“الشعب” تستطلع آراء الخبراء

ضرورة اتخاد إجراءات استباقية لإجهاض مخططات الدمويين

أجرت الحوار : آمال مرابطي

في قراءتهم الاولية للاعتداء الارهابي الذي استهدف تونس، أول أمس، من خلال تفجير حافلة للامن الرئاسي، أورد خبراء جزائريون لـ “ الشعب” بأن تونس اليوم أمام تحدّ كبير ما يجعلها بحاجة ماسة الى اتخاذ اجراءات استباقية تمكّنها من  إفشال مخططات الدمويين الذين تحوّلوا الى الهجمات الانتحارية و التفجيرات التي تحصد عددا كبيرا من الضحايا ما يعني أن المعركة صعبة وتستدعي من تونس تنسيقا وتعاونا مع شركائها خاصة الجزائر، على ان يركز التعاون على الجانب الاستخباراتي  بدل التركيز كما هو الامر حاليا على تزويدها بالمعدات والأسلحة الخاصة بمكافحة الإرهاب.
في السياق، اعتبر الأستاذ طارق رداف من جامعة أم البواقي، بأن  سلسلة العمليات الإرهابية المتتالية في الفترة الاخيرة تظهر وكأن كل جماعة دموية تريد استغلال الصدى الإعلامي الذي أصبح يرافق جرائمها المروعة. وعن الاعتداء الجبان الذي استهدف تونس قال الأستاذ طارق: “إن توجيه ضربة للأمن الرئاسي في قلب العاصمة التونسية مباشرة بعد أحداث باريس وباماكو، يؤكد بأن الدمويين دخلوا مرحلة متقدمة من العمل الارهابي، فتونس لم تعرف من قبل عمليات بالمركبات المفخخة أوالهجمات الانتحارية، بل كانت كل العمليات الإرهابية  تأخذ نمط الهجوم المسلح أوالاغتيالات الفردية، الأمر الذي سيزيد حتما من صعوبة رصد حركة الجماعات الدموية قبل تنفيذها لعملياتها، ويجعل عملية المواجهة تتركز بالضرورة على الاجراءات الاستباقية.  وبعد ان شدّد على أهمية الاجراءات الامنية التي اتخدتها تونس  بفرض حالة الطوارئ لمدة شهر، أورد الاستاذ طارق رداف، بأن تفجير شارع محمد الخامس استهدف توجيه ضربة لتونس وهي تحتضن مهرجان قرطاج السينمائي وتتطلع لاستقبال السياح مع اقتراب نهاية السنة الميلادية.
وأعرب عن خشيته من أن تمتد آثار هذه العملية إلى غاية بداية موسم السياحة الصيفية، ما قد يزيد من الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها تونس أصلاً خاصة بعد أحداث سوسة خلال الموسم الماضي. كما توقع زيادة التعاون الأمني بين تونس وشركائها الأمنيين، خاصة الجزائر وفرنسا بشكل خاص،  مشيرا إلى أن هذا التعاون لابد وأن يأخذ حجما استخباراتياً بشكل أكبر بدل التركيز على تزويد تونس بالمعدات والأسلحة الخاصة بمكافحة الإرهاب. وهذا التنسيق من شأنه السماح بالقيام بإجراءات استباقية لمنع وتقييد نشاط الجماعات الإرهابية. كما أن تكثيف التعاون في هذه المرحلة بالذات سيحرم الجماعات الإرهابية من الصدى الإعلامي الذي تحتاجه من أجل إعادة تقوية صفوفها، خاصة مع الضربات التي توجهها الجماعات الإرهابية في مناطق أخرى.
من جهته، اعتبر الخبير في الشؤون الأمنية، الدكتور أحمد ميزاب  أن ما حدث بتونس، يوم الثلاثاء، هو امتداد للفوضى الأمنية الممنهجة الحاصلة بالعالم في إطار زرع الرعب، ويأتي ضمن سلسلة العمليات التي شهدتها مناطق عديدة من العالم وقال: “ بأن تونس تحتاج لتنسيق ولعمل واقعي للتعامل مع هذه التطورات”. أما الدكتور مصطفى بخوش، أستاذ العلوم السياسية، فقد أوضح  لـ “ الشعب “ بأن ما عاشته تونس، أمس الأول، هو امتداد لسلسلة الهجمات الارهابية التي سجلت في الفترة الاخيرة بعدة دول. وأضاف بخوش أن الجزائر وتونس تحتاجان إلى تطوير التنسيق والتعاون الأمني بينهما وتحولاته من مجرد تعاون استخباري ولوجستيكي إلى تنظيم عمليات مشتركة داخل التراب التونسي لدعم الجيش والأجهزة الأمنية التونسية، وبإمكان الجزائر صاحبة التجربة الرائدة في مكافحة الارهاب أن تفيد الشقيقة تونس في هذا المجال

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024