المحـــــــلل السيـــــــاسي ماليك سيلا لـ«الشعب»:

الجزائر والسنغال بحاجة إلى تفعيل التعاون الاقتصادي

حمزة محصول

يؤكد المحلل السياسي والصحافي السنغالي، ماليك سيلا، أن تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر والسنغال سيعود بالفائدة الكبيرة على البلدين، ويعتقد أن لكل منهما حضور دبلوماسي مميز في الساحل وغرب إفريقيا ويستطيعان لعب دور فاعل في مواجهة التحديات القائمة بالمنطقة.
❊ «الشعب»: كيف تقيّمون الوضعية السياسية والاقتصادية الحالية في السنغال؟ وهل هناك مؤشرات توحي بتحسّنها نحو الأفضل مثلما هو مسطر دوما في طموحات البلدان الإفريقية؟
❊❊ ماليك سيلا: الجميع يعلم أن السنغال بلد أصبح على قدر من كبير الديمقراطية والاستقرار السياسي في الوقت الراهن، وهذه الثقافة الجديد في تسيير الدولة ليست وليدة سنوات قليلة وإنما تعود إلى 1974، حينما قرر الرئيس سيدار سنغور تأسيس  التعددية الحزبية، وتم اعتماد 4 أحزاب منها حزب الرئيس السابق عبدو اللاي واد الذي حكم البلاد من 2000 إلى 2012،  على إثر فوزه في انتخابات شفافة.
واكتسب الشعب السنغالي حاليا ثقافة ديمقراطية كبيرة، والدليل أنه تظاهر بشكل سلمي على محاولة واد تعديل الدستور للبقاء في الحكم مدة أطول ولو حدث في بلد آخر لكانت الحرب الأهلية، ولكن السياسيين والمجتمع المدني يحرصون على الطابع السلمي والحكم في إطار الشفافية والنزاهة.
والرئيس الحالي ماكي صال، يعلم جيد أنه مجبر على مواصلة تعزيز الديمقراطية والتعددية السياسية، وكل ما قام به إلى غاية الآن يسير في هذا الاتجاه، خاصة ما تعلق بالفساد الإداري.
في المجال الاقتصادي، لازلنا بعيدين عن التطلعات ونسبة النمو المسجلة في ديسمبر 2014 تبقى مقبولة ولكنها غير كافة، وما يبعث على التفاؤل هو إطلاق الرئيس صال، لمخطط السنغال النامي الذي يمتد إلى غاية 2035، ويهدف إلى تشييد بنى تحتية ومؤسسات قوية.لكن لا يمكن الحديث عن الأهمية إلا بعد الشروع في التنفيذ على الأرض.
❊ كيف يمكن للبلدين أن يتعاونا اقتصاديا بالشكل الأنسب؟
❊❊ العلاقات الاقتصادية في غاية الأهمية، وهي امتداد للتعاون السياسي والدبلوماسي، وعلى البلدان الإفريقية أن تطور هذا الجانب، فمبادلات الدول الأوروبية فيما بينها تقدر بـ110 بالمائة أما لدى دول إفريقيا فلا تزيد  عن 10 بالمائة رغم الإمكانيات الكبيرة.
 اليوم في السنغال اكتشفت كميات معتبرة من النفط، والجزائر أفضل شريك لتحقيق هدف إنتاج أول برميل بترول بعد 6 سنوات، كما يمكن أن يقدم بلدنا خبرته في المجال الزراعي والسياحي، وبإمكانهما الاستفادة من بعضهما في مساعي تنويع الاقتصاد.
❊ ماذا يمكن أن يقدم البلدان على الصعيد الإقليمي في ظل الظروف السائدة؟
❊❊ الجزائر أثبتت دورها المحوري في منطقة الساحل، والسنغال تحتل الريادة الدبلوماسية في غرب إفريقيا حاليا، خاصة بعد تهاوي نظام الرئيس البوركينابي بليز كومباوري  فهي ترأس حاليا منظمة الإيكواس ولديها كلمة مسموعة، وبالتالي فالبلدين على قدر عال من التأثير في المنطقة ويستطيعان تقديم المساعدة للدول التي تعرف مصاعب أمنية وسياسية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024