جريمة التعطيش باعتبارها جزءًا من جريمة الإبادة الجماعية.